محاولات لتحريك الملف الرئاسي وسط اهتمام دولي
لبى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أمس دعوة الى العشاء أقامها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته بكليمنصو، “في إطار عائلي”، كما قال فرنجية لـ”هنا لبنان”. وأفاد بيان “التقدمي” أنّ البحث تناول “مختلف الشؤون العامة”.
ومن ينتظر سدّ الفراغ الرئاسي بوليمة عشاء عائلية بين زعيمين عليه أن ينتظر كثيرًا.. هذا ما قاله مصدر مواكب للحَراك المستجد بين “بنشعي” و”المختارة”، وقبله بين “بنشعي” و”اليرزة”، وعلى ما يقول المثل، يكشف المصدر لـ”هنا لبنان”: المرشح الذي تعذّر وصوله إلى بعبدا قبل عملية “طوفان الأقصى”، سيبقى مرشحًا أيًا تكن نتيجة الحرب، وما تمّ رفضه في زمن السلم، لن نقبل به في زمن الحرب”.
ورأت أوساط مواكبة للعلاقة بين الاشتراكي و”المردة” عبر “نداء الوطن” أنّ جنبلاط أراد من اللقاء “أن يقول أنا هنا، وأنه جزء من المشهد السياسي، ويبعث رسالة الى “حزب الله” يقول فيها إنه منفتح على الجميع بمن في ذلك مرشحه الرئاسي، لكن من دون ان يبدل موقفه. أما فرنجية، فمن مصلحته ان يضع نفسه في الصورة مؤكداً أن حظوظه قائمة وباتت أقوى بموازاة حرب المشاغلة”.
وبدا أنّ العشاء، وسط الأضواء المحلية الذي استقطبها بمثابة طبق “سَلَطة” تضمّن إضافة الى تبادل العلاقات العائلية، مزيجاً من شؤون رئاسية وشؤون المؤسسة العسكرية، ولا سيما ما يتصل بتعيين رئيس للأركان، لكن من دون أي “دسم” يتمثل بنتائج فعلية.
تحريك للملف
من جهتها، ذكرت صحيفة “الجمهورية” أن السؤال عن ملف رئاسة الجمهورية بات مُملاً، حيث لا يجد المعني به ما يقوله، ويعبّر عن ذلك بوضوح مسؤول كبير بقوله: “العلم عند الله.. لا مبادرات ولا من يحزنون، لا يوجد شيء يُبنى عليه على الاطلاق لا عِنّا ولا عند غيرنا”. فيما تبرز في الداخل محاولات لتحريك هذا الملف، عبر مبادرة رئاسية يسعى النائب غسان سكاف الى تسويقها مع الاطراف السياسية لإنهاء أزمة الشغور في رئاسة الجمهورية، وكذلك عبر حراك لتكتل الاعتدال النيابي ونواب اللقاء النيابي المستقل.
وقال عضو تكتل الاعتدال النائب سجيع عطية لـ”الجمهورية”: “انّ الحراك الرئاسي سيبدأ باجتماع تشاوري لنواب هذا اللقاء لوضع خطة عمل للتحرك لاحقاً نحو مختلف الكتل النيابية لتحريك لملف الرئاسي”. وأوضح أنّ التحرك ما زال في بدايته، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مبادرة جاهزة لدينا لنطرحها على الكتل النيابية، لكن بعد اجتماعنا نقرر الخطوات اللاحقة، على أمل أن نستطيع تحقيق خرقٍ ما في هذا الملف تمهيداً لانتخاب رئيس للجمهورية يواكب المرحلة الاقليمية المقبلة في حال انتهت حرب غزة”.
إهتمام دولي
واذا كان الملف الرئاسي يشكل بندا أساسيا في حركة الموفدين الدوليّين الى بيروت، حيث يقارب من باب التمني والنصح للبنانيين بالتعجيل بحسمه والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة لاحَظت عبر “الجمهورية” ما سمّتها “زيادة في الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني”، حيث كشفت “أنّ ثمّة معلومات دبلوماسية غير مؤكدة حتى الآن عن دخول أميركي أكثر فاعلية على الخطّ الرئاسي، ترجّح أن يكون للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين دور مباشر في هذا الملف”، مشيرة الى انّ الملف الرئاسي كان بندا اساسيا في محادثات الوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة، والتي تمحورت بشكل اساس على تهدئة الجبهة الجنوبية، حيث طرحَهُ هوكشتاين كاستحقاق بات مُلحّاً جداً وينبغي حسمه سريعاً.
وقالت المصادر عينها “انّنا تلقّينا اشارات في الفترة الاخيرة تشير الى أن باريس بصَدد الحضور مجدداً على الخط الرئاسي في وقت قريب، وقد سبق للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو أن لَمّح الى ذلك، ولكن لا شيء ملموساً او واضحاً حتى الآن”.
واستفسَرَت “الجمهورية” مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية حول الحراك الفرنسي المرتقب، فأكدت انّ الجهد الفرنسي متواصل مع لبنان، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، لمساعدة الاطراف في لبنان على إنجاز استحقاقاتهم الدستورية، من دون أن تؤكد ما قيل عن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان.