48 ساعة فاصلة وحاسمة!
48 ساعة فاصلة وحاسمة، بين الدّعوة الأولى للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى طرح قضيّة لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة (خلال عظة قداس الأحد الفائت)، وبين إشارته الى أن تنافُس المسؤولين على تعطيل الحلول الداخلية يدفعنا إلى التطلُّع نحو الأمم المتحدة، التي من واجبها أن تعكف على دراسة أفضل السُّبُل لتأمين انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعيد تثبيت وجوده ويمنع سقوطه (خلال عظة قداس عيد مار مارون).
من الداخل؟
وما بين الأحد والثلاثاء، زيارة لوفد من “التيار الوطني الحرّ” الى بكركي، قال بعدها الوزير السابق منصور بطيش إن الحلول يجب أن تأتي من الداخل على المستوى المسيحي والوطني.
ولكن سقف الثلاثاء البطريركي كان عالياً جدّاً، إذ أشار البطريرك الراعي الى أن لبنان يحتاج إلى دور دولي حازم وصارم، يطبّق القرارات السابقة، دون استثناء واجتزاء، حتى ولو استدعى الأمر إصدار قرارات جديدة. وهو ما يعني أن بكركي تقلب الطاولة، وتذهب في ما هو أبعَد من تشكيل حكومة، خصوصاً أن البطريرك دعا القوى المؤمنة بوحدة لبنان إلى التعاون في ما بينها، لبَلْوَرَة حالة وطنية تستعيد البلد، وتضعه في مسار نهضوي.
إدانة
رأى النائب السابق فارس سعيد أن “الإنسداد الكامل للأُفُق بالحلول الداخلية، وعجز المسؤولين، وبشكل خاصّ رئيس الجمهورية (ميشال عون) عن اجتراح الحلول، دفعا البطريرك الراعي الى البحث عن حلول خارجية، بغضّ النّظر عن النتائج النهائية لذلك”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “ما قاله البطريرك هو إقرار بانسداد الأُفُق السياسي الداخلي، وبالشّلل الكامل لدى المسؤولين في إخراج البلد من أزمته، وإدانة بطريركية على طريقة البطريرك، ودون اصطدام مع أحد، لعبارة “الرئيس القوي”، بمعنى أنه لو كان لهذا الرئيس القدرة على حلّ الأمور، والرّغبة بذلك، فلما كانت اضطّرت بكركي الى الحديث عن دور دولي في حلّ الأزمة اللبنانية”.
شلَل؟
وردّاً على سؤال حول دعوة البطريرك الراعي القوى المؤمنة بوحدة لبنان إلى التعاون في ما بينها، لبَلْوَرَة حالة وطنية، أجاب سعيد: “قوى سياسية تقليدية، صاحبة نفوذ وتمثيل نيابي، تتعاطى ببرودة إستثنائية مع الأحداث، لأنها تُدرِك أننا في لحظة تبدُّل إقليمي – دولي، وهي لا تريد أن تأخذ على عاتقها أي مبادرة حالياً، قد تدفع ثمنها غالياً في وقت لاحق، بسبب هذا الإتّجاه أو ذاك”.
وأضاف: “خبرة القوى التقليدية هي التي تؤدّي الى شللها، فيما حيوية القوى الجديدة، وهي قوى الرأي العام، لا تزال غير مُحصَّنَة بالخبرة الكافية. وبالتالي، بين شلل هذا، وعدم خبرة ذاك، تبقى الفرصة متاحة أمام البطريركية المارونية لحَشْد كل القوى صاحبة الرّغبة بأن تكون حول البطريرك، بهدف إطلاق مسار الوحدة اللبنانية حول الدستور، ووثيقة الوفاق الوطني، وقرارات الشرعية الدولية”.
خبرات
وأشار سعيد الى أن “الوضع الحالي، يُشبه ما حصل مع مثلّث الرّحمات البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، خلال حقبة الإحتلال السوري للبنان. ففي ذلك الوقت، كانت القوى المسيحية التقليدية مشلولة، بسبب النّفي والسّجن، بموازاة انعدام الخبرة الكافية لدى القوى الطالبية التي كانت تتحرّك على الأرض. وهو ما دفع الكنيسة الى لعب الدّور المناسب في ذلك الوقت”.
وختم: “هذا الوضع يتكرّر حالياً، مع قوى تقليدية حذرة بسبب خبراتها السياسية، وترقّبها المسار الذي ستذهب إليه الأمور، إقليمياً ودولياً، مقابل قوى شابة وحيوية في المجتمع، لا تختزن خبرات كافية”.
مواضيع ذات صلة :
الخلافات تعصف مجدداً داخل التيار الوطني الحر… هل تُستكمل لائحة الفصل والاستقالات؟ | الخطيئة المميتة | باسيل: لسنا حلفاء “الحزب” في بناء الدولة ولكن! |