الحريري “غادر”.. فمتى يأتي “الوقت الحلو”؟
بعد قرابة الأسبوع على عودته للمشاركة في الذكرى الـ19 لاغتيال والده، الشهيد رفيق الحريري، غادر الرئيس سعد الحريري يوم أمس لبنان، دون أن تنفع كل الدعوات التي طالبته بالرجوع عن قرار اعتكافه في دفعه إلى العودة للساحة السياسية اللبنانية.
الحريري الذي ربط عودته بالوقت الحلو، استقل طائرته متوجهاً إلى أبو ظبي، وفق بيان وزعه مكتبه الإعلامي وجاء فيه: “الحريري غادر بيروت، وتوجه بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الأوفياء الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت، للمشاركة في إحياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه”.
ودعا الحريري في البيان الجميع وخاصة أهل الوفاء للحفاظ على البلد، مؤكداً أنه “كما كنا سويا سنبقى وسأكون إلى جانبكم أينما كنت”.
إلى ذلك كان الحريري قد أشار في مقابلة أجراها مع “العربية – الحدث” إلى أنّ “الوقت الحلو” الذي قصده لم يأتِ بعد، وإنّه لا يزال على قراره بتعليق العمل السياسي، بانتظار “لحظة مناسبة” لم تأتِ بعد.
وفي المقابلة نفسها توقف الحريري عند جريمة اغتيال والده، مشيراً إلى أنّ القتلة قد قُتل بعضهم في سوريا، واستشهد بالحديث: “بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين”.
في السياق نفسه، أكّدت ذكرى 14 شباط أنّ شعبية الحريري ما زالت على زخمها، وأنّ الحريرية السياسية لم تنتهِ، فالمناخ السنّي ما زال يعتبر سعد الحريري الممثل الأوّل له ويتعطش لعودته للساحة السياسية.
الحريري عائد
في المقابل، تشير الأوساط إلى أنّ زيارة الحريري وما رافقها من لقاءات وحوار، تؤكد على عودته، وفيما لم يتم تحديد موعد العودة إلاّ أنّ المعطيات تشير إلى انتخابات 2026.
والحريري الذي غادر تحت وعد “اللقاء”، كان قد أبدى مرونة في الرجوع عن الاعتكاف، أما الوقت الحلو فهو مرتبط بالتسوية التي ستذهب إليها المنطقة، وهذا ما أشار إليه الحريري نفسه عندما تحدث عن الحوار الإيراني – السعودي والذي سينعكس حتماً على لبنان وعلى الملف اللبناني.
في السياق نفسه، تأتي المبادرتان الأميركية والفرنسية لمنع انزلاق لبنان لأيّ حرب ولحلحلة الملف الرئاسي، وسط حراك للموفدين شهدته الساحة اللبنانية في وقت أسبق.
إلى ذلك فإنّ عودة الحريري لن تكون دون مناخ متكامل، يشمل رئيساً للبلاد، ومجلس نواب قادر على إخراج لبنان من أزمته، وحلّ لمشكلة السلاح والذي يبدأ أولاً بتطبيق القرار الـ1701.
فهل بات الانفراج اللبناني قريباً؟
كل المعطيات تؤشر إلى أنّ لبنان في مرحلة حرجة، غير أنّ التحركات الخارجية تجاه المستجدات المحلية تعطي أملاً بأنّ النهوض من هذه الأزمات لم يعد بعيداً.
مواضيع ذات صلة :
14 شباط 2005.. منعطف شعبي بين مد وجزر | 14 شباط 2024.. هل تنهض الحريرية من سباتها؟ | الحريري من السراي: “منشوفكم بـ 14 شباط” |