“حالة من الابتهاج”.. هل تكتمل فرحة عودة الحريري؟
حالة من الابتهاج رافقت بعض السياسيين عقب وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى بيروت مساء الأحد. فكما كانَ مُنتظراً، وصلَ الحريري لإحياء الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري، في زيارة تستمر نحو أسبوع. توقيت الزيارة، جعل التمنيات تطغى عليها، في وقت تمرّ المنطقة منذ 7 تشرين الأول بتحوّلات كبيرة يراهن عليها جمهور الحريري علّها تعيده مجدّداً إلى الحياة السياسية.
وفي غضون ذلك، استمرت الاستعدادات والتحضيرات على الصعيد الشعبي في الشارع السّني، فجابت المسيرات شوارع العاصمة منذ مساء الأحد، رافعة أعلام “تيار المستقبل” تحت شعار “تعوا ننزل ليرجع”، وانتشرت الصور واللافتات الداعية إلى حشد جماهيري يواكب زيارته الضريح في ذكرى 14 شباط.
خرقَ وصول الحريري الرتابة السياسية حيث وصف النائب السابق عاصم عراجي في حديث لجريدة “الأنباء الإلكترونية” عودة الحريري إلى بيروت هذه السنة بأنها مختلفة عن السنة الماضية، لا بل أفضل منها بكثير، حتى لو أنها مخصصة لقراءة الفاتحة على ضريح والده، متوقعاً أن يعقد في بيت الوسط اجتماعات عدّة مع قيادات سياسية وأخرى لكوادر المستقبل.
وعن احتمال عودة الحريري إلى العمل السياسي، رأى عراجي أن هذا الأمر يتعلّق به وبانتفاء الأسباب التي جعلته يعلّق عمله السياسي، وهذا برأيه سيتم على مراحل وليس دفعة واحدة، خصوصاً وأن الطائفة السنية كانت تشعر بالفراغ في غيابه خصوصاً وأن أحداً لم يستطع ملء الساحة السنية من بعده، لا بل أن الطائفة السنية أصيبت بنوع من الضعف والتراجع بغيابه.
وتوقع عراجي عودته إلى العمل السياسي نظراً الى علاقته الجيدة مع الدول العربية وخصوصاً الخليجية، لأن لبنان برأيه لن يعود إلا بنفَس عربي. كل هذه الأمور ساهمت بتنامي العاطفة تجاه الحريري وهذا الأمر قد يتجسد بالمشاركة الكثيفة في ذكرى الاستشهاد يوم غد.
بدوره رأى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج في حديث لـmtv، أن “فريق الممانعة يرحّب برئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اليوم لأنه يريده غطاءً لخطفه الدولة ولا نعتقد أنّه في وارد القيام بذلك وأحد أسباب اعتزاله كانت هذه الجهة المعطّلة”.
كما انشغلت الصحف اللبنانية بعودة الحريري وكان العنوان الأبرز في شتى المقالات حيث كتبت “النهار”: وسط تصاعد الاستعدادات لحشد كبير ينتظر أن يحيي مناسبة 14 شباط غداً عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في وسط بيروت، فتح “بيت الوسط” أمس أمام توافد الشخصيات البيروتية بشكل خاص وكذلك كوادر “تيار المستقبل” بحيث شكل اليوم الأول غداة عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت مؤشرا اوليا لايام يتوقع ان يغص بها بيت الوسط بمعالم الحركة الضاغطة لمناشدته العزوف عن قرار تعليق العمل السياسي واطلاق الرسائل في كل الاتجاهات في شأن ثبات القوة التمثيلية للحريرية على رغم كل ما نالها من استهدافات. ولعل المشهد المتوقع اليوم، في ثاني أيام استعادة بيت الوسط حيويته، مع توافد عدد وافر من السفراء وممثلي البعثات الغربيين والعرب للقاء الحريري، سيحمل بدوره دلالات بارزة الى المكانة التي لا يزال الوسط الديبلوماسي الخارجي يعيرها للحريري والحريرية في وقت بات الديبلوماسيون خبراء في معاينة أسباب الخلل الداخلي الذي يلعب دورا حاسما في الازمات الداخلية ولا سيما منها الأزمة الرئاسية. وتبعاً لهذا الواقع تصدر حراك الحريري المشهد السياسي.
ووفق معلومات “النهار” فإن الرئيس الحريري لن يكون له أي كلام علني أو موقف قبل موعد إحياء ذكرى 14شباط غدا الأربعاء. واعلن المبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان امس ان نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سلم الحريري دعوة لزيارة روسيا خلال لقاء جمعه فيه أخيرا وسيتم تحديد موعد الزيارة في الوقت المناسب.
وذكرت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أنّ إطلالة الحريري أمام ضريح والده غداً لن تتضمن “كلاماً سياسياً، وأنّ شيئاً جوهرياً لم يتغيّر” منذ إعلانه عام 2022 عزوفه عن ممارسة العمل السياسي. غير أنّ اللافت في ظهور الحريري أمس هو التبدل اللافت في ملامحه، أو ما يصطلح على تسميته “نيو لوك”.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن اتخاذ الرئيس سعد الحريري أي قرار يخالف رغبته السابقة بشأن تعليق العمل السياسي ليس متوقعا، على أن موقفه المنتظر في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري يعطي تلميحات حول المرحلة الراهنة والمقبلة، مشيرة إلى أن لقاءات الحريري مع عدد من القيادات من شأنها أن لا تكشف شيئا عن توجهه لأن ذلك يتم في خطاب ١٤ شباط. ولكن هل من تواصل مرتقب مع التيار الوطني الحر، فإن المصادر تعتبر أن لا شيء واضحا بعد.
وذكرت “البناء” أن الحريري سيتوجّه غداً الى ضريح والده في وسط بيروت ويقرأ الفاتحة ويضع إكليلاً من الزهر، ويرافقه الرئيس ميقاتي ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان. كما سيزور الرئيس بري في عين التينة قبل ظهر اليوم وفق معلومات “البناء”.
وأشارت أوساط في تيار المستقبل لـ”البناء” الى أن عودة الرئيس الحريري الى بيروت طبيعية مع حلول ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، كما كل عام، وليست مرتبطة بالضرورة بهدف سياسي. ولفتت الأوساط إلى أن الحريري سيبقى لبعض الوقت في لبنان ليكون مع أهله ومحبيه من جميع اللبنانيين، لكن الخطوة المقبلة هي ملك الحريري أكان البقاء في لبنان أم ممارسة أي نشاط سياسي. لكن الأوساط تشير الى أن الحريري سيغادر بعد أيام ولا موعد محدداً لعودته الى لبنان. وأوضحت أن عودة الحريري الى الحياة السياسية لم تُحسم.
مواضيع ذات صلة :
الحريري: تأتي الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال هذه السنة موجعة | الحريري ولافروف يبحثان الأوضاع في لبنان وتطبيق القرار 1701 | الحريري شكر الإمارات والسعودية على مساعدة لبنان |