الحريري إلى موسكو قريبًا.. هل هي زيارة استثنائية؟
خلال أسبوع “مكثّف” من اللقاءات والرسائل السياسية، تلقّى الرئيس سعد الحريري دعوة من نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، لزيارة روسيا، سلّمه اياها المبعوث الخاص للحريري إلى روسيا جورج شعبان.
هذه الدعوة ربطها البعض بزيارات لسياسيين لبنانيين إلى موسكو كمبادرة روسية تسعى لتقريب وجهات نظر القوى السياسية اللبنانية، إلا أن المبعوث الخاص للحريري كان قد أكّد “روسيا تعمل دائماً في سبيل استقرار وسيادة لبنان واستقلاله، وهي تتواصل مع كل الأطراف في لبنان”.
كما أكّد أنّ الاتصالات بين القيادة الروسية والحريري لم تنقطع، خلال فترة اعتكافه العمل السياسي خلال السنتين الأخيرتين.
وهذا السياق، أوردت صحيفة “نداء الوطن” أن بوغدانوف كان يحرص خلال زياراته للخليج، على الالتقاء بالحريري في مقرّ إقامته، بعيداً من الإعلام. وحين يزور رئيس “تيار المستقبل” موسكو، حتى لو لم يكن يحمل صفة رئيس حكومة، يستقبله الرئيس فلاديمير بوتين. وهذا يُعتبر استثناءً، لأنّ بوتين لا يستقبل إلّا رؤساء جمهوريات وحكومات وفي حالات نادرة جداً وزراء خارجية، لكنّه يستقبل الحريري كرئيس حكومة أسبق تكريماً لوالده الراحل.
إنطلاقاً من العلاقة الجيدة التي تربط القيادة الروسية بالرئيس رفيق الحريري والتي استُكملت مع نجله سعد، يرى البعض أنّ الحريري ومن خلال مستشاره ومبعوثه إلى روسيا، قد يكون اتفق مع الجانب الروسي على توقيت الدعوة أو تظهيرها، لإضافة زخم على مشهدية عودته الأخيرة للبنان.
في المقابل، توضح المصادر لصحيفة “نداء الوطن”، أنّ الدعوة الروسية، تأتي في سياقها الطبيعي وليست حدثاً استثنائياً، فأبواب روسيا مفتوحة دائماً أمام الحريري، والروس يرحّبون به ويدعونه إلى زيارة بلادهم في أي وقت، وأنّ الزيارة قد تحصل قريباً، لكن ليس قبل نيسان.
وجرى ضخ أجواء بأنّ الحريري تلقّى نصيحة روسية بالعودة إلى لبنان. إلّا أنّ مصادر على صلة بالقيادة الروسية، اوضحت أنّ روسيا قد تكون مشجّعة لذلك، إلّا أنّ هناك دوافع رئيسية عدة لعودة الحريري الأخيرة “الموقتة” ولا يُعتبر الدافع الروسي من بينها، وفي مقدّمها “غض طرف سعودي”. وفي توصيفٍ لشكل زيارة الحريري الأخيرة للبنان ومضمونها، قال أحد الديبلوماسيين الروس: “إنّ السعودية أطفأت الضوء الأحمر في وجه الحريري لكنّها لم تضئ الأخضر بعد”.
وفي هذا الإطار، رأى مصدر سياسي لبناني عبر “هنا لبنان” أنّ عدم وجود السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في بيروت في الفترة التي زار فيها الرئيس الحريري لبنان لمدّة أسبوع ليس صدفةً أبداً، بل يتضمّن رسالةً واضحة.
توقيت العودة
إلى ذلك، تشير الأوساط إلى أنّ زيارة الحريري وما رافقها من لقاءات وحوار، تؤكد على عودته، وفيما لم يتم تحديد موعد العودة إلاّ أنّ المعطيات تشير إلى انتخابات 2026.
والحريري الذي غادر تحت وعد “اللقاء”، كان قد أبدى مرونة في الرجوع عن الاعتكاف، أما الوقت الحلو فهو مرتبط بالتسوية التي ستذهب إليها المنطقة، وهذا ما أشار إليه الحريري نفسه عندما تحدث عن الحوار الإيراني – السعودي والذي سينعكس حتماً على لبنان وعلى الملف اللبناني.
مواضيع ذات صلة :
بعد قرار بايدن.. أوكرانيا تنفذ أول هجوم بصواريخ “أتاكمز” | بوتين يُحدّث “العقيدة النووية”.. محاولة روسيّة لرسم “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها | روسيا تدخل المشهد بقوة… |