هل تفلح المبادرات لتحريك الجمود الرئاسي بعد الأعياد؟
بعدما أعلن الرئيس بري أنه “سيبدأ مطلع السنة الجديدة حركة مشاورات في مختلف الاتجاهات، في مبادرة جديدة له تهدف الى دفع الفرقاء السياسيين الى الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي”، تدور أحاديث عن عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لترسيخ فرضية المرشح الثالث. وفي هذا السياق، كشفت مصادر وزارية لـ”الشرق الأوسط”، أنّ “لودريان، وإن كان قد تعهّد بعودته إلى بيروت في الشهر المقبل، فإنه لا يزال يتريّث بطلب مواعيد للقائه الكتل النيابية لتحريك الملف الرئاسي، على خلفية ترجيحه الخيار الثالث، وكذلك الأمر بالنسبة للموفد القطري.
انقسام عمودي في المجلس النيابي
فيما أعربت مصادر سياسية مراقبة عن خشيتها من أن تكون سنة ٢٠٢٤ كسابقاتها من السنوات الماضية، التي شهدت تراكماً للملفات وبقيت من دون حلّ.
وذكرت، وفق جريدة “الأنباء” الإلكترونية بالعديد من الملفات التي كان يؤمل بحلّها في مثل هذه المناسبات، إنما جرى ترحيلها إلى السنوات التي تلتها، وأصبح حلّها يتطلب معجزة إلهية.
وأشارت المصادر إلى أنَّ المجلس النيابي بتركيبته الحالية وانقسامه العمودي عاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق محلي، لافتةً إلى أنه من سابع المستحيلات أن تتوافق الكتل النيابية على قواسم مشتركة قد تساعد على انتخاب الرئيس دون ضغط خارجي يوازي على الأقلّ الضغوط التي مورست للتمديد لقائد الجيش.
وإذ توقعت المصادر أن يمرّ تعيين رئيس الأركان والمجلس العسكري لقيادة الجيش، ربطت انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة، إذ إنه لن يكون هناك أيّ مبادرة باتجاه الداخل اللبناني ما لم تضع القوى الدولية حداً لتحركات الحوثيين في مضيق باب المندب والبحر الاحمر وهذا الأمر سوف يستغرق وقتاً لحلّه، ما يؤشر الى أن لا خرق رئاسي قد يحدث قبل الربيع المقبل.
إلا ان مصادر نيابية تتحدث لجريدة “الأنباء” عن مبادرات ستكون بمثابة محاولات إنعاش للاستحقاق الرئاسي ستشهدها بداية العام الجديد، وأهمها مبادرة الرئيس نبيه بري الذي يستبشر بإمكانية إيجاد مساحات مشتركة بين مختلف القوى السياسية، مستنداً الى الأجواء التي رافقت التمديد لقائد الجيش والتي يمكن البناء عليها على خط الاستحقاق الرئاسي.
عدوان: لانتخلب رئيس قراره بيده
وشدد نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان على “أهمية النهج والانتصار الذي تحقق بعدم السماح لتسلل الفراغ الى رأس المؤسسة العسكرية”، لافتا الى ان “من يهيمن على كل قرار في لبنان كان يبغي الهيمنة على قرار هذه المؤسسة”.
وقال عبر “لبنان الحر”: “هذا الانتصار الذي حققناه لكل اللبنانيين خطوة على الطريق التي نسير فيها والتي يجب ان تترجم بانتخاب رئيس جمهورية قراره بيده ويستعيد الجمهورية الخاضعة للهيمنة إضافة الى استعادة الحكومة قرار الحرب والسلم ووضع مصلحة لبنان قبل مصلحة اي محور او اي فريق”.
سكاف: لجعل الملف الرئاسي أولوية
,من جهته اعتبر النائب غسان سكاف أنّ الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة”، مشدّداً على “أننا كلبنانيين يجب أن نجعل هذا الملف أولوية داخلية”.
ودعا سكاف الى “وجوب اقتناص فرصة التلاقي الأميركي – الإيراني من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لا سيما أن المعطيات تشير إلى وجود مفاوضات أميركية – إيرانية، بعيداً من الأضواء، في دولة غربية”.
وعن المبادرة المطروحة، قال سكاف: “نقوم باتصالات مع قوى سياسية ومرجعيات، بعيداً من الأضواء، من أجل تحريك الملف الرئاسي على قواعد جديدة”.
كرامي: نأمل أن تعود محركات التوافق على رئيس للجمهورية بعد الأعياد
ورأى رئيس “تيار الكرامة” وعضو “تكتل التوافق الوطني” النائب فيصل كرامي ان “التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون قد رسّخ الامن في البلاد خصوصاً في هذه الظروف التي نشهد فيها على حرب فعلية في الجنوب”. كما اشار كرامي الى ان “الامل كبير في أن تعود محركات الملف الرئاسي بعد الاعياد وخصوصاً ان دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد اعاد الدعوة الى الحوار والى تشغيل محركاته بعد الاعياد”.
مواضيع ذات صلة :
“حفظة السلام” يتمسّكون بمواقعهم جنوبًا.. واقتراحات هوكشتاين تصطدم بتعنّت نتنياهو | ورقة هوكشتاين في يد برّي أم في طهران | بري: دقت ساعة القرار |