المشهد اليوم: أبعدوا الجيش عن حماية المنظومة وأعيدوه للحدود
ها هي الحكومة تعقد جلساتها مجدداً متجاهلة صرخات العسكريين المتقاعدين، وكعادتها تضع العسكري في واجهة أخيه، فواقع العسكريين في الخدمة الفعلية لا يقل “مأساوية” عن حال من تقاعدوا.
الموازنة أقرّت، لا إصلاح ولا عدالة ضريبية ولا رؤية، مثلها مثل أداء حكومة تصريف الأعمال والتي اكتفى وزراؤها بتصريحات لا تسمن من ولا تغني جوع.
على المقلب الآخر، كان أهالي ضحايا شهداء مرفأ بيروت يعتصمون أمام قصر العدل، ويرفعون الصوت بحرقة بحثاً عن العدالة في دولة يمنع فيها قاضٍ من ممارسة حقّه في إصدار قرار ظنّي، فيلجأ المعطلون إلى”كفّ اليد” كي يبقى المجرم والمتستر والمتواطئ خارج قصف المحاسبة.
وبالعودة إلى السراي، علت صرخات عدّة وثقها مراسل “هنا لبنان”، فتحت القنابل المسيلة للدموع كان المتقاعد يصرخ بالعسكري أمامه “إنت ابني”، و”وجعي وجعك”.
فيما أكّد العسكريون أنّهم ليسوا خصوماً للمتقاعدين بل على العكس يشاركونهم المعاناة ولكنّهم مأمورون.
أما الساخر في كلّ المشهد، فهو تسلّل الوزراء إلى السراي الحكومي بملالات الجيش هرباً من المواطنين، وهذا ما كشفه العميد شامل روكز لـ”هنا لبنان”.
من يراقب وسط بيروت ومحيط السراي، ومن يمر بالقرب من قصر العدل اليوم، يرى الجيش اللبناني قد انتشر بكامل عديده، وكأنّ بيروت تحوّلت فجأة إلى ساحة حرب.
هذا المشهد يدفع إلى سؤال مشروع ألا وهو: هل من مهام الجيش الانتشار في الداخل؟ هل من مهامه حماية أهل السلطة من المواطنين؟ هل العنصر العسكري هو ندّ لشقيقه ولأبيه ولعائلته؟ طبعاً لا..
وبعيداً عن كلّ ذلك، فإنّ مهمة الجيش هي حماية الحدود وخوض الحروب، لا الانتشار عند الحواجز ولا أمام المؤسسات.. ببساطة أعيدوا الجيش إلى حدوده وأخرجوا الأحزاب المسلّحة، وأعطوا المواطن حقوقه وكفى.. إتجاراً بالوطن!
مواضيع ذات صلة :
الكتائب: أي مقترحات حلول لا بد أن تحصر السلاح بيد الجيش اللبناني | الجيش تسلّم الشحنة الأولى من هبة الوقود القطرية الثانية | قيادة الجيش نعت ثلاثة شهداء |