بين التمديد للعماد جوزف عون وعدمه..المؤسسة العسكرية مهدّدة بالشغور
يُحال قائد الجيش العماد جوزف عون في 10 كانون الثاني المقبل إلى التقاعد، ليُضاف هذا المركز الحساس إلى المراكز الشاغرة في شبه دولة تقف على شفير حرب مدمرة.
فبعد الشغور الرئاسي الذي أتمّ عامه الأول، والشغور في رئاسة الأركان، المؤسسة العسكرية مهددة بتمدّد هذا الشغور إلى رأسها وسط مساعٍ للتمديد للعماد عون يقابلها رفض للتمديد يقوده زعيم التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يتخوّف من أن يكون التمديد للقائد جوزيف عون خطوة على طريق بعبدا.
التمديد للعماد عون خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء
وكان متوقعاً أن يتمّ اليوم خلال جلسة مجلس الوزراء طرح التمديد للقائد جوزيف عون من خارج جدول الأعمال، ولكن الجلسة أُرجِئت بسبب عدم اكتمال النصاب ليوم الخميس المقبل. حيث لم يحضر الجلسة سوى 14 وزيراً. وقد أكّد الوزراء الحاضرون أنّ تأجيل الجلسة لا علاقة به بطرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
وزير الدفاع لم يحضر
وكان وزير الدّفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، “أنّه لن يحضر جلسة مجلس الوزراء اليوم، لأنّ شيئًا جديدًا لم يحصل منذ أن بادرتُ قبل مدّة وتقدّمتُ لرئيس الحكومة بمقترحات وترتيبات لملء الشّغور الحالي في رئاسة الأركان والمفتشية العامّة والإدارة، وفي الشّغور المرتقَب لبعض المراكز بعد فترة. لكنّي فوجئت بعد عشرة أيّام بـ”الرّسالة الشّهيرة” الّتي وجّهها لي مُتخطّيًا أصول المخاطبة”.
وأشار، في حديث إلى صحيفة “الجمهوريّة”، إلى “أنّني جاهز الآن أيضًا لملء الشّغور في كلّ المراكز وفقًا لما ينصّ عليه قانون الدّفاع الوطني، لأنّي لا أعمل إلّا وفق القوانين وما تفرضه عليّ، ووفقًا لصلاحيّاتي القانونيّة الّتي تقضي بأن يكون اقتراح ملء الشّغور صادرًا من وزير الدفاع، على أن تكون الحكومة جاهزة للتّعيين”، متسائلًا: “هل الحكومة جاهزة للتّعيين، في ظلّ رفض سياسي لذلك (كونها حكومة تصريف أعمال)؟”.
وعمّا تردّد عن إمكانيّة صدور مرسوم التّعيين بتوقيع الوزراء أعضاء الحكومة جميعًا، في ظلّ الشّغور الرّئاسي، لفت سليم إلى أنّه “لتَسِر الحكومة بالتّعيين، وعندها إذا حصل توافق شَكلًا على توقيع الـ24 وزيرًا، يمكن أن نبحث بالأمر ونجد الحل. لكن في قانون الدّفاع لا شيء اسمه “تمديد”، بل هناك تسلّم مسؤوليّات بحسب الأقدميّة لتسيير المرفق”.
باسيل يجدد رفضه للتمديد لقائد الجيش
كما أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إلى أن كل تمديد في الوظيفة العامة هو ضرب للقانون والدولة. وقال: “نحن رفضنا التمديد مرتين لمجلس النواب، كما رفضناه للواء عباس إبراهيم وجان قهوجي والعميد سليلاتي ومع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ولذلك نرفضه لقائد الجيش الحالي جوزيف عون، معتبراً أن “التمديد غير شرعي ويخالف مبدأ شمولية التشريع.
ورأى باسيل أن “التمديد المطروح بتأجيل التسريح هو مخالف للقانون وخاصة إذا حصل في مجلس الوزراء لأن هذا من ضمن صلاحيات الوزير”، مشدداً على أن “الحريص على الجيش لا يمدد لقائد جيش يعمل في السياسة ويخالف باعترافه قانون الدفاع الوطني ويعتدي قانونياً وأخلاقياً على وزيره، وينفذ عشرات الصفقات بالتراضي”.
وفد الجمهورية القوية في عين التينة
وكان قد زار أمس وفد من تكتل الجمهورية القوية رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، برئاسة النائب جورج عدوان، حاملاً معه مشروع تأجيل تسريح قائد الجيش.
وقال عدوان بعد اللقاء: ان الظرف الاستثنائي دفعنا الى سلوك طريق استثنائي في ملف قيادة الجيش، ويجب الا نترك الامور للحظة الاخيرة، وأضاف: أخذنا وعداً من الرئيس بري بأنه سيتريث حتى نهاية الشهر، وبعدها سيعين جلسة سيكون اقتراحنا اول بنودها.
وأضاف عدوان: إنّ أي تعين لقائد جديد سيتطلّب أشهراً، والعماد جوزيف عون أثبت الحرفية في قيادة الجيش وتطبيق القوانين والحفاظ على السلم الأهلي، لافتا الى ان الرئيس بري يفضل ان يتمّ التمديد عبر مجلس الوزراء، واذا لم يحصل ذلك ودُعينا الى جلسة لمجلس النواب، فسوف نحدد موقفنا من كيفية التعاطي معها في وقت لاحق آخذين في الاعتبار الاوضاع كلها.
شيا في بكركي
وكانت قد شددت السفيرة الاميركية دوروثي شيا بعد زيارتها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، على “ضرورة الحفاظ على الإستقرار الأمني في لبنان والسعي إلى تثبيته على جميع المستويات”، وعلى “أهمية تحييد لبنان عما يدور من حرب في قطاع غزة”.
البطريرك الراعي: لا لفراغ جديد
أما البطريرك الراعي فأكّد أنّ «استقرار لبنان وأمنه وعودة الحياة الطبيعية الى مؤسساته تنطلق مع انتخاب رئيس للجمهورية يقوم بدوره ويسهر على تطبيق الدستور الذي تبقى له الكلمة الفصل في أي استحقاق وطني»، مشدّداً على «عدم حصول فراغ جديد في البلاد، لا سيما في قيادة المؤسسة العسكرية لكونها صمام الأمان اليوم للبنان وللبنانيين».
مواضيع ذات صلة :
مبادرة كنعان لترتيب البيت البرتقالي لم تلقَ التجاوب… ماذا عن جديد المفصولين والمعارضين؟ | باسيل يحذر من استبدال الشعب اللبناني بالنازحين! | “العشق الممنوع”.. باسيل يهزّ شباك الحزب مجدداً بحثاً عن الودّ! |