المطارنة الموارنة: لا لتحويل الجنوب إلى صندوق لتبادل الرسائل!
عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان الآتي:
“تابع الآباء التحرك السياسي والديبلوماسي، المحلي والعربي والدولي، الذي يعطي الأمل بأُفقٍ واعد على صعيد إنجاز الإستحقاق الرئاسي. ويُناشِدون النواب والكتل النيابية تحكيم ضمائرهم والتعامل بوطنيةٍ وإيجابية لإنجاح هذا الاستحقاق.
يحَيّي الآباء النواب المسيحيين الذين استجابوا دعوة صاحب الغبطة إلى نهار للصلاة والتأمل في مركز بيت عنيا – حريصا، الأربعاء في الخامس من نيسان الجاري. ويرجون أن تكون فسحة العودة إلى الذات هذه، فرصة مُبارَكة لتفاعُلٍ مُثمِر في تحمّل مسؤولياتهم مع شركائهم في الوطن، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
واستنكر الآباء بشدة المحاولات الهادفة مجددا إلى تحويل جنوب لبنان صندوقا لتبادل الرسائل في الصراعات الاقليمية. ويطالبون الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701، بما في ذلك تعزيز أجهزة الرصد والتتبُّع والملاحقة، ويناشدون القوى الاقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمل أعباء لم تجلب عليه ماضيا سوى الخراب والدمار وتشتيت السكان، فضلا عن الطعن في حقه بالأمن والسلام والاستقرار.
توقف الآباء بكثير من التساؤل والاستجان أمام واقع المضاربات بالنقد الوطني والأجنبي، وبما يدل دلالة واضحة على التمادي في نهب أموال الدولة والشعب. ويطالِبون المعنيين في الحكم والإدارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذا السيف المصلت فوق رؤوس المواطنين في رواتبهم وأجورهم وشؤونهم الحياتية والمعيشية.
يبدي الآباء رفضهم القاطع للمُمارَسات والسياسات الدولية الهادفة إلى ترسيخ نزوح السوريين في لبنان سعيًا إلى توطينهم. ويعتبرون ذلك، مع اللبنانيين، جريمة في حق لبنان تُهدِّده في وحدته وفي وجوده، وفي حق السوريين بالعودة الى وطنهم. ويحثّون القادة السياسيين وأهل الفكر والرأي على التحلُّق حول مطلب تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خصوصًا في ظل الانفراجات المُتلاحِقة في العلاقات العربية-العربية والعربية-الإقليمية وتراجع الأعمال الحربية إلى حدٍّ كبير في الأرجاء السورية.
يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم في الوطن والانتشار بأطيب التمنيات بمناسبة الفصح المجيد، أعاده الله عليهم وعلى لبنان بالخير وبالقيامة التي يعدنا لنا الصيام وأعمال البر، مشفوعةً بالإيمان والرجاء والمحبّة الغامرة. كما يتمنون لإخوانهم الذين يتبعون التقويم الشرقي فصحا مجيدا، ولإخوانهم المسلمين فطرا مباركا. عسى ان يكون تقارب هذه الأعياد في الزمن عربونا لتقارب القلوب، وسعيا مشتركا لبناء السلام في وطننا وفي العالم”.
مواضيع ذات صلة :
المطارنة الموارنة: ننبه من إشكالات بين المضيفين والنازحين | المطارنة الموارنة لبري: لعقد جلسة نيابية بدورات متتالية | المطارنة الموارنة: نرفض الرغبة الدولية في إبقاء النازحين |