لا تراجع للاهتمام الأميركي بلبنان والمبادرة الفرنسية على النار

لبنان 5 شباط, 2021

لم يكن طول عمر تأليف الحكومة عبثيا، قطعا هو ليس كذلك، وقد يكون اللبنانيون امعنوا في المماطلة على الطريقة المعروفة وتلهوا بخلافاتهم كما كانت الحال دائما، إنما ما آلت إليه الأمور عالميا، بل تحديدا اميركيا وفرنسيا، يتلاءم مع حسم متطلبات المرحلة اللبنانية الراهنة فرنسيا.

فلبنان اليوم عند محطة الانتظار، والعقد في كل مكان سياسيا وماليا واجتماعيا واقتصاديا ، والفرنسييون يريدون فعلا أن تنجح مبادرتهم أو لنقل أن الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون يحرص على إنجاح مبادرته، وهي ربما خضعت لتعديلات كثيرة ستتظهر على مراحل ، فالبرامج السياسية لفرنسا في لبنان إزدادت وتخضع للمعايير الجديدة التي يمكن البناء عليها .

ولكن ، كيف يمكن لماكرون أن يحقق ذلك بعد تعثر مبدئي أبقى المبادرة قائمة من دون ان يؤمن لها الدفع الملائم حتى الساعة ؟

جوابا ، يمكن للرئيس الفرنسي أن يحقق تطلعاته في لبنان والمنطقة أيضا مستفيدا من المتغيرات التي طرأت في الادارة الاميركية والتي تتجاوب مع الاليزيه، فصارا ينسقان في ملف لبنان وغيره .

وتدل المؤشرات ان إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن تتفق مع برنامج ماكرون في لبنان ومبادرته ، لدرجة يمكن معها القول أن الادارتين ستعملان على الموجة نفسها في لبنان كذلك على مستوى الملف الأميركي- الإيراني، حيث تلعب فرنسا اليوم دورا مهما في مساعي إعادة مياه الاتفاق النووي إلى مجاريها . ربما يتأخر ذلك بعض الشيء لكنه سيحصل فعلا .

ومن هنا يبدو الانطباع القائل بأن الولايات المتحدة ترجيء الاهتمام بالملف اللبناني وفق سلم الاولويات، هو أمر في غير محله، فاصرار فرنسا على تسريع الخطوات على خط باريس -بيروت يمكن أن يحدث فارقا في الجدول الزمني للاهتمامات الأميركية وصولا إلى الاهتمام بالشأن اللبناني. كما يمكن للاتصالات الأميركية الإيرانية بشأن الملف النووي أن تسهم في ذلك أيضا، إذ أنه من البديهي أن تناور إيران أو تفاوض ، وهذا تعبير دبلوماسي، مستخدمة الورقة اللبنانية .

ثمة أمر إضافي وهو شخصية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، فالرجل متخصص بقضايا الشرق الأوسط ويتطلع الآن مع إدارة الرئيس جو بايدن إلى تحقيق تبدل في سياسة بلاده حيال ملفات الشرق الأوسط وإجراء مراجعة شاملة لقرارات اتخذها دونالد ترامب ترامب بشأن المنطقة . ويعتبر بلينكن، وهذا امر مساعد لفرنسا، أن القارة الأوروبية شريك حيوي للولايات المتحدة، اضافة الى انه على علاقة وثيقة بالقارة الأوروبية ويبدي حماسة للتحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وهو خبير في هذا المجال ، اذ عين في آذار 2001 كبير باحثي مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ، وكان مجال عمله في مركز القارة الأوروبية والسياسة الدفاعية وتقنية المعلومات في إطار برنامج الأمن الدولي.

الرجل فرنسي الميول بل إنه أمضى سنوات من عمره في فرنسا ولا تزال شقيقته تمتلك منزلا في باريس . ولذلك فإن الاهتمامات الفرنسية تعنيه وهو يتبنى الجانب الأميركي -الفرنسي من جهة كما الجانب الأميركي -الشرق أوسطي .

ويقول العارفون بشخصية بلينكن ان الرجل لن يعود إلى الوراء بل سيستفيد من إنجازات دونالد ترامب في الشرق الأوسط ومن أخطائه في أوروبا ، ليمضي قدما في تطوير سياسة بلاده وتصويبها .

اخيرا وفي خطوة تؤكد الشراكة الاميركية – الفرنسية حيال لبنان اكد البيان المشترك لوزيري خارجية فرنسا جان إيف لودريان والولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن امس وحدة مسار الاهتمام الفرنسي الأميركي في لبنان ببيان مسهب ختماه بالتشديد حيال “الحاجة الملحة والحيوية المطلوبة من المسؤولين اللبنانيين لتنفيذ التزامهم بشكل نهائي تشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالية، والعمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة بما يتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني” وعلى ان “تظل هذه الإجراءات الملموسة ضرورية للغاية لفرنسا والولايات المتحدة ولشركائهما الإقليميين والدوليين لالتزام تقديم دعم إضافي وهيكلي وطويل الأمد إلى لبنان”.

 

لبنان24

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us