“قرار التمديد لقائد الجيش لن يتأخر”.. هذا ما أغضب باسيل!
لا يحتمل الوزير السابق جبران باسيل فكرة أن الطريق أصبحت سالكة سياسياً أمام التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، هذا ما أظهرته حملة رئيس “التيار الوطني الحر” على الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بعد طرحه عليه تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون من الخدمة لمدة 6 أشهر للحفاظ على الاستقرار في المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة وتنسحب تداعياتها على لبنان.
وتنطلق معظم الأطراف بالتمسك بخيار التمديد لعون من مبدأ أنّ الشغور في قيادة الجيش في هذه المرحلة يُعدّ تجاوز للخطوط الحمراء، مدعومًا بموقف واضح للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يرفض أيّ مساس بالموقع قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
في المقابل، يرفض باسيل التمديد لقائد الجيش بالمُطلَق، لأسبابٍ يدّعي أنّها “مبدئية”، مع التأكيد على “ثبات موقفهم”، علمًا أنّ التيار ورئيسه اعتادوا على تغيير مواقفهم وآرائهم ومبادئهم وفقًا للمصالح المناصبية والشخصية.
من هنا، يتعاطى باسيل بأسلوب النكايات الشخصية والكيدية مع منصب قيادة الجيش، ربطًا باستحقاق رئاسة الجمهورية، إذ لا تزال حظوظ عون الرئاسية مرتفعة، ولأنّ رئيس “التيار” يعتمد “المقايضة” وسيلته الدائمة لبلوغ أهدافه، هو يضع الآن مسألة التمديد مقابل خروج عون من بازار الرئاسة، وفقا لما يراه معارضيه.
القرار لن يتأخر
وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن ما بعد زيارة لودريان ليس متوقعًا أن تحصل مفاجآت ما في الملف الرئاسي، إذ إن البلد يدخل في إجازة الأعياد، فيما يبقى ملف تأجيل تسريح قائد الجيش محور أخذ ورد قبل أن يتحول إلى ملف ضاغط في منتصف الشهر الحالي وتصبح المهلة ملحة.
وأفادت المصادر بأن تمني لودريان بشأن قيام التمديد، قد أظهر أن الرغبة لإتمام هذا الأمر تجاوزت الداخل وباتت دولية إلا ان الأمر مرهون بالمخرج المحلي والقانوني كي يتم التمديد من دون أي إشكال مع العلم أنه طالما الإجماع متوفر على تأجيل التسريح للعماد جوزف عون فالقرار لن يتأخر في الصدور.
إلى ذلك، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر نيابية أن الخلاف بين باسيل ولودريان سرعان ما احتدم لدى سؤاله عن التمديد للعماد عون الذي يلقى تأييداً من أكثرية الكتل النيابية والنواب المستقلين، بينما لا يمانع “حزب الله” التمديد له، وهذا ما سمعه من رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عندما التقاه قبل أن يتوجه إلى مقر “التيار الوطني الحر” للقاء باسيل.
ونقل النواب عن لودريان قوله إن التمديد للعماد عون يحظى بتأييد جميع الأطراف باستثناء فريق سياسي واحد، من دون أن يشير بالاسم إلى هذا الفريق، ليعود لاحقاً للإفصاح عن هويته بعد أن سبقوه لكشف اسمه والمقصود به باسيل.
وفي هذا السياق، لفت النواب إلى أن لودريان يؤيد الرأي القائل بترحيل تعيين قائد للجيش إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وأكدوا لـ”الشرق الأوسط” أنه يلح على ضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لأنه من غير الجائز أن يبقى كرسي الرئاسة شاغراً في حال أن المفاوضات انطلقت لإعادة ترتيب الوضع في المنطقة، خصوصاً أن لا أحد ينوب عن رئيس الجمهورية للجلوس عليه.
وفي حديث للـLBCI، مساء الجمعة، أكد لودريان، أنه يدعم التمديد لقائد الجيش، مشددًا على أن “اللبنانيين بحاجة إلى الأمن، وبما أنه لا يمكن استبدال قائد الجيش في ظل غياب رئيس فمن الضروري في هذه المرحلة التمديد له”.
وقال: “هناك واجب وطني لإيجاد حل دستوري للخروج من هذا الوضع الصعب”، مضيفًا: “أرسلني الرئيس إيمانويل ماكرون في مهمة كوسيط وليس كبديل والوسيط يعني أن أجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من هذا المأزق لأن العلاقات الداخلية مجمدة بشكل كبير والوضع المقلق المستجد بعد مواجهات غزة يحثنا على الإسراع في المسعى للخروج من المأزق”.
وكان لودريان قد وصل بيروت يوم الأربعاء، وجال على عدد من المسؤولين اللبنانيين، حيث شدّد على من التقاهم خلال على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة، وعلى تجنّب الشغور في الشغور في قيادة الجيش، كما كان موضوع ضبط الحدود وعدم زعزعة استقرار المؤسسة العسكرية أولية في نقاشاته.
تقدّم بطيء للخيار الرئاسي الثالث
وتحدث لودريان أمام النواب عن حصول تقدُّم بطيء لمصلحة تغليب الخيار الرئاسي الثالث بانتخاب رئيس من خارج الانقسامات والاصطفافات السياسية داخل البرلمان، ونقلوا عنه قوله إنه بخلاف لقاءاته السابقة بات يعتقد أن الكتل النيابية المعنية بانتخاب الرئيس لم تتمسك بمرشحها وتُبدي استعدادها للذهاب نحو الخيار الثالث، بحسب ما نقلت “الشرق الأوسط”.
ولفت النواب إلى أن ترجيح كفة الخيار الثالث لانتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من التفاهم على أن يكون من خارج المرشحَيْن: رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، خصوصاً في ضوء تحقيق تقدّم بطيء يستدعي من اللجنة الخماسية المشكّلة من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، السعي لدى الكتل النيابية ليصبح الخيار الأوحد.
مواضيع ذات صلة :
الجميّل يلتقي لودريان: لا حلّ دون استعادة سيادة لبنان وحصر السلاح بيد الجيش | جعجع التقى لودريان.. ورسالة إلى بري “في هذه المرحلة الدقيقة”! | لودريان في معراب |