التمديد لقائد الجيش “كرة نار” يتقاذفها المعطّلون.. وبكركي: ما يهمّ هو النتيجة
تحوّل قرار تأجيل تسريح قائد الجيش إلى ما يشبه كرة نار، تتقاذفها الأطراف السياسية بين مجلس النواب الذي يفترض أن يعقد جلسة تشريعية الخميس وبين حكومة تصريف الأعمال، والتي يتردد بأنها ستعقد جلسة استثنائية يوم الجمعة، وذلك لكون التهرّب من تحمّل المسؤولية هو طبع السياسيين في لبنان، ولو أنّ التمديد يعتبر أكثر من ضروري، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
هذا الأمر بحسب مصادر نيابية لـ”هنا لبنان”، “خطير” وقد يكون بمثابة “فخ” ومن شأنه سحب ورقة التمديد من مجلس النواب على الرغم من الدعوة للجلسة التشريعية وتطيير مسألة التمديد.
ويؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الشرق الأوسط”، أنه يسير في موضوع تمديد ولاية عون “من دون تردد”. ويعيد بري ترداد “ما يقوله دائماً من أن الحكومة هي صاحبة الحق في هذا الموضوع”. ويقول: “واجب الحكومة حل المسألة، سواء عبر تعيين قائد للجيش أو تأجيل تسريح القائد الحالي، لكن إذا تقاعست فالبرلمان سيقوم بواجباته لمنع الفراغ في هذا المنصب الحساس”. وأضاف: “لن أؤخر دقيقة واحدة، وعليهم هم (الحكومة) المسارعة للقيام بواجباتهم”.
وشدد بري على أن جلسة البرلمان قائمة في موعدها غداً الخميس، نافياً بشدة علمه بقرار “القوات” مقاطعة الجلسة. وعن تحديده موعد الجلسة البرلمانية قبل جلسة الحكومة، أوضح بري أن التمديد يسبقه 17 بنداً، والجلسة قد تستمر أياماً، ما سيعطي الحكومة الفرصة الكاملة.
بكركي: ما يهمّ هو النتيجة
وتعليقاً على هجوم باسيل على قائد الجيش أكدت مصادر كنسية لـ”نداء الوطن” أن كل شخص يحق له الكلام، وبكركي لن تنجر الى هذا المستوى من السجال الذي يضر ولا ينفع، لافتة الى أن بكركي مهتمة بانقاذ الكيان، أما الآخرون فهمّهم تصفية الحسابات والاقتصاص من قائد الجيش. وشددت على ان بكركي ثابتة على موقفها الداعم للتمديد، ولا كلام باسيل ولا غيره سيغير موقف البطريركية المارونية.
وأكدت المصادر أن الراعي ينظر إلى الأخبار الواردة عن خديعة تشريعية بحذر شديد وهو يتابع أدق التفاصيل ويتصل بالنواب والكتل، لكن بصرف النظر عن النتيجة، فموقفه واضح ولن يتزحزح وهو الدفع في اتجاه إقرار التمديد لقائد الجيش وعدم إفراغ المؤسسة العسكرية من قيادتها.
وأوضحت أن ما يهم بكركي هو النتيجة وليس الطريقة، وهذا الأمر يدل على الإهتمام البالغ الذي تمنحه الكنيسة لهذا الملف، وبكركي ستؤمن الغطاء المسيحي سواء لجلسة تشريعية في ظل غياب رئيس أو لإجتماع الحكومة.
جنبلاط: هذه مزحة كبيرة
وشدّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط على أنّه يؤيّد “مسار تثبيت قائد الجيش الحالي أو التمديد له، لأننا في أوج المخاطر، فيما ثمّة حسابات داخلية تمت إلى العبث، ويطعنون، وكأننا لسنا في حالة حرب وكأنه هناك إمكان أن نتسلى بالدستور وتقديم الطعن، هذه مزحة كبيرة. قمت بكل اتصالاتي وقلت انا مع التمديد وعدم الدخول في نوع من الفراغ بقيادة الجيش وإلّا ندخل في سياسة العبث المطلق”.
وأشار جنبلاط إلى أن “رئيس الأركان في حال غياب قائد الجيش ينوب عنه، أما الأفضل فأن تكون قيادة الجيش والأركان مكتملة، أفضّل وجود قائد جيش ورئيس أركان ومجلس عسكري، لكن في حال تعذّر لأسباب داخلية فقط وعبثية التمديد لجوزيف عون، سنسعى لأن يُرقّى الضابط الذي رشّحته وفق الأقدمية العميد حسان عودة لكي يعيّن رئيس أركان عندما يتقاعد قائد الجيش، وأنا ضد البدعة الأخرى، وهي خطيرة، أن يأتي قائد جيش من الأقدم رتبة في الجيش، وهذا طرح أحد كبار السياسيين”.
مفاجآت في الربع ساعة الأخيرة
في حين، أكّدت مصادر نيابية شاركت، في اجتماع هيئة مكتب المجلس، أنّ التمديد لقائد الجيش لم يُحسم، حتى الساعة.
وكشفت المصادر لصحيفة “الجمهورية” عن إمكان حصول مفاجآت، في ربع الساعة الأخير.
“حزب الله” وتعطيل دور الجيش
وبات من الواضح أن “حزب الله” لا يُريد التمديد لقائد الجيش، وفي هذا السياق، أفادت أوساط سياسية واسعة الإطلاع لـ”نداء الوطن”، بأن “الحزب” لا يريد حاليًا التمديد لقائد الجيش لأنه يخوض صراعًا مريرًا كي يبعد عن نفسه تجرع كأس الإنسحاب من منطقة القرار 1701 جنوب نهر الليطاني. وأقصر السبل لتجنب هذه الكأس هو شل المؤسسة العسكرية من خلال عدم التمديد للقائد الذي صار يمثل عنوانًا لتنفيذ مندرجات الـ1701. كما أن مجيء أي شخص آخر إلى منصب قيادة الجيش سيكون حكمًا تحت سقف فريق التعطيل.
وحذرت الأوساط من مشهد مطلع السبعينيات يتكرر من خلال تعطيل دور الجيش، وهذه المرة من خلال “الحزب”.
ورأت الأوساط أن رئيس الحكومة هو حكمًا لا ينفذ رغبات باسيل، إنما ينفذ طلبات حزب الله. وكلاهما يتلطيان وراء “التيار”، وهكذا تجري محاولة اخضاع آخر المعاقل السيادية في الدولة والمتعلقة بمؤسسة الجيش.
التمديد هو السيناريو الأكثر قابلية للتطبيق
وفي سياق متصل، أشارت معلومات لصحيفة “نداء الوطن” إلى أن الإتصالات لا تزال قائمة بين القوى المعنية بحثًا عن المخرج المناسب الذي يحفظ مصالح القوى السياسية، حيث أكدت مصادر ديبلوماسية متابعة أن التمديد لقائد الجيش هو السيناريو الأكثر قابلية للتطبيق نظرًا للضغوط الخارجية التي تمارس في هذا السياق.
ولفتت مصادر سياسية متابعة إلى أن بري لم يكن يومًا من المتحمسين لخيار التمديد لقائد الجيش في مجلس النواب، وإعتباراته ترتبط بملف الرئاسة من باب رفضه تكريس ترشيح العماد عون، ولهذا يفضل أن لا يحسم التمديد بقانون.
مواضيع ذات صلة :
عدوان: الوقت يداهمنا في موضوع قيادة الجيش | الجيش: للابتعاد عن أماكن التفجير.. والتبليغ عن أي جهاز مشبوه | مجلس الشورى أسقط الرهانات على ضرب الجيش وهيبة القيادة |