مقاربة رئاسية جديدة “أكثر فاعلية”.. هل ينتخب الرئيس قريبًا؟
لا تزال فرنسا عبر موفدها الرئاسي جان إيف لودريان تسعى إلى إيجاد حل للملف الرئاسي، ومن المتوقع أن تأتي زيارة لودريان السادسة إلى لبنان أوائل شباط المقبل والذي سيشارك بحسب المعلومات في الاجتماع المرتقب للجنة الخماسية والذي لم يحدد مكانه بعد إما في قطر أو السعودية مع نفي حضور الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لهذا الإجتماع.
وتدعو فرنسا بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” إلى عدم ربط هذا الإستحقاق بالتسويات الإقليمية في المنطقة لأنها تبدو بعيدة، كما تطالب الدول المعنية لبنان واللبنانيين بضرورة الإتفاق على آلية حل داخلي والقيام بالجهود اللازمة وعدم إنتظار الخارج.
وسيكون للسفيرة الأميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون والتي تعتبر سفيرة إستثنائية لقاءات مماثلة، بإنتظار عودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني “أبو فهد” إلى لبنان لتجديد مساعيه.
وكشفت مصادر مقربة من عين التينة لموقع “هنا لبنان” عن مؤشرات ومعطيات داخلية عبر إيحاءات خارجية يعمل الرئيس نبيه بري للبناء عليها من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي إلا أن لا شيء ملموس حتى الساعة، لكن المصادر أشارت إلى إمكانية حصول خرق ما قد يؤدي إلى انتخاب الرئيس.
“الخماسية متفائلة”
ويرمي نشاط السفراء خلال الساعات الأخيرة، إلى التأكيد على عدم وجود خلافات داخل “الخماسية”، هذا ما أكدته مصادر مطّلعة لـ”نداء الوطن”.
وفيما لم يرصد المتابعون لهذه الحركة أي مؤشرات جديدة قد يبنى عليها إستناداً إلى تمترس مواقف القوى اللبنانية، يأمل أعضاء في اللجنة انتخاب رئيس خلال الشهرين المقبلين.
وتعتبر أوساط ديبلوماسية في “الخماسية”، أن هذا التفاول مردّه إلى اهتمام لافت لأحد أعضائها الفاعلين المعنيين تاريخياً بلبنان، وهو الجانب السعودي.
مقاربة جديدة
وفي هذا السياق، تأكد لـ”الشرق الأوسط” أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يواصل اتصالاته بممثلي الدول الأعضاء في اللجنة “الخماسية”، وهو التقى المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلَولا، قبل أن يتوجه إلى الدوحة للقاء كبار المسؤولين القطريين المولجين مواكبة الملف الرئاسي.
ولفت مصدر دبلوماسي غربي إلى أن لودريان سعى في لقاءاته في الرياض والدوحة لعقد لقاء سعودي – فرنسي – قطري، تمهيداً للقاء موسع لـ”الخماسية”، وقال إن الهدف من اللقاء، كما علمت “الشرق الأوسط”، الاتفاق على مقاربة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، بحيث لا تبقى محصورة بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس العتيد، على أن تُطرح في اللقاء الموسّع لـ”الخماسية”، لأن هناك ضرورة لخلق دينامية سياسية تدفع باتجاه التوافق على مقاربة جديدة أكثر فاعلية من المقاربة المطروحة حالياً.
بري يحسم الجدل
في سياق متصل، حسم رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الجدل حول الأسباب الكامنة وراء تأجيل اللقاء الذي كان يفترض أن يُعقد أمس بينه وبين سفراء الدول الأعضاء في “اللجنة الخماسية” لدى لبنان، بتأكيده لـ”الشرق الأوسط”، بعد استقباله على التوالي السفير السعودي وليد بخاري وسفير مصر علاء موسى، أن سبب تأجيله يعود لارتباط بعض السفراء بمواعيد سابقة اضطرتهم للاعتذار عن حضورهم اللقاءات، ما استدعى طلب تأجيله إلى موعد لاحق.
وجزم الرئيس بري، كما أبلغ من السفيرين بخاري وموسى، أنه ليس هناك خلاف سياسي بين سفراء دول “اللجنة الخماسية” في مقاربتهم للملف الرئاسي. وقال إنهم سيعودون لاحقاً للقائه فور انعقاد “الخماسية” على مستوى ممثلي الدول الأعضاء فيها، خصوصاً وأن المشاورات لم تنقطع بينهم، وأن مكان انعقاد “الخماسية” لا يزال قيد البحث، وقد يعقد في واحدة من العواصم: الرياض أو باريس أو القاهرة.
وعلمت “الشرق الأوسط” أن التأجيل تم بناء لرغبة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، التي ارتأت أنه من الأفضل “أن نجلس معاً أولاً لتنسيق الموقف والتأكيد على وحدة الرؤية في مقاربتنا للملف الرئاسي”، استباقاً لجولة السفراء التي يستهلونها بلقاء الرئيس بري أولاً، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورؤساء الكتل النيابية.
مواضيع ذات صلة :
السفير والنوّاب الأربعة | إجتماع الرياض لتحريك المياه الرئاسية الراكدة لمواكبة التسويات الكبرى في المنطقة | قريباً.. اجتماع لـ”الخماسية” في بيروت |