جعجع: لا نخاف من “الحزب”
دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الطلاب الى “عدم التأثر بأي شيء يحبط معنوياتهم”.
وقال: “نحن لا نخاف من حزب الله لأننا لا نخاف أصلا، إلا أن ما يخيفنا فعلا هو فقدان الأمل واليأس وليس الأمور المادية، فهذان العاملان يتفشيان في الوقت الراهن شيئا فشيئا في المجتمع اللبناني، من هنا يكمن دوركم الأساسي في التمسك بالأمل ولو كنتم لا ترون اليوم أي أفق أمامكم. والفضل ليس لمن لديه الأمل عندما يكون الأفق مفتوحا أمامنا، إنما البطل الحقيقي هو الذي يحافظ على الأمل في الأوقات الحرجة والصعبة، ونحن هي الجماعة التي لا تفقد الأمل في الأوقات الصعبة نحن القوات اللبنانية”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه وفدا من طلاب “القوات اللبنانية” في جامعة الـ”LAU” في معراب، على اثر الفوز الذي حققوه في الانتخابات الطالبية في حضور أمين عام الحزب اميل مكرزل، رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد، رئيس دائرة الجامعات الأميركية في المصلحة ايليو حوراني، أعضاء هيئة مكتب المصلحة، مسؤول انتخابات جامعة الـLAU في مصلحة الطلاب ايلي اوسي، رئيسة خلية الـLAU – بيروت كريستي الحاج ورئيس خلية الLAU – جبيل وسام واكيم.
وأكد جعجع أن “أهمية الانتخابات الطالبية بالنسبة لنا لا يكمن في الفوز بهيئة طالبية أو كلية هنا أو هناك وإنما أهميتها في خلق مناخ معين في البلاد ينسحب على كل الانتخابات الأخرى”.
وتوجه بالتهنئة للطلاب: “أود في هذه المناسبة أن أقول لكم “يعطيكن مية ألف عافية” لأنكم خضتم هذا الاستحقاق في مناخ صعب بعض الشيء خصوصا بعد التشويش الذي نشهده في البلد كحركة كبيرة وخط سيادي وليس فقط كحزب قوات. وما حققتموه في هذه الانتخابات ليس سوى بداية على الصعيد الشخصي لكم ولنا أيضا، لأن وللأسف، المسيرة طويلة في ظل الصعوبات الجمة التي يعاني منها الوطن، من هنا علينا ان نبقى مستعدين دائما لتحقيق الانتصار”.
أضاف: “لو لم يكن هناك عمل جدي للتحضير لهذه المعركة الإنتخابية لما كان بإمكاننا حصد النتائج التي نلناها، فالتحضير الجدي اسفر عن نتيجة مرضية، فضلا عن التعب والسهر والتضحية من قبل الشباب الذين تابعوا هذه الانتخابات من الخارج أو تركوا أشغالهم في بلاد الاغتراب وأتوا إلى لبنان لمتابعتها. لدي تخوف صغير بالرغم من أنني أرى اليوم مقدار الحماس الذي يدب فيكم إذ تشعرون وكأن الدنيا بأكملها لا يمكنها احتواءكم وهذا الأمر مهم جدا، إلا أن الأهم هو أن تحملوا هذه اللحظة التي تعيشونها اليوم في ما تبقى من حياتكم، والبدء منذ هذه اللحظة في تعزيز جهودنا من أجل كيفية الاستمرار في توظيف طاقتكم وقدرتكم بشكل دائم في المستقبل”.
وتابع: “صحيح أن مناخ البلد حاليا لا يساعدكم، وأنا أتفهم هذا الأمر تماما، فأنتم كشباب صاعد تنظرون من حولكم وترون أن كل شيء مخيف، فلا فرص عمل ولا بنى تحتية ومؤسسات رسمية مقفلة، ومؤسسات خاصة تنهار وبالتالي أفق مسدود أمامكم، وهذا أسوأ ما يمكن أن نشهده لأنه مهما تعاظمت المشاكل والمصاعب على المجتمع في ظل أفق مفتوح تبقى الامور سهلة إلا أن المشكلة في لبنان، أنه إلى جانب كل هذه المشاكل، الأفق مغلق ولكن بالرغم من ذلك، أود منكم أن تحذو حذو الإعرابي في الصحراء الذي يعتمد على المعالم الطبيعية من أجل الإستدلال إلى سبيله، إلا أنه عندما تهب العواصف الرملية القوية التي تحجب الرؤيا تماما، يقوم الأعرابي دائما بغرس عصاه في الرمال بشكل جيد ويتشبث بها ليبقى مكانه ويقوم بلف رأسه بردائه لحماية وجهه من الرمال وينتظر انقضاء العاصفة، إذ يعود ليقف من جديد ويرى نقاط الاستدلال التي يعتمد عليها من أجل متابعة مسيرته، ونحن اليوم في عين العاصفة وعلينا أن نحذو حذو الإعرابي وأن نتشبث في مكاننا، فكل واحد منا لديه نقطة ارتكاز معينة وعليه التمسك بها إلى حين انقضاء العاصفة، فالصبر مهم جدا في انتظار عودة الرؤيا واستئناف المسيرة”.
واستطرد: “إن دوركم أهم من دور البقية من أبناء جيلكم باعتبار أن ظروفكم ساعدت على أن ترتادوا الجامعات لتحصيل العلم في كل المجالات، لذا عليكم العمل على تعميق ثقافتكم باعتبار أن الفرد من بينكم يساوي مقدار ما يعرف، وبالتالي أطلب منكم بإلحاح كبير أن تصرفوا وقتكم على تحصيل الثقافة خارج اختصاصكم خلال الدراسة، عليكم أن تطلعوا على أمور كثيرة كتاريخ بلادكم الفعلي، من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وأن تعرفوا تاريخ الإنسان والبشرية ولا سيما أن اليوم أصبح تحصيل الثقافة أسهل بكثير مما مضى، على خلفية وجود أفلام وثائقية يمكن لها خلال ساعتين أن تخبرنا مقدارا مهولا من المعلومات. وإن سألتموني ما علاقة هذه المواضيع بانتخابات الـ”LAU” جوابي لكم: كل الأمور مرتبطة ببعضها البعض وبقدر ما يكون المرء عميقا ومثقفا بقدر ما يمكنه أن يكون فاعلا في مجتمعه”.
وقال: “عليكم بالانكباب على نهل الثقافة على أنواعها كافة لأنكم عناصر فاعلة في حزب سياسي، وبالتالي اخترتم من حيث لا تدرون أن تكون عناصر فاعلة في المجتمع وأن تلعبوا دورا أكبر من دور المواطن العادي، فالمجتمعات التي تفتقر الى العناصر الفاعلة مقيد لها الدمار والخراب والموت ونحن لسنا كذلك، لذا عليكم أن تحصلوا الثقافة بأمور عديدة، لأننا وللأسف، نواجه أخصاما منهم من هو السيء جدا ومنهم من لا علاقة له بكل ما نؤمن به من لبنان ودولة وحضارة وثقافة وإلى ما هنالك، فهم يعيشون في دنيا أخرى مختلفة تماما عن تلك التي نعيش فيها وبالتالي من أجل أن تتمكنوا من الفوز بالمواجهة، عليكم أن تتقنوا المعرفة”.
وختم جعجع: “أود أن أشد على أيديكم اليوم، وأتوجه اليكم بالتهنئة، لأقول لكم إن هذا الانتصار هو خطوة أولى صغيرة مادية على طريق الانتصار الفعلي، حين يصبح لديكم المواصفات الفعلية والمطلوبة وأن تتمكنوا من الاندماج في أركان المجتمع كافة لنشر مشروعنا السياسي والفكر الذي نؤمن به لنتمكن من المواجهة وإعادة البلاد إلى شاطئ الأمان الذي نحلم به جميعا”.
من جهته، ألقى عماد كلمة شكر فيها الطلاب على جهودهم في المعركة الانتخابية، منوها بتصرف عدد من طلاب “القوات” القدامى في جامعة “LAU” الذين تخلفوا عن الالتحاق بأشغالهم في الخارج من أجل مواكبة الانتخابات، كما أن عددا منهم أتى خصيصا إلى لبنان للغرض نفسه، فيما واكب عدد آخر زملاءهم السابقين من مكان تواجدهم في الخارج. وأطلع رئيس “القوات” على مجريات وتفاصيل المعركة الانتخابية.
بدوره، ألقى مسؤول انتخابات جامعة الـLAU في مصلحة الطلاب ايلي اوسي، كلمة أعرب فيها عن محبته واحترامه لجميع زملائه، وشكرهم على تفانيهم في العمل خلال المعركة الانتخابية التي ستكون الأخيرة بالنسبة له، باعتبار أنه سيسلم هذه المهمة لرفيق آخر. وأكد أن هذه التجربة والعمل إلى جانب الطلاب هو فخر له سيرافقه طيلة حياته.
أما رئيسة خلية الـLAU بيروت كريستي الحاج، فألقت كلمة وضعت فيها جعجع في مجريات المعركة الانتخابية في الجامعة، واعدة بأنهم كخلية سيعملون بكل جهد من أجل حصد مقاعد أكبر في السنة المقبلة.
وكانت كلمة لرئيس خلية الـLAU جبيل وسام واكيم الذي فند ظروف المعركة وما واجههم من مصاعب، مشددا على أن الجامعة ستبقى “قلعة للقوات اللبنانية”.
مواضيع ذات صلة :
جعجع عن حريق الربوة: على القضاء أن يتحرّك بشكل حازم | جعجع: لو كان الجيش اللبناني على الحدود لما هاجمت إسرائيل لبنان | جعجع: إنه فعلًا موقف مبكٍ |