على الرغم من الحملة الممنهجة ضدّه.. الراعي يرفع الصوت مجدداً: لنصنع السلام
بالرغم من كل حملات التخوين والشيطنة، لا يزال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يحمل لواء السلام، وخلال القداس الالهي في بكركي على نية كاريتاس لمناسبة بدء حملة التبرعات التي اطلقتها لمناسبة الصوم، قال الراعي إنّ “تطور الاسلحة حمّل الشعوب على حملها فالحرب تولد الحرب وتخلف الدمار وتشريد المواطنين على الطرقات وقد علمنا الرب أن نستبدل شريعة العين بالعين والسن بالسن بشريعة المحبة”.
وشدد على ان “البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطورة انما البطولة في العقل وتجنب الحرب وصنع السلام”.
واعتبر الراعي انه “فليضع الجميع هدف بناء الوحدة الوطنية بسبل جديدة وبخاصة بالولاء لوطننا النهائي لبنان، ولنصلي الى الله ليمنحنا نعمة البطولة بتفضيل السلام على الحرب والوحدة على التفكك”.
وكان البطرك قد تعرّض لحملة شعواء من قبل جمهور الممانعة، لوصفه “الانتصارات”، بالـ”وهمية”، وفي حينها قال: “يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون ان لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: “نعيش ضغوطات الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارا ت اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليما مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون:”بإمكانكم أن تتصّوروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولادنا.
وتابع، “يضيفون: اسمحوا لي ن اقولها بالفم الملآن – ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية ، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي – أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروع بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، و لثقافة المو ت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية، إنّنا نسمعهم وقلبنا ينزف دمًا. ونعمل كلّ ما بوسعنا لمساعدتهم بشتى الوسائل بالتعاون مع ذوي الإرادات الحسنة”.
وكلام البطرك هو ترجمة للواقع، فأزمة النزوح في جنوب لبنان تزداد سوءا؛ بسبب ارتفاع عدد النازحين جراء القصف الإسرائيلي، وذلك وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.”.
ووفق الوكالة، بات عدد من القرى المتاخمة شبه خال من السكان، فيما ألحق القصف أضراراً جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية وبخاصة شبكتا الكهرباء والمياه.
إلى ذلك يقدّر حجم الخسائر في الجنوب بنحو مليار و 200 مليون دولار.
فيما كشف الخبير الإحصائي في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أن “عدد النازحين من الحدود الجنوبية وصل إلى نحو 85 ألف نازح, من 45 بلدة مختلفة. و80% من النازحين لجأوا الى أقاربهم وأصدقائهم في مناطق أخرى في الجنوب، فيما 15% من النازحين كان لديهم منازل أخرى في مناطق بعيدة،و3% من النازحين استأجروا شققاَ سكنية”.
ووفق شمس الدين فإنّ 2% من النازحين باتوا بلا مأوى ولجؤا إلى مراكز الإيواء.
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |