لهذه الأسباب عودة الحريري “معلّقة”.. وهذا موعد مغادرته لبنان!
لم يحقّق الرئيس سعد الحريري تمنيات محبيه، فالعودة ليست قريبة، ومع أنّ الزخم الشعبي والحضور الكبير في ذكرى 14 شباط كانت له دلالاته لجهة التأكيد على أنّ الحريري هو الأوسع شعبية سنياً إلا أنّ ذلك لا يبدو كافياً للعودة عن قرار العزوف.
مما لا شكّ فيه أنّ هذه الزيارة كانت مختلفة وحملت الرسائل، وبالتالي يمكن وضعها في سياق التمهيد لمرحلة العودة والإشارة إلى الظروف التي يجب أن تتوفّر قبلها.
وكان الحريري قد خرج لأول مرّة للإعلام منذ عزوفه عبر قناة “الحدث”، حيث أكّد أنّ قرار عودته عن انسحابه من الحياة السياسية سابق لآوانه.
وأوضح أنّ “الشهيد رفيق الحريري كان مشروع دولة ووسطيا، والذين اغتالوه سيدفعون الثمن”
وشدّد الحريري على أنّ :التطرف لا يعود بأيّ شيء الشيء الذي يأتي بالنعم هو الاعتدال والوسطية”، خاتماً بالقول: “نحن جربنا كل شيء في تاريخنا وربما آن الأوان لأن نجرب السلام فيما بيننا كدول عربية”.
وكانت مصادر قريبة من تيار “المستقبل” قد كشفت لـ”الجريدة” أن دبلوماسيين أجانب وشخصيات دينية، دعوا الحريري إلى العودة.
ووفق هذه المصادر، فإن مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان طلب من الحريري البقاء في بيروت واستئناف نشاطه السياسي، كذلك نقلت مصادر بيت الوسط أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون وجهت إلى الحريري رسالة تحمل المضمون نفسه، وهي التي وصفت لقاءها معه بـ الممتاز.
إلى ذلك أشار معنيون بالملف السياسي اللبناني إلى أنّ إحياء النشاط السياسي للحريري سيأتي انطلاقاً من تسوية إقليمية ودولية مقبلة على المنطقة من ضمنها لبنان.
فيما أكّدت مصادر بيت الوسط لـ”الجريدة” إنّ الحريري لن يتخذ قراراً بالعودة عن تعليق عمله السياسي إلا إذا برزت مؤشرات إقليمية وداخلية ضمن سياق واضح لوضع خطة قابلة للتطبيق.
في المقابل، يرى متابعون للحراك “الحريري” أنّ عودة الأخير مؤجلة حتى انتخابات العام 2026، بانتظار نضوج التسوية وحلحلة الملفات العالقة داخلياً وخارجياً، فرئيس الحكومة السابق وفق من حاورهم لن يعود إلّا بغطاء عربي ودولي، وبتسونامي شعبي يشبه ذلك الذي حظي به في الانتخابات النيابية التي تلت اغتيال الحريري في 14 شباط 2005.
إذاً، عودة الحريري بلا موعد، وبروفا “14 شباط 2024″، لم تنهِ العزوف السياسي وإنّما وضعته في خانة “النقاش”.
مواضيع ذات صلة :
الحريري: تأتي الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال هذه السنة موجعة | الحريري ولافروف يبحثان الأوضاع في لبنان وتطبيق القرار 1701 | الحريري شكر الإمارات والسعودية على مساعدة لبنان |