المشهد اليوم: إيران تتباهى باغتيال السيادة.. والحريري يعيد الحياة إلى بيروت
بعيد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بيروت، حطّت طائرة الرئيس سعد الحريري الذي أتى إلى لبنان لإحياء الذكرى لـ19 لاغتيال الشهيد رفيق الحريري.
عبد اللهيان، الذي يأتي في وقت يستبيح حزب الله حقّ اللبنانيين في السلم، محوّلاً لبنان إلى ساحة “إيرانية”، قال في كلمته التي جاءت مستفزة للعديد من السياديين”: إيران ستستمر في دعمها القوي للمقاومة وللبنان، ونحن نعتبر أن أمن لبنان من أمن إيران والمنطقة”.
وتابع:” تل أبيب لن تحقق أياً من أهدافها المعلنة. وما نشهده اليوم تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى وقوة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، وإن قادة المقاومة في فلسطين ولبنان، سواء في المجال الميداني والعملي وأيضاً في المجال السياسي، قاموا بعملهم بكل بصيرة ودراية”.
وفي تعليق على هذه العبارة، كتب مسؤول جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان، عبر حسابه “إكس”: (أمن لبنان من أمن إيران) معادلة خطيرة ضد مصلحة لبنان واستقراره وسلامة شعبه وأراضيه”.
واعتبر أنّ “سكوت الحكومة اللبنانية خيانة، يعني أنها سلمت قرار الدولة الاستراتيجي إلى دولة أجنبية”.
وأكّد أنّ “مواجهتنا مستمرة ولبنان لن يكون في محور إيران… نموذج أمن غزة من أمن إيران أمامنا فلا تعيدوا التجربة”.
بدوره، اعتبر رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد، عبر حسابه “إكس” أنّ”«زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت مثل زيارة المالك لملكه، يتصرّف بثقة، يصرّح فور وصوله إلى المطار قبل لقائه أي مسؤول لبناني، يبلّغ وجهة نظر بلاده من بيروت التي يعتبرها صندوق بريد سياسته»، وأضاف: «يستند كلامه على حضور إيران في الجنوب على حدود إسرائيل بطول 130 كيلومتراً، سائلاً هذا ليس احتلالاً؟ كيف يكون؟”.
في حين كتب النائب أشرف ريفي على حسابه عبر منصة “اكس”: “أمن لبنان ليس من أمن إيران ولبنان لن يكون ساحة لنفوذها، فيما اللبنانيون يدفعون الثمن”.
وقال لِـ عبداللهيان: “أنتم لا تعترفون بلبنان كدولة، وحلم السيطرة عليه برئاسته وحكومته ومؤسساته آيل للسقوط”.
وأضاف، “المطلوب شيء من الحكمة يا حكام طهران”.
وتابع ريفي، “لبنان وطن تعددي يرفض أغلب مواطنيه مشروعكم التدميري”.
في سياق هذه الفوضى، أعاد الحريري الحياة إلى بيروت، مع تمنيات عدّة بعودته إلى الحياة السياسية، واللافت أنّ هذه التمنيات اجتمع عليها الحلفاء والخصوم.
وكان الحريري قد استهل حراكه، بزيارة إلى السراي الحكومي للقاء الرئيس نجيب ميقاتي.
علماً أنّه لم يزر السراي لا السنة الفائتة ولا التي سبقتها، أي منذ عزوفه عن العمل السياسي، ما وضع هذه الخطوة في سياق رسالة للأفرقاء تؤكد على اقتراب العودة.
ومن الأمور اللافتة أيضاً هو تصريح ميقاتي والذي قال فيه: “السراي بيته وهو من يستقبلنا ولسنا نحن من يستقبله”.
وبعد اللقاء أصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بياناً جاء فيه: “رحّب ميقاتي بالحريري، وتمنى أن تكون ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الأخطار المحدقة بلبنان”.
وفيما تشير المعلومات إلى أنّ زيارة الحريري لن تتعدّى الأسبوع، هناك معطيات تتحدث عن عودة رئيس الحكومة عن عزوفه.
مصادر الحريري التي تتبنّى هذه المعطيات كـ”تمنيات” لا تستطيع الجزم بها، فالقرار هو بيد الحريري وحده وهو فقط من يعلنه، فهل يكون 14 شباط 2024 تاريخاً للعودة؟
مواضيع ذات صلة :
الحريري: تأتي الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال هذه السنة موجعة | الحريري ولافروف يبحثان الأوضاع في لبنان وتطبيق القرار 1701 | الحريري شكر الإمارات والسعودية على مساعدة لبنان |