الصايغ لـ”الحزب”: لا يحقّ لك أن تجرّ لبنان الى الحرب
أقام حزب الكتائب في سيدني احتفاله السنوي في حضور النائب سليم الصايغ ممثلا رئيس الحزب النائب سامي الجميل، راعي ابرشية الطائفة المارونية المطران انطوان شربل طربيه، راعي ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران روبير رباط، السفير اللبناني ميلاد رعد ، قنصل لبنان العام شربل معكرون، الوزير جهاد ديب ممثلا رئيس حكومة الولاية كريس مينز، ممثل زعيم المعارضة الفيديرالية النائب الكس هوك، ممثل زعيم المعارضة في سيدني جورن لاين، قنصل تازمانيا الفخري المحامي فادي الزوقي، النائبة جولي فين ورؤساء بلديات كانتربري -بانكستاون وباراماتا وستراثفيلد، اضافة الى النائب الابرشي في المطرانية المارونية المونسينيور مارسيللينو يوسف، رئيس دير مار شربل الاب اسعد لحود، الخوري وممثل المتروبوليت باسيليوس قدسية الخوري جان فرعون، الشيخ احمد قطعية.
كما شارك في الاحتفال احزاب وتيارات “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” وحزب “الوطنيين الاحرار” وحركة “الاستقلال” بالاضافة الى مسؤولي الكتائب: رئيسة اقليم الحزب في اوستراليا لودي فرح ايوب والرئيس السابق جورج حداد ورئيس قسم سيدني الياس نصر ورئيس قسم ملبورن جورج حلال، وممثلي الرابطة المارونية والجامعة الثقافية ورابطة بشري وال حرب وجمعية حدشيت وزحله وابناء الجالية.
بعد النشيدين الاوسترالي واللبناني والنشيد الكتائبي، بارك المطران طربيه المناسبة، وقال: “نتمى دوام الازدهار والسلام لاوستراليا وان يلهم الله المسؤولين في لبنان للعمل من اجل النهوض بالوطن من ازماته السياسية والامنية والاقتصادية”.
وقال: “مع اقتراب زمن الميلاد، نأمل ان يعود السلام الى الاراضي المقدسة حيث ولد السيد المسيح”، داعيا الى “وقف فوري لاطلاق النار حقنا لدماء الابرياء وتجاوبا مع نداء قداسة البابا فرنسيس وبطاركة الشرق”.
ثم تحدث لاين ورحب بالنائب الصايغ وهنأ الكتائب بنجاح الاحتفال مثنيا على “دور الجالية اللبنانية في اوستراليا”.
واشاد هوك بدور الجالية اللبنانية والمارونية مستذكرا زيارة الرئيس الجميل الى اوستراليا وحضور رئيس الوزراء آنذاك سكوت موريسون الاحتفال الكتائبي الذي كان حدثا بارزا بالنسبة للجالية والكتائب.
من جهته، رحب ديب بالنائب الصايغ باسم رئيس الحكومة في الولاية كريس مينز وشدد على “اهمية دعم لبنان في هذه الظروف الصعبة”، مثنيا على “ما تقدمه الجالية اللبنانية من مساعدات للوطن الام”.
اما نصر فاعتبر ان الصايغ هو “النائب المناضل والوزير النزيه الذي نشتم من مسيرته رائحة شهدائنا الابرار ومواقف رئيسنا الشيخ سامي الجميل”.
وقال: “ان ثلاثية حزبنا الذهبية الله والوطن والعائلة، دفعنا في سبيلها قافلة من الشهداء كي يبقى لبنان سيدا حرا مستقلا” ، واكد “ان الكتائب لن تبخل باي شيء لاستعادة قرار السلم والحرب ولبنان السيادة والكرامة”.
بدورها، رحبت ايوب “بالنائب الصايغ رجل الفكر والعلم والثقافة والاكاديمي المميز”، وقالت: “ان ضيفنا هو رسول السلام والشهداء ال ٦٠٠٠ الاف ورسول قيم وطن الارز لبنان. رسالتنا الى اللبنانيين هي انه على الرغم من اننا نعيش في اجمل بلد في العالم اوستراليا، فان لبنان ليس فقط في فكرنا بل اننا نتشارك معه ومع الشعب اللبناني الوجع والمعاناة في كل لحظة” ، واكدت اننا “لا نريد الحرب المشتعلة حولنا ان تمتد الى لبنان، بل نريد حربا على الفساد تعيد وحدة اللبنانيين وتعترف بحق المغتربين، وحربا تستعيد لبنان الجمال والفرح والسلام” .
واعتبرت اننا “ككتائبيين نفتخر بحزبنا وشهدائنا ورئيسنا سامي الجميل، الذي لم ولن يساوم على كرامة وسيادة لبنان الذي استشهد من اجله بشير وبيار الجميل وقافلة من الشهداء”.
وختمت: “على رغم الايام الصعبة التي نعيشها، فاننا لن نفقد الامل بان يستعيد لبنان هويته وحريته وسيادته وتبقى اوستراليا بلد التعددية الحضارية التي تحترم الجميع”.
من جهته، قال الصايغ: “نبدأ هذه المناسبة اليوم بتجديد تحياتنا الصادقة لأوستراليا وللجنود والضباط الأوستراليين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل الحفاظ على الحرية والديموقراطية في العالم ولبنان. إن الرفاة الموجودة في النصب التذكاري للحرب في بيروت تشهد على إمتناننا الكبير والدائم لهذه الأمة الأسترالية السخية”.
واضاف :”تأكدوا أيها الأخوة الأوستراليون الأعزاء، أنكم ستجدون هنا بين سكان الجالية ذات الأصول اللبنانية شعبا جديرا بالثقة، قويا، مخلصا، متواضعا، حقيقيا، ذكيا، ممتنا، مستعدا ليكون طليعيا في الكفاح الصحيح من أجل مستقبل البشرية. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مستقبل الإنسانية والحضارة مسدود ومقفل، ومفتاحه كلمة واحدة: هي الحرية”.
وعن الوضع في الشرق الاوسط، قال: “إن الشرق الأوسط، موطن الديانات الابراهيمية الثلاث، يستحق السلام. والسلام هو طريق الشجعان الذي يجب أن يسيروا فيه بكرامة وحكمة. صلواتنا اليوم وكل يوم للأبرياء والمدنيين الذين قتلوا في الاراضي المقدسة وغزة. إن إصاباتهم ومعاناتهم هي صرخة من أجل العدالة والمساواة والحق في تقرير المصير. في القانون الإنساني وقانون النزاعات المسلحة، سواء كانت اطراف تلك النزاعات جيوش نظامية أو غير نظامية، فإن الاولوية يجب ان تُعطى لحماية السكان الضعفاء والمدنيين، في كل الأوقات”.
وخاطب الحضور قائلاً: “كان بودي ان ابشركم اليوم بخبر سار واعلن لكم انه قد تم انتخاب رئيس جمهورية لبنان، وكان بودي وانا نائب منتخب في البرلمان اللبناني ان يتم التجديد في لبنان وننشئ دولة حديثة، ونحن كنواب كان علينا ان ننتخب رئيسا للجمهورية ونصنع التغيير في بلد ضربه الفساد وكل الآفات”.
وتابع: “كما كان بودي ان ابشركم ان المجرمين الذين وراء تفجير المرفأ اصبحوا وراء القضبان، وكذلك ان اخبركم كيف ان اللبنانيين قد اجتمعوا لكي يعلنوا موحدين متضامنين التزامهم بمبدأ الحياد، وان اقول لكم اننا صنعنا خطة اقتصادية على اساسها تتم هيكلة المصارف واسترجاع الودائع، وبالنتيجة نحن بانتظار نهضة اقتصادية مالية قل نظيرها في العصر الحديث”.
وأضاف: “انه حلم كما تعرفون ولكنه من البديهيات التي تقوم عليها الاوطان ، فأي وطن نريد للبنان من دون عدالة وسيادة القانون والمساواة امام سيادة القانون، فبكل بساطة اخبركم ان المأساة في لبنان مستمرة وان لا حيلة لدينا نواباً وحكومة ووزراء ومسؤولين سوى سياسة النق وهذا اعتراف خطير، ولكني لم آتِ من بيروت لكي اخبركم هذا الخبر، بل جئت لاقول لكم ان لدينا الف سبب لكي نيأس ولكن لدينا الف سببب وسبب لكي لا نيأس ولن نيأس”.
وقال: “لقد حالوا فرض سلطتهم على الدولة اللبنانية، وفرض رئيس جمهورية، وتأملوا لو ان محاولتهم قد نجحت وان لدينا اليوم رئيس جمهورية مؤمن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهو من يعطي اليوم الاوامر بضرب العدو الاسرائيلي بالقذائف والصواريخ وهو يغطي ذلك شرعيا ورسميا، ولو حدث ذلك لكان اجتماعنا هنا تحول الى مؤتمر تحرير لبنان والمقاومة ضد رئاسة الجمهورية، ولو حدث ذلك لكان المشهد مختلفا بوجود رئيس للجمهورية يتلقى الاوامر من حارة حريك”، معتبرا “ان ذلك لم يحصل لسببين، اولهما ان المعارضة اللبنانية نظمت صفوفها وتقاطعت مع قوى سياسية عطلت عملية فرض رئيس على لبنان، والسبب الثاني هو موقف غبطة ابينا البطريرك ماربشارة بطرس الراعي الذي كان القائد الروحي لعملية منع وضع اليد على لبنان ومصادرة قراره السياسي، وهذا ما قلب المعادلات وغير الخطاب الدولي والنظرة الى لبنان واعطى أملا كبيرا، واستطيع بالتالي ان اعدكم ان لبنان الى القيامة”.
وأكد أن “صمود لبنان هو خيار الاحرار في وجه خيار الاستسلام ، وطريق الحرية لايصنعه الا الاحرار ونحن كحزب نعطي كل شيء من اجل حريتنا وكرامتنا حتى الشهادة “.
واسترجع المآسي التي مرت على لبنان منذ العام ١٩٧٥، داعيا الى ” الوحدة من اجل لبنان على رغم التعددية الحزبية والخلافات السياسية التي لم يعد لدينا طاقة على احتمال اضرارها، وعلينا ان نستحق لبنان وننقذ بلدنا بايدينا”.
وحيا الاحزاب المشاركة في احتفال الكتائب، ودعاهم الى “التوحد في الجوهر بعيدا من الصغائر لكي نستعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم في الداخل والخارج “٠
وعن قول ان لبنان محكوم بالجغرافيا والتاريخ، اعتبر “ان الحتمية الوحيدة هي الحرية والكرامة والابداع والعبقرية”، مشيرا الى ان “الابداع في العالم هو مساحة لبنان ، وان مساحة ال ١٠٤٥٢ هي مساحة العالم، بفضلكم فلبنان اما ان يكون عالميا اولا يكون حسب قول الراحل موريس الجميل” .
وطمأن “ان لبنان الذي يعاني مأساة اليوم كباقي دول الشرق الاوسط حيث تتسع الهوة بين الحكام والشعوب، سيعود افضل مما كان” .
وخاطب “حزب الله” قائلا: “لا يحق لك ان تجر لبنان الى الحرب، فصحيح تتحدث باسمك ولكن ردة الفعل ستكون على لبنان وشعبه كما حصل في غزة ، حيث ان حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني ولكن ردة الفعل طالت كل الشعب الفلسطيني، وانا اعدكم اذا نجحنا في تحييد لبنان فانه سيعود ويستعيد دوره كجسر بين الشرق والغرب لا بديل عنه، وسيشهد لبنان نهضة اقتصادية لا مثيل لها”.
ووجه تحية الى “احزاب المعارضة وقيادات الجالية اللبنانية والمرجع الروحي المطران طربيه الذي كان وراء نجاح زيارة البطريرك الراعي الى اوستراليا منذ شهر، حيث كانت بمثابة تجديد للعقد الاجتماعي العميق بين الكنسية وشعبها. فالبطريرك جاء ليقول ساعدوا ابنائي في لبنان كما فعل البطريرك عريضة الذي باع صليبه لاطعام شعبه، لذلك نحن بوحدة مسار ومصير مع الكنيسة المارونية”.
ونقل تحيات رئيس الحزب سامي الجميل الى الحضور، وقال: “تستطيع ان تحب او لا تحب الشيخ سامي، وتسطيع ان تختلف معه او تتفق معه، ولكنك لا تسطيع ان تقول عنه تحت اي ظرف ان هذا الرجل يخطئ في جوهر القضية التي يعيشها في دمه، وكيف ينسى وهو ينظر الى صورة شقيقه الشهيد بيار او صورة عمه الرئيس الشهيد بشير وجده المؤسس الشيخ بيار الذي هو مثاله الاعلى”، كاشفاً ان “الشيخ سامي يصلي كل ليلة عن انفس جميع الشهداء، فهذه العائلة مؤمنة وملتزمة ولا تمزح بما يتعلق بالقضية”.
وشكر السفير اللبناني ميلاد رعد وقنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون ورئيس تحرير النهار الاوسترالية الزميل انور حرب ورئيسة اقليم اوستراليا لودي فرح ايوب قائلا: “انها المرأة الكتائبية الحديدية والمليئة بالعاطفة والحنان في الوقت نفسه”.
كما حيا رئيس قسم سيدني الياس نصر على “جهوده لانجاح الزيارة، فهو ابن عاصون الجريحة والشهيدة التي اصبحت كلها في اوستراليا، وكذلك وجه التحية الى الرئيس الاقليمي السابق جورج حداد الذي هو صخرة كتائبية في استراليا.
وختم بقراءة مطلع قصيدة من قلبي سلام لبيروت مؤكدا ان” بيروت ستعود وكذلك لبنان افضل مما كان”.
وختامًا، كان عرض فيديو عن مسيرة النائب الصايغ.
مواضيع ذات صلة :
الصايغ في ذكرى اغتيال الوزير بيار الجميّل: لا شيء يعوض خسارة الخيّ فكيف إذا كان الخيّ بحجم وطن! | الصايغ يلتقي الراعي: لفتح مطار القليعات وتحرير مرفأ جونية | سلسلة لقاءات للراعي في الديمان |