لودريان يستكمل جولته لليوم الثاني: خلاف مع باسيل و”تصفية قلوب” مع الجميل
استكمل الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين لليوم الثاني، مشدّدًا على من التقاهم خلال هذين اليومين على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة، دون طرح أي أسماء لها علاقة بالاستحقاق، وعلى تجنّب الشغور في الشغور في قيادة الجيش، كما كان موضوع ضبط الحدود وعدم زعزعة استقرار المؤسسة العسكرية أولية في نقاشاته.
وكانت لافتة اليوم زيارته لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي، حيث لم يدم اللقاء الا دقائق قليلة ليغادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش.
والتقى لورديان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، في مقرّ الكتلة في حارة حريك، وطرح لودريان على الكتلة خيار الاسم الثالث فيما يتعلق برئاسة الجمهورية وقد رد الحزب بدراسة الامر.
الجميّل: “صفينا القلوب”
كما عقد لورديان اجتماعا مطولا مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي.
الاجتماع وصفه الجميل بأنه “إيجابي جدا تمت في خلاله تصفية القلوب”، متحدثا عن تطور نوعي في الموقف الفرنسي.
وقال الجميل في مؤتمر صحافي: “من الواضح اليوم أن المشكلة ليست لدى المعارضة، فكلنا مع فكرة مرشح رئاسي توافقي وقادر على جمع اللبنانيين في حين يرفض حزب الله الكلام مع الآخرين ويتمسك بمرشحه، وبالتالي لا يمكن المساواة بين المعطل والمخون وبين الموافق على التوافق، وبين من يحضر الجلسات الانتخابية النيابية وبين من يقاطعها”.
وأضاف: “الكرة باتت في ملعب حزب الله وحلفائه ونطلب منهم ملاقاتنا إلى منتصف الطريق رئاسيا والتعالي عن منطق التعطيل والفرض، ولا خيار اليوم إلّا بمرشحين جامعين يحظون بثقة ودعم الأطراف كافة”.
وتطرق اللقاء إلى كل السيناريوهات المحتملة رئاسيا، وقال الجميل: “وحذرنا من أي تسويات إقليمية ضد مصلحة لبنان، الأمر الذي تحدثت به في البرلمان الفرنسي وسيكون محور كلامي أيضًا في واشنطن”.
وتابع: “نحن في حالة حرب ونحتاج لمؤسسة عسكرية وطنية جامعة تستطيع حماية لبنان وقادرة على لعب دور مهم في تطبيق القرار 1701 وتثبيت سيادة لبنان على أراضيه كافة، وأن تكون هذه المؤسسة العسكرية قوية ومستقرة وغير خاضعة للاهتزازات ونتشارك هذا الهاجس مع كل أصدقاء لبنان”.
وعن الحرب الدائرة في غزة والمتغيّرات التي ستنتج عنها على الساحة الإقليمية، قال :”المنطقة اليوم مقبلة على متغيرات بنيوية ولبنان وسط العاصفة ونحن بأمس الحاجة لتوحيد المؤمنين بحرية هذا البلد وسيادته لتشكيل جبهة واحدة لحماية لبنان وأدعو كل القوى السيادية والمتمسكة بالمبادئ والقيم التي بني عليها هذا البلد للالتقاء وتوحيد الموقف بطريقة عابرة للطوائف، وخصوصا في هذه المرحلة التي يمكن أن تطرح فيها تسويات كبيرة”.
وقال: “نحن كحزب كتائب لا نتبنى أي طرح فئوي بل طروحاتنا جامعة وعابرة للطوائف وهمنا الوحيد مصلحة لبنان، وإعادة الانتظام إلى المؤسسات ليكون وطننا ساحة مساحة للحوار والحرية والتلاقي، فنتمكن من بناء بلد حضاري قادر على النهوض الاقتصادي والتطور”. وقال :”مشكلة لبنان عبر التاريخ هي غياب السيادة عن أراضيه ونسعى لضبط حدودنا وتأمين السيادة بعيدًا عن انتشار الميليشيات، لأن بغياب تطبيق القرار 1701 وعدم وجود سلاح واحد في لبنان بيد الدولة والجيش اللبناني سنبقى عرضة للحروب والدمار”.
وعن ملف قيادة الجيش، قال الجميل: “في ظل الفراغ الرئاسي وكل ما نعيشه من أزمة سياسية نحن نرفض تعيين قائد جيش جديد من دون رئيس للجمهورية ونحن مع تأجيل تسريح قائد الجيش إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية ونتشارك هذا الموقف مع أصدقاء لبنان وأبرزهم الفرنسيون”.
وتابع: “لا قرار لدينا بشأن المشاركة بأي جلسة تشريعية، لأن موقفنا مبدئي ودستوري في هذا الملف، وبالنسبة لنا قرار تأجيل تسريح قائد الجيش يمكن اتخاذه في الحكومة وعند “تسكير الأبواب” سنناقش هذا الأمر في المكتب السياسي”.
كتلة تجدد: منفتحون على الخيار الثالث
والتقى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي ممثلين كتلة تجدد، الموفد الرئاسي الفرنسي في السفارة الفرنسية في بيروت، وقد دعاهما إلى مائدة الغداء في لقاء تم فيه بحث الملفات الداخلية والأوضاع في المنطقة.
وأكد معوض ومخزومي على موقف الكتلة الداعي لانتخاب رئيس للجمهورية، ما يحقق استعادة الانتظام لمؤسسات الدولة، ويقود إلى حضور لبنان الفاعل في أية مفاوضات لإعادة ترتيب المنطقة، ويحميه من ان يتحول إلى ورقة مقايضة.
كما أكدت الكتلة على انفتاحها أسوة بقوى المعارضة، على
مبدأ الخيار الرئاسي الثالث الذي يطرحه لودريان، مشددة على تطبيق الدستور والقرارات الدولية 1701، 1680، و1559، ما يشكل المظلة الدستورية والدولية لحماية لبنان من تداعيات كارثية للحرب الجارية في المنطقة.
وأكدت تأييدها لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون، حماية للمؤسسة العسكرية وللاستقرار في لبنان.
لقاءات أمس
وكان لودريان استهل جولته برفقة السفير الفرنسي على المسؤولين من السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وقالت مصادر عين التينة إن لودريان شدّد على أهمية انتخاب رئيس وعلى تجنّب الشغور في قيادة الجيش.
والتقى لودريان رئيس الحزب الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط في قصر الصنوبر إلى طاولة غداء وزار بعدها البطريرك الماروني في بكركي، ثم رئيس حزب القوات اللبنانية في معراب في حضور رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون.
مواضيع ذات صلة :
باسيل: القرار 1701 والإستراتجية الدفاعية وحدهما ليسا كافيان | باسيل: موقف ترامب يُمثّل فرصة ثمينة للبنان | باسيل: اللبنانيون سعداء بأن حزب الله فقد قوته الفيتوية |