بعدما “وضع إصبعه على وجع الجنوب”.. شكوى ضدّ كلّ من “خوّن” البطريرك!
حملة من التخوين والتهويل والاتّهامات، تعرّض لها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد أن عمد إلى نقل رسالة أهالي القرى الجنوبيّة الحدوديّة، الذين يرفضون توريطهم في هول حرب مدمّرة ستقضي على ما تبقى من آمال للعيش في بلد يرزح أساسًا تحت أزمة اقتصاديّة ومعيشيّة خانقة.
إلّا أنّ هذه الحملة لاقت ردود فعل مستهجنة ورافضة لسياسة التخوين التي لطالما يلجأ إليها فريقٌ اعتاد الهجوم الشرس على أيّ شخصية أو خصم سياسي قد يُخالفه في الرأي.
في هذا السياق، تقدّم حزب حركة “التغيير” من خلال محامين، بشكوى جزائية ضدّ كل من تعرّض للبطريرك الراعي ومن خوّنه ونعته بالعمالة واتخذ الحزب صفة الادعاء الشخصي بحق المتورطين وطالب بإنزال العقوبات التي ينص عليها القانون.
رئيس حزب حركة “التغيير” إيلي محفوض وخلال مؤتمر صحافي، تناول فيه الحملة على الراعي، اعتبر أنّ “البطريرك وضع إصبعه على نقطة وجع الجنوب.. الوجع الحقيقي الوجع الوطني، لا سيما لجهة رفع صوته حيال مصادرة قرار الدولة وقرار اللبنانيين”.
من جانبه، أشار رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل عبر منصة “إكس”، إلى أنّ “إسكات أصوات الحق لن ينجح والحقيقة ستبقى ناصعة والأحرار لن يغيّروا مواقفهم”، قائلًا: “نقف إلى جانب سيّد بكركي في مواجهة ثقافة الموت والارتهان”.
كذلك أدانت كتلة “تجدد” في بيان، “الحملة المشينة التي تشن على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعلى الكنيسة”، معتبرة أن “القائمين على هذه الحملة المبرمجة والمحرضين عليها، يساهمون بتقويض أسس العيش المشترك والشراكة بين اللبنانيين، عبر استعمال خطاب التخوين والتعرض للكرامات، متوهمين القدرة على فرض الرأي الواحد على شركائهم في الوطن”.
الكتلة نبّهت “الممانعة التي ترعى هذه الحملة إلى محاذير التعرض للمرجعيات الدينية والوطنية، لا سيما بكركي التي لعبت دورًا محوريًا في تأسيس لبنان الكبير بنظامه الديموقراطي القائم على الحريات، إلى أن هذا الوطن دائماً ما يلفظ مشاريع الغلبة والاستقواء وفائض القوة”، لافتة إلى أن “ما قاله البطريرك الراعي، يعبر عن غالبية لبنانية رافضة للحرب، وللتعدي على سيادة الدولة في قرار السلم و الحرب، ولا تقبل بأن يكون لبنان ساحة لمشروع إقليمي بات عنواناً أينما حل، للدم والفوضى والدمار”، وأكدت “الوقوف إلى جانب بكركي ودورها الجامع الذي لن تنال منه هذه الحملات، فهي تشكل إدانة لمن يشنها ويرعاها”.
أما “الجبهة السياديّة من أجل لبنان”، فقالت إنّ “بكركي والصرح البطريركي والبطريرك الراعي أعلى من أن تطالهم ذبابات وذبذبات جيوش إلكترونية وغير إلكترونية، جيوش بانتصارات وهميّة، فلن نعطيهم شرف الردّ عليهم”.
يشار إلى أنّ البطريرك الراعي كان قد نقل في عظة الأحد، أنّ “أهالي القرى الحدودية عبّروا لنا عن وجعهم لتخلي الدولة عنهم وعن واجباتها تجاههم، فهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم”.
وتابع “أقتبس من رسائلهم قولهم أن لا شأن للبنان واللبنانيين بالحرب، ونعيش ضغوطات الحرب النفسية وتسحق أعصابنا أهوال الغارات وأصوات القذائف، وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليمًا إلّا عن بعد. ويقولون لنا: بإمكانكم أن تتصوروا مدى الفوضى والإخفاق الذي يترتب على هذا الواقع المرير، اسمحوا لنا أن نقولها بالفم الملائن ليس تخليًا عن القضايا الوطنية والعربية، نرفض أن نكون رهائن ودروع بشرية وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة ولثقافة الموت التي لم تجر سوى الانتصارات الوهمية”.
مواضيع ذات صلة :
“القمة الروحية” تعقد وسط جراح الوطن.. دعوة للوحدة ورفض للشرذمة | قمة روحية في بكركي الأربعاء المقبل! | كنعان: “جايين ناخد بركة البطريرك” |