بعد مبادرة فرنسا… ما تعليق بعبدا؟
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
تحركت فرنسا مجددا باتجاه لبنان، على مستويين: الرسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث دعا الرئيس ايمانويل ماكرون القوى السياسية الى أن تضع جانبا مصالحها لتحقيق مصلحة لبنان العليا، مشددا على ان تنفيذ خريطة الطريق كفيلة بتعبئة المجتمع الدولي لتفادي انهيار البلد ومساعدته على الإصلاحات. ثم أعلنت باريس عن استضافة مؤتمرا عبر الفيديو مع شركاء دوليين في الثاني من كانون الأول، لبحث تقديم مساعدات إنسانية للبنان الذي يعاني أزمة مالية.
ويقتصر هذا المؤتمر على البحث في امكانية توفير مساعدات الإغاثة لتذهب مباشرة إلى الشعب”، اذ ان المبادرة الفرنسية ترمي إلى إرساء الاستقرار في لبنان، لان فرصة إطلاق سراح مساعدات دولية تضخ مليارات الدولارات لإصلاح الاقتصاد لم تفلح بعد.. او ربما لن يكتب لها النجاح، نظرا الى التعقيدات .
حرص الرئيس على المؤتمرات
اعتبر مصدر قريب من بعبدا ان الطبيعة تنفر من الفراغ، فكيف اذا كان قاتلا على صعيد القرار الاجرائي لا سيما في ظروف شديدة الخطورة، لذا من الطبيعي ان يلعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطلاقا من قسمه ودوره ورمزية موقعه دور التواصل مع اي جهة داخلية وخارجية لاخراج لبنان من الازمة الخانقة على مستوى تأليف الحكومة.
وقال المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم”: التوصيف الصحيح والدقيق وتشريح اسباب التأخير في هذا الملف، موجودة لدى دوائر بعبدا، ويأخذ الرئيس بالاعتبار ان هناك برامج مساعدات مرتبطة بالاصلاح واعادة اعمار بيروت. الى جانب المؤتمرات ذات الصلة، والتي يحرص رئيس الجمهورية على عقدها وهو في هذا الاطار يجري المراسلات والاتصالات المباشرة مع رؤساء الدول ولا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وخير دليل مؤتمر 2 كانون الاول الذي تستضيفه فرنسا عبر الفيديو لبحث سبل تقديم مساعدات إنسانية للبنان..
التدقيق الجنائي
واعتبر المصدر ان انسحاب شركة الفاريز ومارسال من ملف التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، لا يعني ان هذا الملف قد اقفل، كونه شرط اساسي للاصلاح ومدخل لاي تعاون من صندوق النقد الدولي، قائلا: لذلك نحن بحاجة الى تدقيق جدي من قبل شركة ذات صدقية تعطي الجواب الشافي عن الفجوة في المصرف المركزي واين ذهبت الاموال العامة والخاصة، كما انه دون هذا التدقيق لن نحصل على اي مساعدات، لان الهدف منها ان تأتي بالاتجاهات الصحيحة التي تحفظ المال وفقا للغايات التي يمنح من اجلها.
وردا على سؤال، شدد المصدر على ان لبنان لا يستطيع في هذه الظروف ان يكمل الطريق خاصة مع اقتراب امكانية رفع الدعم عن المواد الغذائية والسلع الاساسية، الامر الذي سيدفع الى مزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي… وهذا هو الافق الاسود الذي يروج له بعض الغربان، عن قصد او عن غير قصد.
وتابع: قد يكون بعض هؤلاء محقا في التوصيف ولكن التسويق ممنهج ومشكك، في هذا السياق ايضا يأتي التشكيك بالسلطات وآخرها السلطات القضائية.
الدول تنهار بارادة شعوبها
وردا على سؤال، رفض المصدر كل كلام متشائم عن مصير البلد، لن نقول”اتسع الخرق على الراقع”، فالدول تنهار بارادة شعوبها، ولا اعتقد ان الشعب اللبناني اتخذ القرار بان يسمح بهذا الانهيار او ان يقبل به.
واذ خلص الى القول: الرئيس بالمرصاد، ختم المصدر: القصر يلعب دورا محوريا، وعون لن يترك فراغا من دون ان يملأه بـ”القرار الصائب من رئيس مسؤول”.
مواضيع ذات صلة :
وقف التصعيد في لبنان من أولويات ماكرون | ميقاتي وضع بري بنتائج زيارته لفرنسا ولقائه ماكرون | تفاصيل الإجتماع بين ماكرون وميقاتي! |