الصراع في جنوب لبنان: الحزب يبحث عن “الجزرة”.. وأعداد النازحين تفضح الواقع!
هدوء حذر يسيطر على جنوب لبنان، خرقه ليلاً الطيران الإسرائيلي الذي حلّق وفق معلومات صحفية في أجواء المنحدرات الغربية لجبل الشيخ المطلة على منطقة راشيا الوادي والبقاع الغربي واقليم التفاح.
إلى ذلك تبقى احتمالات الحرب مفتوحة، إذ نشرت صحيفة ”لاكروا” الفرنسية تقريراً تحدثت فيه عن تصاعد العنف في جنوب لبنان نتيجة الحرب الدائرة بين حزب الله واسرائيل، وسط مخاوف من تصاعد وتيرة الاشتباك.
وتحدثت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته “عربي21″، عمّا حدث في النبطية، مبينة “أن هذه تعد أثقل حصيلة للقتلى المدنيين خلال أربعة أشهر؛ حيث قُتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين وجرح العديد من المدنيين يوم الأربعاء وحده، من بينهم سبعة أفراد من عائلة واحدة بغارة بطائرة بدون طيار استهدفت شقتهم”.
وأكّد المصدر نفسه على أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701؛ لأن لبنان في حاجة ماسّة إلى الضمانات لمنع اسرائيل من استمرارها في خرق أجوائه براً وبحراً وجواً، وقال إن استقراء الوضع في الجنوب وما سيؤول إليه، لا يمكن عزله عن الجهود الرامية لوقف العمليات العسكرية في غزة.
الحزب يبحث عن “الجزرة”
في المقابل، نقلت “الشرق الأوسط”، عن مصدر في المعارضة اللبنانية تأكيده بأنّ “لبنان بات رهينة الوضع الميداني في غزة وشبيهه في جنوب لبنان، حيث لا قدرة للحكومة بأن تقول كلمتها ما لم تكن على تناغم مع الحزب الذي يتصرف وكأنه وحده مَن يملك قرار السِّلم والحرب، خصوصاً من مسؤولي الحزب على كل المستويات الذين يقفلون الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701 وتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ما لم تُوقف إسرائيل الحرب على غزة”.
وقال المصدر إن دعم المعارضة للقضية الفلسطينية لا يعني إقحام لبنان في حرب دون العودة إلى الحكومة التي يُفترض أن تمسك وحدها بقرار السلم والحرب.
فيما يبقى السؤال إن كان سيتمكن الوسيط الأميركي من توفير الضمانات للبنان بعدم لجوء إسرائيل إلى توسعة الحرب؟
في هذا السياق أشارت “الراي” إلى أنّ مواقف الموفد الأميركي إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لم تعكس ما يؤشر إلى نضوج مساعي خفْض التصعيد والحؤول دون انزلاقه الى صِدامٍ كبير، وإن كان ما أعلنه قدّم صورةً أكثر وضوحاً، ولو “مشفَّرة”، حيال بعض التعقيدات التي تتحكّم بمهمّته الشائكة والمنضبطة تحت سقف قرار حاسم من واشنطن بمنْع حربٍ كبيرة على لبنان.
ورغم أنّ هوكشتاين أكّد المضي بالحوار، غير أنّ ما صرّح به لم يؤشّر إلى اقترابِ إيجاد أرضية مشتركة، بدليل أنه لم يزر بيروت بعد محطته الأخيرة في إسرائيل من دون أن يُعرف متى سيعود إلى العاصمة اللبنانية.
وثمة انطباعٌ لدى الأوساط السياسية بأن ما يَجري في الجنوب وما قد يحصل لاحقاً، هو أقرب الى “تفاوض بالنار” بين حزب الله وإسرائيل لتحصين المواقع وتحسين الشروط في أي تفاهُم مقبل.
النازحون هم ضحية الحرب
إلى ذلك أفادت “النهار” عن ارتفاع أعداد النازحين من القرى والبلدات الحدودية الى نحو 90 ألفاً موزعين بشكل أساسي على أقضية صور والنبطية وصيدا.
ووفق الصحيفة فإنّ أعداد النازحين في شهر تشرين الأول الماضي كانت تلامس الـ15 ألفاً ارتفعت في شهر تشرين الثاني الى 26 ألفاً، وسجّلت في كانون الأول نحو 70 ألفاً واستقرت مطلع العام على 86 ألفاً لتلامس حالياً الـ90 ألفاً.
وبحسب أرقام “منظمة الهجرة العالمية”، فقد سجّل نزوح نحو 86000 شخص من المناطق التي تُصنّف ساخنة إلى مناطق أكثر أماناً، والمناطق الساخنة هي تلك البلدات الملاصقة للحدود وهي من الغرب: الناقورة، وعلما الشعب، والضهيرة، ويارين، والبستان، وأم التوت، ومروحين في القطاع الغربي. وفي القطاع الأوسط هي رامية، و عيتا الشعب، ورميش، وعين إبل، ويارون، ومارون الراس، وعيترون، وبليدا، وميس الجبل، وحولا، ومركبا، والعديسة، وكفركلا، وبقيّة قرى القطاع الشرقي من الخيام وصولاً الى كفرشوبا مروراً بالوزاني، والعباسية وحلتا، والفرديس وغيرها.
ويتوزع النازحون حالياً بشكل أساسي على أقضية صور والنبطية وصيدا وفق الآتي: صور 25601، والنبطية 23581، وصيدا 13086. أما في جبل لبنان فمعظم النازحين في بعبدا حيث ناهز عددهم الـ8000، وفي عاليه 4700، الشوف 2080، والمتن نحو 1000، وجبيل 3700، فيما نزح الى بيروت قرابة 6500 شخص.
وتوزع الباقون على البقاع الغربي وبعلبك والهرمل وكذلك على القرى في قضاء بنت جبيل البعيدة عن خط المواجهة، ووصل بعض النازحين الى طرابلس وكذلك البترون.
مواضيع ذات صلة :
هوكشتاين ينفي الحصول على ضوء أخضر إسرائيلي: “ليس دقيقًا” | الاتصال مقطوع مع هوكشتاين | تقدم كبير نحو اتفاق وقف النار.. ماذا في التفاصيل؟ |