سجال في مجلس النواب يتطوّر إلى “مناوشات” لفظية… جلسة “الموازنة” تكشف المستور

لبنان 24 كانون الثاني, 2024

انتهت جلسة مجلس النواب لمناقشة مشروع موازنة 2024 الأولى في المجلس النيابي في ساحة النجمة على أن تتواصل حتى عند الساعة السادسة مساءً ويوم غد الخميس

وغاب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن الجلسة الصباحية ولكن يمكن أن يحضر في جلسة المساء ، فيما لم يحضر أيضًا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النئب سامي الجميل.

وقبيل عرض رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تقرير اللجنة، اندلع سجالٌ حاد وكبير بين عدد من النواب، وذلك حينما طلب النائب ملحم خلف طلب الكلام لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض ذلك.

وكان خلف اعترض على التشريع في ظل غياب لرئيس الجمهورية، متحدثاً عن عدم دستورية الجلسة في ظل الشغور الرئاسي. وقال له بري: “ما رح أعملك بطل وطلعك برا القاعة”.

في غضون ذلك، اعترض النائب قبلان قبلان على الأمر، فقال إن هذه الجلسة هي لمناقشة الموازنة وليست جلسة حكومية أو جلسة من نوعٍ آخر.

بدوره، تدخل النائب فراس حمدان فاعترض على كلام قبلان، فتدخل النائب علي حسن خليل فقال: “لا نريد مسرحيات في مجلس النواب”.. عندها، حصل سجالٌ بين الأخير وحمدان، فقال له: “خلصنا بقا.. مين شايفكن بالأول.. قرطة مافيات”.

كنعان

أشار رئيس لجنة المال والموازنة النّائب ​ابراهيم كنعان في بداية جلسة الموازنة، الى ان “لحظت لجنة المال والموازنة غياب الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لمشروع الموازنة المحال إليها، وتدني نسبة الاعتمادات المخصصة للنفقات الاستثمارية وتميّزه بالعشوائية في استحداث الضرائب والرسوم وبالعشوائية في بعض الاعتمادات”.

ولفت الى ان “اللجنة الغت مواد متعلّقة بتعديلات ضريبية وإستحداث ضرائب ورسوم جديدة لمخالفتها الدستور، وهدف الحكومة تأمين إيرادات إضافية للخزينة من دون مراعاة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقدرة الاقتصاد على التمويل وقدرة المواطنين على التحمل”.

وأكد كنعان أن “حكومة تصريف الاعمال تجهل ما حصّلته من إيرادات تفصيلية خلال العامين 2022 و2023 وتجهل ما حققته دولرة بعض الرسوم خلال العام 2022 ولاسيما رسوم المطارات والمرفأ وتجهل ما يمكن أن يوفره من إيرادات كل تعديل أجرته بموجب مواد مشروع الموازنة”.

واوضح ان “غياب الرؤية يتلازم مع غياب وحدة المعايير في التعديلات المقترحة على الرسوم القائمة، فبعض الرسوم رفعت قيمتها 10 أضعاف كرسوم السير، ورفعت قيمة سواها 40 ضعفاً كبعض رسوم الطابع المالي، وجرى رفع البعض الآخر 180 مرة كالرسوم على المواد الكحولية المنتجة محلياً”.

واضاف كنعان ان “لجنة المال خصصت اعتماد بقيمة 10 ألاف مليار ليرة للأدوية السرطانية والمزمنة، واعتماد بقيمة ألف مليار ليرة للاتنخابات البلدية والاختيارية وعدّلت الاعتمادات الخاصة ببعض الإدارات حيث تبينت الحاجة إلى ذلك لاسيما ما خص نفقات التغذية والمحروقات السائلة لدى الأجهزة العسكرية والأمنية وسواها”.

في هذا السياق، لفت كنعان الى ان “الواردات بحسب كتاب رسمي من وزارة المال ارتفعت من277 الف مليار الى320 الف مليار أي بفارق أكثر من 40 الف مليار”.

وشدد كنعان على، ان “مشروع قانون الموازنة ورد بلا الحسابات المالية ما يشكل مخالفة دستورية تُسأل الحكومة عنها فدولة بلا حسابات هي دولة بلا ذمة، ودولة بلا ذمة هي دولة بلا شرف… فإلى متى ستستمر الحكومات المتعاقبة بالعمل على وسم دولتنا بهذه الصفة؟”.

وعلق بري بعد اعتراض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، طالبا شطب عبارة “دولة بلا شرف” من محضر الجلسة.

خلف

بدوره، قال النائب ملحم خلف: “أطلب الشّروع فوراً في انتخاب رئيس لأن ما يحصل هو انقلاب على النظام وسأخرج كبطل من المجلس لأنني لن أخالف الدستور.”

وأوضح لـ”هنا لبنان”: “مواد الدستور واضحة وتقول إن أي اجتماع للبرلمان يتحول إلى هيئة انتخابية ويصبح ملزمًا بانتخاب رئيس للجمهورية.. هذا ما أشرت إليه وهذا نقاش قانوني يستوجب رد قانوني وليس بالتوتّر وإطلاق كلام لا يجب أن يُقال من نائب”.

ضاهر

وأكد النائب ميشال ضاهر، أن “طريق ضهر البيدر تنهار”، متمنيا “من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يعطي وزير الأشغال العامة علي حميه الاعتمادات اللازمة لصيانتها”.

عدوان

من جهته، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان: “عبثاً نُحاول الحديث بالموازنة إذا لم نؤمّن الاستقرار لوطننا، لذا، يجب حصر قرار الحرب والسلم بالدولة اللبنانية، وحصر التفاوض حول الحدود بالدولة”.

وأضاف: “لا يمكننا أن نربط مصلحة لبنان بأي محور ولا يمكننا أن ننتظر الخارج لإنتخاب رئيس”.

وشدد عدوان على أن “الحكومة لم تقم بأيّ خطوة جدّية باتجاه معالجة موضوع الوجود السوري في لبنان الذي يشكل خطراً على البلد و33 في المئة من الموقوفين في السجون من السوريين”.

بو صعب

وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إنه “من السهل وصف الموازنة بالكارثة والقول إنه ما من أحد يريد السير بها”، وأضاف: “نريد أن نشكر أعضاء لجنة المال على الجهد التي تمّ بذلها ولكن من الصعب الخروج من الشعبوية”.

وأكمل: “لا نعلم من نقوم بخداعه في حال قلنا إن لدينا 0 عجز في الموازنة.. أو إذا كان هذا الكلام رسالة، فلمن هي موجهة؟”.

وأردف: “لجنة المال حاولت قدر المستطاع إجراء إصلاح في الموازنة وفُرِض على المجلس مناقشتها بمختلف العلل ولا صفر عجز فيها. هذه الموازنة لا تلبّي مطالب الاستشفاء والتربية ولا المؤسسات ولا القوى الأمنية ولا العسكريين”.

وختم بو صعب: “على مجلس النواب أن يتحمل مسؤوليته وينتخب رئيس والا فاليفكر بالاستقالة ولنذهب الى انتخابات نيابية مبكرة”.

ورد بري على مداخلة بو صعب التي أبدى فيها خشيته “أن يأتي العام المقبل ونناقش فيها الموازنة في ظل غياب رئيس للجمهورية”، وقال بري: “إن شاء الله لا .. وإن شاء الله في أسرع وقت”.

معوض

وفي مداخلته خلال مناقشة مشروع الموازنة، قال رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض: “الحرب الحالية قادرة بأي لحظة أن تتحوّل إلى حرب شاملة تدمّر كلّ لبنان”، لافتًا إلى أنّ “اللّبناني عاجز عن تقرير مصيره”.

وشدد معوض “لا بدّ من الاتفاق على 3 ثوابت هي أوّلًا أنّ كل لبنان يقف إلى جانب القضية الفلسطينية وثانيًا علينا الاتفاق على آلية القرار وكل آلية خارج الدولة والدستور تأخذ البلد إلى الانقسام وثالثًا التزام الطائف والدستور”.

وتوجه لرئيس حكومة تصريف الأعمال قائلًا: “لا يحق لك تجيير صلاحيات رئيس الحكومة إلى أحد”.

وقال معوض: “نحن في واحد من أكثر البلدان فسادًا إنّما ليس هناك فاسدون وفي بلد فيه إجرام لكن ليس هناك مجرمون والحكومة تقف عاجزة أمام ارتفاع أرقام الاقتصاد غير الشرعي الذي بات يشكّل 50 إلى 60 في المئة”، مضيفا: “هذه الموازنة تشجّع غير الملتزم والاقتصاد الأسود وموازنة التشبيح وتجويع المواطن وضرب القطاع الخاص الشرعي لصالح أبطال التهريب وموازنة ضرب الموظّفين في القطاع العام ومؤسسات الدولة لصالح الزبائنية”.

السعد

بدوره، قال النائب راجي السعد: “موِازنة الـ2024 تدميريّة ولكن وِصلِتْنَا ضُمنْ المِهلة الدُستوريّة. أَمّا الِإنجاِز الوحيد الذي حصل فهو الإِنجاِز الذي قامت به لِجنْة المال والموِازنة لأنه في وقت قياسي حَاولنا أن “نرقّع شِي بيِشْبَه كِلْ شي إِلَّا موِازنة”.

وأضاف: “شُو بَدْنا نرقِّع تا نرقِّع” بموِازنِة كاِرثية، بَلَا رؤية، بَلَا خطة، بَلَا شَفاِفيِّة، ومِنْ دُون أَيّ رقِم صَحِيح ومِن دون أيّ إِصلاح، وكنت اقترحت أن نطرَح الثِقة بحكومِة ترسل هكذا مَشرُوع موِازنِة وكأنّها تِستَهتر بمجلس النوّاب، وباللّبنانيِين.”

حمدان

وبعد انتهاء أكد النائب فراس حمدان لـ”هنا لبنان” أننا “شاركنا في الجلسة نظرًا لأهمية الموضوع الذي يناقش وهو الموازنة”.

وأضاف: “نحن هنا لنمثل قناعتنا وثوابتنا ومصالح الناس وتطبيق الدستور اللبناني”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us