حركة رئاسية.. وقلق من صفقات الغرف المغلقة!
تتجه العين على ما ستحمله الأيام الأولى من شهر شباط مع الإجتماع المرتقب للجنة الخماسية في باريس أو الرياض أو الدوحة ومع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان والمساعي القطرية والسعودية المستجدة لإنضاج الطبخة الرئاسية من بوابة السفارة السعودية.
فيما داخليًا، يستمرّ التحرك البطريركي باتجاه حلحلة الأزمة الرئاسية، إذ ستشهد بكركي خلال الفترة المقبلة سلسلة لقاءات ديبلوماسية لا سيما مع سفراء اللجنة الخماسية الذين استهلوا حراكهم من السفارة السعودية، وبحسب مصادر كنسية مقربة من بكركي لموقع “هنا لبنان” فحراك اللجنة الخماسية خارجياً والذي تمثل كذلك بلقاء سفراء الدول الخمس المعنية في لبنان يشكل نقطة إيجابية لجهة تحريك ملف الإستحقاق الرئاسي، واصفة ذلك بـ “الحركة بركة” ومشيرة إلى أن اللجنة تحاول تبسيط مسألة مواصفات الرئيس من خلال خيار المرشح الثالث، واللجنة تحاول وضع الأمور على بساط البحث وإيجاد الحل المناسب تزامناً مع لحظة حصول أي إتفاق دولي والذي يحتاج إلى رئيس للجمهورية للتوقيع عليه، لكن حتى الساعة لا مؤشر لقرب أو بعد موعد الإتفاق أو اللحظة المؤاتية بعد.
وأشارت المصادر الكنسية إلى أن بكركي لا تزال عند موقفها من عدم الدخول في الأسماء بل سيتم التركيز على المواصفات والتي لا يزال البطريرك الراعي يرددها ويطالب بها في كل عظاته ومواقفه.
صفقة في الغرف المغلقة؟
وأكدت معلومات صحيفة “الجمهورية” من مصادر موثوقة انّه على الرغم من التأكيدات التي عبّر عنها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري والسفير المصري علاء موسى بأنّ الجهد الاساس هو مساعدة اللبنانيين على التوافق فيما بينهم على رئيس للجمهورية، فإن بعض الاطراف سَعَت الى أن تطرق باب السفراء لتلمّس مضامين مهمة اللجنة، وفي ايّ اتجاه ستتحرك في المرحلة المقبلة.
وتابعت المصادر “كان جلياً انّ هذه الاطراف قد ساورها القلق من “صفقة ما” يجري إنضاجها في الغرف المغلقة”، مضيفة ان مبعث القلق لدى هذه الاطراف هو ما بَدا انه تحوّل في موقف وليد جنبلاط وإعلانه عدم ممانعته في انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، حيث رسمَ هؤلاء علامات استفهام حول تَزامن هذا التحوّل في موقف جنبلاط مع مباشرة اللجنة الخماسية التحضير لحراكها المتجدد حول الملف الرئاسي.
وتابعت الصحيفة انه على أن منطق الصفقة لا ينطبق على حراك السفراء في بيروت، وفق معطيات مطّلعين عن كثب على تفاصيل الحراكات، حيث اكد هؤلاء لـ”الجمهورية” أنّ “جوهر ما يقوم به السّفراء، والتحرّك وفق ما سمّوها توجّهات اللجنة الخماسية، الرامية الى توفير فرصة جديدة للبنانيين لانتخاب رئيس من دون ان يكون لها دور في تزكية اي اسم لرئيس الجمهورية. وليس اكثر من ذلك، وبمعنى أوضح فرصة للتوافق، بعيداً عن منطق الفرض والصفقات، كاشفة انّ حركة الموفد القطري في بيروت منذ ايام قليلة تَصبّ في هذا الاتجاه، وقد عقد لقاءات وُصِفت بالايجابية والجيدة على خط ثنائي حركة أمل وحزب الله وآخرين”.
لا أسماء
إلذ ذلك، أعربت أوساط سياسية مطلعة عن إعتقادها أن إجتماع سفراء اللجنة الخماسية أعطى شارة الإنطلاق للملف الرئاسي دون وضع سقف زمني لنتائج الحراك الجديد.
ولفتت لصحيفة “اللواء” إلى أن هذا الإجتماع أكد أهمية إنجاز الإنتخابات الرئاسية وكيفية الدفع في هذا الإتجاه مع التركيز على أن المسألة بيد القيادات اللبنانية، ولذلك كان الإلتزام بالخطوط العريضة التي وضعتها اللجنة الخماسية، نافيةً أن يكون البحث تطرق إلى لائحة تتصل بالأسماء.
وقالت الأوساط إن سفراء هذه اللجنة شددوا على أهمية إستقرار لبنان وأبدوا رغبة في القيام بكل ما يلزم في المحافظة على هذا الإستقرار. وأفادت بأنه ستكون هناك زيارات لهم وقد تكون منفردة أو أن كل سفير قد يعمد إلى زيارة هذه القوى السياسية أو تلك، مع العلم أن العنوان واحد وهو الدعوة إلى إجراء الإنتخابات والتحضير بالتالي للمناخ المسهل لذلك.