“حلّ الحكومة لتفادي العتمة الشاملة… دواء منتهي الصلاحية!”
أعطت الحكومة اللبنانية موافقة لمؤسسة كهرباء لبنان لاستخدام جزء من الوقود “Grade B” المخزن في معملي الجية والذوق، والذي يقدر بـ40 ألف طن، بهدف تفادي الوقوع في العتمة الشاملة مع قرب نفاد مادة الغاز تشغيل معمل الزهراني، وهو واحد من أكبر معامل الإنتاج في لبنان.
المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة غسان بيضون يصف اللجوء إلى هذا الحل، بأنه “دواء منتهي الصلاحية، يمكن أن تكون فعاليته معدومة أو قليلة، ويمكن أن يترك آثاراً جانبية”، شارحاً لـ”الشرق الأوسط” ضمن مقال للصحافي نذير رضا, أن “الشحنة التي يُعتقد أنها وصلت إلى لبنان مطلع العام الحالي غير مطابقة للمواصفات، فرفضت الشركة المشغلة لمعمل الزهراني استخدامها في المعمل، مما دفع مؤسسة كهرباء لبنان لتخزينها في خزانات معملي الجية والذوق المتوقفين عن العمل منذ أشهر، من غير أن تتخذ الدولة قراراً برد الشحنة إلى مصدرها”.
وأضاف, “يبدو أن العجز عن تأمين الوقود لمعملي الزهراني ودير عمار دفع الوزارة لاستخدامها في المعملين القديمين (الجية والذوق)”، لكنه حذّر من أن “تشغيل المعملين بها قد يلحق أضراراً بالوحدة الإنتاجية، فضلاً عن أن نصف قدرتها الإنتاجية ستضيع، لأنها ستنتج نصف ما تستطيع إنتاجه لو كانت مطابقة للمواصفات Grade A في المعامل الحديثة”.
وقال إنه “لو كان هناك أي مشغل لمعملي الذوق والجية «لرفضا استخدامها»، في إشارة إلى أن عقد تشغيل المعملين انتهى قبل فترة، وباتت مؤسسة كهرباء لبنان هي من يتولى أعمال تشغيلهما”.
وأشار إلى أن “تجديد العرض العراقي الذي يسمح للبنان بأخذ مليون طن وقود إضافي، سيكون بعد نفاد أول كمية – تنتهي في أيلول”, مشيراً إلى أن “هذه الكمية تستطيع تأمين نحو ثلاث ساعات من التغذية الكهربائية”.
كما أشار إلى “أننا كنا نعوّل سابقاً على البنك الدولي والغاز المصري والكهرباء من الأردن، إلا أن البنك الدولي وضع شروطاً جديدة، كزيادة التعرفة ووضع خطة لتغطية التكلفة والبدء بإجراءات إنشاء الهيئة الناظمة، ونحن من جهتنا نعمل على هذا الموضوع”.
وقال: “إننا حصلنا على قرار من مجلس إدارة كهرباء لبنان بزيادة التعرفة تزامناً مع زيادة التغذية”، لكن “المطلوب الآن موافقة وزارة المال على هذا الموضوع ومن ثم موافقة الحكومة”.
ويرى بيضون أن “هناك صعوبة بتنفيذ الإصلاحات فوراً، بالنظر إلى أنه اليوم حكومة تصريف أعمال، مما يعقد رفع التعرفة وتعيين أعضاء الهيئة الناظمة للقطاع، فضلاً عن أن الهدر قائم، والشبكة غير مضبوطة، ومقدمي الخدمات لا يقومون بواجباتهم بالكامل”.
وتابع, “يبدو أن تنفيذ الإصلاحات اليوم، صعباً، فضلاً عن أن خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة صعبة التطبيق، وخصوصاً مسألة إزالة التعديات في ظل الأزمات التي تعاني منها الأجهزة الأمنية، ورصد العدادات وإصدار الفواتير بشكل منتظم وتحصيل المطلوب”.
وأردف, “عندما كانت هناك دولة، لم ينفذ مشروع زيادة التعرفة وإزالة التعديات، فكيف سيتمكنون اليوم من تنفيذها؟ وكيف ستؤمن الحكومة المتعثرة 200 مليون دولار لتنفيذ الخطة؟ التي تستهدف زيادة التغذية الكهربائية إلى حدود 10 ساعات يومياً، علماً بأن زيادة التعرفة هو أحد المطالب الدولية لإصلاح القطاع وتخفيض العجز فيه”.
وكشف بيضون أن المؤسسة, كان “لها بذمة المشتركين فواتير غير محصلة، نحو ألف مليار ليرة (665 مليون دولار) لحظة اندلاع الأزمة الاقتصادية في عام 2019. ولم يتم تحصيلها في ذلك الوقت”، معرباً عن قناعته بأن “هناك إدارة سيئة للمؤسسة، وتحتاج إلى إصلاح”.
المصدر: الشرق الأوسط
مواضيع ذات صلة :
الحكومة توقع مذكّرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي | طلب من الحكومة إلى الجمارك بشأن المساعدات | مذكرة مهمّة من الحكومة إلى هذه الجهات! |