كباش عون – بري: مَنْ الفائز؟

أخبار بارزة, لبنان 14 شباط, 2021

منذ لحظة انتخاب الرئيس ميشال عون بدأ الصراع الحقيقي بينه وبين الرئيس نبيه بري الذي اتخذ اشكالا عديدة، لكنه في الواقع صراع النفوذ والكيمياء المفقودة. واليوم بعد مصي اربع سنوات من عمر العهد يمكن طرح السؤال الاهم: من فاز في هذا الصراع؟

الحديث عن الفوز اليوم في المعركة السياسية لا يمكن ان يكون قبل الاشارة الى ان المواطن هو الخاسر الاكبر نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل في لبنان، الذي ادى الى ارتفاع خطير في معدلات الفقر والبطالة.

لكن في الوقائع السياسية يبدو ان بري تقدم بأشواط على عون وتمكن من ان يخرج من كل هذه الازمة بأقل اضرار ممكنة في حين ان عون حصّل اكبر قدر من الاضرار والخسائر.

استطاع بري خلال مدة قصيرة ان يضمن وقوف “حزب الله” الى جانبه في حكومات العهد كافة، اذ فضل الحزب حليفه الشيعي على باقي الحلفاء، حتى انه في بعض الاوقات فضل تيار المردة، مراعاةً لبري على “التيار الوطني الحر”.

هذا الامر ازعج العهد الى حد بات الخطاب الاساسي المعادي لـ”وثيقة التفاهم” الذي يخرج من الرابية قائم على ان الحزب لا يساهم في بناء الدولة مراعاة لبري، وفي الحقيقة ان التيار الذي وصل الى رئاسة الجمهورية بزخم كبير بسبب دعم الحزب، خسر هذا الدفع لان الحزب بات مترددا امام خلاف حلفائه.

كما في الحكومة كذلك في الانتفاضة الشعبية، فلم يكن امام بري الا ان يحصن نفسه قليلاً، وهذا ما حصل، حتى يرتد الحراك الشعبي بشكل شبه كامل على العهد وعلى “التيار الوطني الحر”، فخرج بري اقوى من خصمه اللدود، حتى انه استطاع على سبيل المثال تسمية حزبي في الحكومة الاخيرة في حين ان باسيل لم يرغب في الظهور ابدا في الصورة منعا لتعرضه لمزيد من الهجمات والحملات.

وفي الاطار نفسه، كانت حكومة الرئيس حسان فرصة لعهد الرئيس عون، او اقله هكذا رآها، من اجل العمل بانسجام والقيام بانجازات، لكن بري كان له رأي آخر، واستغل الفرصة الاولى لاسقاطها، ومان على “حزب الله” لتسمية الحريري مجددا بعكس رغبة عون.

واليوم ها هو بري، الاقدر على ادارة تحالفات غير معلنة في وجه العهد في حين ان الرئيس عون يعاني بشكل جدي من عدم خوض حلفائه، او حليفه الوحيد، معركته بشكل جدي…

لكن بالرغم من تقدم بري بالنقاط على عون غير ان الاخير استطاع في مرحلة ما قبل الرئاسة وخلالها ان ينتزع حصة جدية للمسيحيين في السلطة والادارة، وهذا الامر، وبعيدا عن المنطق الطائفي، يعتبر خسارة لبري وفق مفهوم الحصص والسلطة، لذلك فاننا اليوم نشهد معركة جدية يوضع عون خلالها امام خيارين، اما التنازل عما استطاع كسبه او البقاء على رأس عهد يعيش فراغاً حكوميا…

 

لبنان24

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us