“القرنة السوداء”.. خلاف يمتدّ 25 عاماً إلى الوراء!
في كلّ عام، يتجدّد النزاع بين أهالي الضنية وبشرّي حول القرنة السوداء وما يحيط بها من مشاعات ومياه.
ويشهد كلّ فصل صيف سجالات حول هذه المنطقة، وتعدّيات، مع تدخل القوى الأمنية بين الحين والآخر للحدّ منها.
وكان العام الماضي قد شهد العديد من الإشكالات فيما تطوّر بعضها لإطلاق نار، ما أدّى إلى تدخل مباشر من محافظ الشمال رمزي نهرا لتهدئة الوضع.
غير أنّ الإشكال هذا العام أخذ طابعاً مختلفاً، مع سقوط قتيلين، وسط أجواء مشحونة، وسعي كلّ الأطراف لاحتواء الأزمة.
أهمية القرنة السوداء
تعد القرنة السوداء أعلى قمة في الشرق الأوسط، حيث يبلغ ارتفاعها 3,088 متراً عن مستوى سطح البحر.
ولهذه المنطقة الغنية بالمياه، أهمية كبرى من الناحية الزراعية للمنطقتين، فيما يعمد سكان الضنية إلى ريّ أراضيهم بين منتصف حزيران ونهاية تموز من المياه التي يجرّونها من “التلاجات” وبرك تجميع مياه الثلوج.
والخلافات التي تعود إلى 25 عام إلى الوراء على الأقل، كان سببها اتهامات بالاعتداء على الخراطيم التي تنقل المياه ما يضرّ بعديد من العائلات التي تعتمد على زراعة الخضروات.
ووفق فعاليات بشرّي فإنّ هذه النباريج تؤثر على المياه الجوفية التي تصل إلى بشرّي وزغرتا والضنية.
علماً أنّ قراراً صدر في العام 1997 عن وزير البيئة أكرم شهيب يمنع اقامة أي منشآت أو نشاطات بشرية على الأراضي التي يتجاوز إرتفاعها 1700 متر، ما يضع القرنة السوداء في خانة “المحمية”.
عقارياً، يقول الطرفان أنّ ملكية هذه الأراضي تعود إليهما، فبينما يستند أهالي الضنية إلى خرائط رسمية موجودة لدى الجيش اللبناني، يؤكد أهالي بشرّي أن لديهم وثائق تعود إلى ما قبل مرحلة تأسيس لبنان وتثبت ملكيتهم لهذه الأراضي.
أصل النزاع العقاري
يقوم النزاع أساساً على حدود جبل لبنان التاريخي المحدّد وفق بروتوكول 1861، وهو البروتوكول الذي أنشئت متصرفية جبل لبنان وفقاً له.
وامتدت المتصرفية من جزين إلى زحلة فمحافظة جبل لبنان الحالية، وصولاً إلى أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا.
واليوم تواجه البلديات القائمة على سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية إشكالات حدودية، إن بين بلدتي العاقروة واليمونة، أو ما يجري في لاسا، أو ما شهدناه منذ سنوات وتطوّر أمس إلى سقوط قتلى بين بشرّي والضنية.
مواضيع ذات صلة :
جسم غريب في بلدة ايزال – الضنية | حريق حرج السفيرة يتمدد في يومه الخامس.. ونداءات للمساعدة في إخماده | بقايا صاروخ اعتراضي في الضنية! |