بعد كارثة “الشويفات”.. إليكم عدد المباني المهدّدة بالانهيار في لبنان!
ساعات من الخوف والقلق عاشها اللبنانيون اليوم على وقع مشاهد صادمة لانهيار المبنى السكني المؤلف من 5 طبقات في منطقة صحراء الشويفات، عقب حوالي 10 دقائق من إخلائه، بعد أن شعر السكان بما يُشبه الهزة الأرضية.
هذا المشهد أعاد إلى الواجهة اليوم ملف المباني القديمة والمتهالكة في لبنان، وما تسببه من مخاطر على السلامة العامة في حال سقوطها بشكل مفاجئ، في ظلّ غياب أيّ خطوات فعّالة من قبل الدولة والوزارات المختصة لتفادي حصول هذه الكوارث.
سقوط مبنى من ٥ طوابق في صحراء #الشويفات وفرق الإسعاف عملت على إخلائه pic.twitter.com/iT8Z25eZH6
— هنا لبنان (@thisislebnews) February 11, 2024
فمنذ أكثر من أربعة أشهر، انهار مبنى سكني في منطقة الزاهرية بالقرب من أفران المير، في طرابلس. إلّا أنّ الأضرار التي تسبب بها اقتصرت على الماديات بعد أن كانت البلدية قد عملت على إخلائه من السكان من جراء المخاطر التي تحدق به.
وفي حادثة مأساوية مشابهة أيضًا، قضت ابنة الخمس سنوات تحت أنقاض المبنى الذي انهار في محلة ضهر المغر في القبة – طرابلس، عام 2022، مما أثار موجة غضب عارمة في المدينة المزدحمة بالمباني القديمة والآيلة للسقوط، من دون أيّ تحرّكات جدية تذكر على نطاق واسع للعمل على ترميمها وحماية قاطنيها من الموت المحدق بهم، في حال تحولت بيوتهم إلى أنقاض متراكمة.
أضف إلى ذلك، أنّ مئات المباني القديمة في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في بيروت وطرابلس، ظهرت فيها تشققات جديدة وتزعزعت بشكل كبير، بعد انفجار مرفأ بيروت والهزات الأرضية الارتداديّة التي وصلت إلى لبنان نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا العام الماضي، مما ساهم في زيادة القلق بين المواطنين، بشأن الخطر الذي باتت تشكّله هذه المباني على سلامتهم.
أمّا بالعودة إلى قضية اليوم، والتي نجا منها لبنان من دون سقوط ضحايا أو جرحى، بعد مغادرة القاطنين منازلهم، إثر سماعهم أصوات تُنبىء بسقوط المبنى، وذلك قبل وقوع الكارثة بدقائق.
فيديو جديد للحظة سقوط المبنى في #الشويفات pic.twitter.com/NnZgjDonWu
— هنا لبنان (@thisislebnews) February 11, 2024
حوالي 18 ألف مبنى تضرّر من جراء انفجار المرفأ
من جانبها، أسفت الهيئة اللبنانية للعقارات لارتفاع حالات انهيار المباني في مختلف المناطق، معربة عن قلقها تجاه هذه الظاهرة التي تضاعفت، مذكرة بصرختها منذ سنوات طويلة حول مدى خطورة هذا الأمر.
وذكرت الهيئة أن “هناك أعدادًا من المباني قنابل موقوتة لا يستهان بها، موزعة على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها التي تضررت من جراء انفجار المرفأ، والتي تتراوح ما بين 16 ألف و18 ألف مبنى استنادًا لإحصاءات من مهندسين وفنيين وبعض البلديات”.
وأشارت في بيانها، إلى أنها “في كل مرة تعيد وتناشد مدى خطورة وضع الأبنية وخصوصًا أن 85% من الأبنية في لبنان مشيدة منذ أكثر من 80 سنة، في منطقة تعرضت لحروب وتضررت أبنيتها، بالإضافة إلى وجود لبنان في محور فيلقي معرّض للزلازل، ناهيك عن أن الأبنية معظمها قد شيد قبل العام 2005 أي من دون مراعة لمعايير السلامة العامة والمقاومة للزلازل والكوارث.
إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من الأبنية غابت عنها الصيانة الدورية بسبب قوانين الإيجارات القديمة التي أرهقت جيب المالك القديم ببدلات مجانية أجبرته قسرًا على عدم الاهتمام بها، ناهيك عن غياب دور الدولة والمؤسسات التابعة لها عن القيام بواجبها تجاه المخالفات التي تسبب أضرارًا في البنى التحتية والمجارير والاأهر وتصريف المياه بشكل مسؤول وتقني”.
أكثر من 15 ألف مبنى مهدّد بالانهيار
بدورها، حمّلت نقابة المالكين الدولة والحكومة مسؤولية انهيار مبنى الشويفات وأي انهيارات أخرى، وقالت في بيان: “اليوم سقط مبنى في الشويفات وغدًا ستسقط مبان أخرى، ولن تحرك الدولة ساكنًا لأنها دولة لا تتحمل مسؤولية سلامة مواطنيها. للأسف تحصل حوادث الانهيارات فيطالعنا النواب والوزراء بمواقف شعبوية لا ترقى إلى مستوى تحمل المسؤولية ومعالجة أسباب السقوط، ومنها الإيجارات القديمة التي حولت المباني إلى قنابل موقوتة يمكن أن تسقط في أي لحظة على رؤوس المالكين”.
أضافت: “حذرنا ونحذر من جديد بوجود أكثر من 15 ألف مبنى مهدد بالانهيار، والعدد إلى ارتفاع بمرور الزمن واستهلاك المزيد من المباني القديمة من دون ترميمها، لكن لا أحد يريد أن يسمع”.
نداء عاجل إلى الحكومة
أما رئيس شبكة سلامة المباني المهندس يوسف فوزي عزام، فأطلق نداءً عاجلاً إلى الحكومة، “لإطلاق حال طوارئ عاجلة في ملف سلامة المباني، نظراً لتوالي الأحداث المرتبطة بسلامة المباني، والتي كنا قد حذرنا منها خلال السنوات الماضية”.
وأشار في بيان إلى أنه “على السلطات المحلية وبمؤازرة الوزارات المعنية الشروع في المسوحات الميدانية لتحديد المباني التي تسترعي التدخل السريع في عملية التدعيم الموقت في المرحلة الاولى، حفاظاً على أرواح و سلامة المواطنين”.
كما دعا “تجمع مالكي الأبنية المؤجرة” إلى ضرورة تفعيل القوانين والقيام بالمسح الجِديّ، تفاديًا لوقوع ضحايا ولإيجاد الحوافز، التي ترفع المسؤولية عن المالكين القدامى و”تحميلها لكل من استفاد وشارك في إرهاق حق المالك القديم وتقويض حقه بالتصرف”.
إذًا.. تبقى قضية المباني القديمة المتهالكة بمثابة “قنابل موقوتة” تُهدد حياة اللبنانيّين، الذين يتأرجحون ما بين الأزمات المتزاحمة التي تُرهق يوميّاتهم المعيشية والاقتصاديّة، بانتظار “حلّ بعيد المنال” في بلد اعتاد مسؤولوه تقاذف التهم في حمّى الكوارث، بدلًا من البحث عن خطوات فعالة لتفاديها.
مواضيع ذات صلة :
إنذار باستهداف الشويفات! | قوى الأمن تكشف تفاصيل حادثة الشويفات | غارة إسرائيلية تستهدف منطقة الشويفات! |