سوق الطاقة الشمسية يتراجع.. ونصائح حتى لا تتطاير الألواح شتاءً!
كشفت صحيفة “الأخبار” بأنّ “تراجع استيراد ألواح الطاقة الشمسية عام 2023 بنسبة 80% بالمقارنة مع عام 2022. ولم تتجاوز قيمة ما تمّ استيراده هذه السنة 100 مليون دولار، أي ما يقارب 20 ألف طن من الألواح، مقارنة بأكثر من 83 ألف طن عام 2022، بقيمة تناهز نصف مليار دولار.
وانسحب التراجع على التجهيزات المرافقة كالبطاريات. ففي مقابل استيراد 106 آلاف طن من البطاريات بقيمة 305 ملايين دولار عام 2022، استورد لبنان هذا العام حوالى 15 ألف طن بقيمة 61 مليون دولار”.
وأوضحت الصحيفةأنّ “عدد من أصحاب الشركات العاملة في مجال الطاقة الشمسية يعزون التراجع الكبير في الاستيراد إلى أن “المواطن العادي من دون طاقة شمسية، والميسور ركّب”. ومع الانخفاض الحادّ في الطلب على تركيب أنظمة توليد الطاقة الشمسية في المنازل، “بقي كبار التجار، فيما غادر الطارئون على المصلحة”.
عام 2022 الأفضل
وكان سوق الطاقة الشمسية في لبنان قد شهدت انطلاقًا حقيقيًا عام 2010، عندما وضعت الحكومة اللبنانية هدفًا يتمثل في زيادة حصة مشاركة الطاقة المتجددة إلى 12% بحلول عام 2020، وذلك وفق ما أكّد مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة (إل سي آي سي) المهندس بيير الخوري، خلال ندوة بعنوان “تجاوز العقبات: استكشاف فرص الطاقة الشمسية للقطاع التجاري والصناعي في لبنان”.
وأوضح الخوري أن سوق الطاقة الشمسية قد نمت بوتيرة متسارعة تراوحت ما بين 140 و160% خلال المدة ما بين 2010 و2020، حيث نجحت في تحقيق قدرة إنتاجية وصلت إلى 93 ميغاواط في عام 2020.
وأشار إلى أنّ القدرة التراكمية لمشروعات الطاقة الشمسية في لبنان قد بلغت نحو 870 ميغاواط، منها 663 ميغاواط رُكِّبت خلال عام 2022 فقط.
وأكد الخوري أن عام 2022 كان عامًا استثنائيًا في التاريخ اللبناني، قائلًا: “إنه على الرغم من أن سوق الطاقة الشمسية تحافظ على نمو مرتفع، فإنه ليس بالوتيرة نفسها التي شهدها عام 2022″، مضيفاً: “معظم مشروعات الطاقة الشمسية فوق الأسطح قد رُكّبَ خلال عامي 2021 و2022، مؤكدًا أن هذه السوق تشهد تراجعًا في الوقت الحالي، رغم استمرارها”.
وتوقّع الخوري أن تشهد سوق الطاقة الشمسية على الأسطح انخفاضًا خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن من لديهم القدرة المالية قد ركّبوا محطات شمسية.
ورأى أنّ تركيب المحطات الشمسية في القطاعين التجاري والصناعي سيشهد طفرة جديدة خلال الأعوام القليلة الماضية، لافتًا إلى أن هناك زخمًا كبيرًا على مستوى المشروعات متوسطة الحجم، التي تتراوح ما بين 50 و700 كيلو واط.
وأفاد الخوري أن مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة على المناطق اللبنانية كافة معظمها يعمل بالبطاريات ومستقل تمامًا عن شبكة الكهرباء اللبنانية، متوقعًا أن تشهد السوق حركة جديدة تهدف إلى ربط محطات الطاقة الشمسية الخاصة على الشبكة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
مخاطر في “الشتاء”
ومع الحوادث التي يشهدها فصل الشتاء وتطاير الألواح، كان قد كشف الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، المهندس مارك أيوب، لـ”الحرة” بأنّهم حذّروا مراراً من تطاير ألواح الطاقة الشمسية نتيجة الفورة السريعة لهذا القطاع التي شهدها لبنان.
وأوضح أنّ |هذه المشكلة لا تتعلق بنوعية الألواح، بل بالهياكل الحديدية التي تثبت عليها، نتيجة عدم كفاءة الأشخاص والشركات التي تقوم بتركيبها، ولا يمكننا لوم المواطنين الذين بحثوا عن حل للعتمة من دون أن يكونوا ملمين بكل ما له علاقة بالخيار الذي أقدموا عليه”.
ونصح أيوب “كل من أقدم على تركيب نظام الطاقة الشمسية التواصل مع المتعهد للتأكد من مدى تحمّل الهيكل للهواء والعواصف، وإلى الذين يريدون اللجوء إلى هذا النظام نصحهم بالاستفسار عن الشركة التي سيختارونها، والتأكد من مدى كفاءتها كون عملية تركيبه تخضع لهندسة معينة، فمحاولة توفير المال لها انعكاسات سلبية كثيرة، فعدا عن المخاطر التي ستشكلها الألواح على السلامة العامة، فإنها لن تخزن الطاقة كما يجب، كما أن البطاريات ستستهلك بصورة أسرع”
مواضيع ذات صلة :
فياض: الخسائر في قطاع الطاقة تصل إلى 480 مليون دولارًا | محفوض: ندرس إمكانية اللجوء إلى القضاء من جديد في أخطر سرقة كهرباء وصرف ٥٠ مليار دولار بصفر نتيجة | هل ينقرض المستثمرون في لبنان؟ |