رسائل عدّة أرادتها اسرائيل من اغتيال العاروري.. وترقّب لما سيقوله نصرالله!
لم يكن ليل الضاحية الجنوبية هادئاً أمس، إذ اخترقته عملية اغتيال استهدفت بها مسيّرة إسرائيلية إحدى الشقق، وهذا الاختراق الأوّل منذ حرب تموز 2006.
أما المستهدف من عملية الاغتيال أمس فكان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس”، الذي قتل إلى جانب القائدَين في “كتائب القسام” الجناح العسكري للحركة: سمير فندي «أبو عامر»، وعزام الأقرع «أبو عمار»، إضافة الى الأعضاء أحمد حمّود ومحمود شاهين (لبناني) ومحمد الريّس ومحمد بشاشة. وجرح 5 أشخاص لم تعلن هويتهم.
ووفق المعلومات المتداولة فإنّ المسيّرة استهدفت العاروري أثناء خروجه من مكان الاجتماع في بناية على اوتوستراد هادي نصرالله مساء أمس، وركوبه السيارة، كما استهدفت المكتب الذي غادره بصاروخ أو صاروخين.
إلى ذلك كشفت أوساط “حزب الله” لـ”نداء الوطن” أنّ أمينه العام حسن نصرالله، سيركّز في كلمته اليوم على “التطور الخطير الذي وقع في الضاحية”.
وكان الحزب قد أصدر بياناً جاء فيه أنّ إسرائيل عمدت الى «سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية طوفان الأقصى»، وأنّ اغتيال العاروري هو «استكمال» لاغتيال «القائد السيد رضي الموسوي» القائد في الحرس الثوري الايراني الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي في دمشق. واعتبر البيان أنّ اغتيال العاروري ورفاقه في «قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات، وتطور خطير في مسار الحرب ». وخلص الى أنّ «هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون ردّ وعقاب، وأنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، ويدها على الزناد».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب الأعمال قد دان عملية الاغتيال، وبناء على توجيهاته أوعز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم والى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم، إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم «إحتجاجَين شديدَي اللهجة حول الاختراق الإسرائيلي الخطير».
في المقابل، اعتبرت مصادر سياسية غبر “اللواء” أنّ جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية في بيروت، تعدّ تصعيداً إسرائيلياً خطيراً، وأنّ هذا الأمر قد يكون له تداعيات ومخاطر غير محسوبة على الحدود الجنوبية وحولها، لكنها استبعدت ان تؤدي إلى حرب واسعة تطال العمق الإسرائيلي والداخل اللبناني، لحسابات ومحاذير عديدة، ابرزها ان قرار مثل هذه الحرب يتجاوز امكانيات وقدرة الطرفين، وهو حصرا بيد الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهما ليس بوارد خوض مثل هذه الحرب في هذه الظروف، بالرغم من الخلافات بينهما ورسائل التهديد والوعيد المتبادل بينهما بشكل نافر، كما اظهرت بوضوح وقائع الاحداث والتطورات الاخيرة.
على صعيد آخر، قالت المصادر نفسها ان تحريك الملف الرئاسي على الصعيد المحلي قد يستأنف بعد متابعة تداعيات انفجار الضاحية، وتتركز الأنظار على إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري محركات اتصالاته في هذا السياق قبل جلاء المشهد المتعلق بالحراك الخارجي للملف نفسه.
واعتبرت المصادر، أنّ اكثر من رسالة سعت إسرائيل لتحقيقها جراء اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري. وهي أوّلا قدرتها على الاختراق الامني لمربع حزب الله بالضاحية الجنوبية بالرغم من كل الإجراءات والتدابير الامنية التي يتخذها الحزب في عقر داره واستهداف اي قيادي اومسؤول حزبي، وثانيا ممارسة اقسى الضغوط في اي مساعي او مفاوضات مرتقبة، لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لاتاحة المجال امام اعادة سكان المستوطنات الإسرائيليين المهجرين وابعاد مسلحي الحزب إلى مناطق لا تهدد هؤلاء المستوطنين مستقبلا، والرسالة الاهم كانت موجهة للداخل الإسرائيلي المحبط من نتائج التدخل العسكري الإسرائيلي الفاشل ضد حماس والذي لم يحقق ايا من الشروط التي اعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لدى بدء حملته ضد الحركة في غزة، ولاسيما إعادة المخطوفين الإسرائيليين والقضاء على الحركة ووقف اطلاق الصواريخ الى العمق الإسرائيلي ومنع التهديد الامني ضد المستوطنات الإسرائيليه في حزام غزة وغيره، بالرغم من مرور قرابة الثلاثة اشهر على هذه الحملة العسكرية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدّد في 27 آب الماضي باغتيال العاروري، وذلك قبل أشهر من عملية «طوفان الأقصى».