“نيران صديقة” على “وحدة الساحات”.. “التيار” يرفع السقف بوجه “الحزب” ويُثبّت “استدارته”
لم تمرّ المواقف التي أطلقها كلّ من الرئيس السابق ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل بشكل عابر على الساحة السياسية اللبنانية، بل شدّ التطور اللافت أنظار المتابعين لتدهور تفاهم “مار مخايل”، بعد تصعيد “التيار الوطني الحر” موقفه الرافض لـ “وحدة الساحات”، التي تعرّضت لـ “نيران صديقة”.
عون يستكمل الشقاق مع “الحزب”
في هذا الإطار، لفتت “الشرق الأوسط” إلى أنّ عون استكمل الشقاق مع “حزب الله”، وذلك بانتقاده لفتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامنًا مع غزة، بالقول: “إننا لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة”، وانضم بذلك إلى قوى مسيحية أخرى تدعو إلى تحييد لبنان وعدم انخراطه في الحرب، وكان آخرهم حزب “الكتائب اللبنانية”، الذي رأى أن “الرادع لكل اعتداء لا يناط بميليشيا تخطف دور الدولة، بل هو من مسؤولية مؤسسات شرعية تعمل بحسب الدستور والقوانين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ العلاقة بين “التيار” و”الحزب” توترت أخيرًا، على خلفية الانقسام حول الملف الرئاسي ودعم الحزب لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية، كما ازدادت توترًا إثر مشاركة وزراء الحزب في جلسات حكومية أثمرت تعيينات، وكان آخرها تعيين رئيس أركان للجيش اللبناني، فضلًا عن مشاركة نواب الحزب في جلسة التمديد لقائد الجيش في البرلمان.
“التيار” رفع السقف بوجه “وحدة الساحات”
من ناحيتها، ألقت “النهار” الضوء على “ما يمكن وصفه بتطور سياسي “طارئ” ولو أنه لا يشكل مفاجأة كبيرة، وتمثل في تثبيت استدارة “التيار الوطني الحر” على تحالفه مع “حزب الله”، من خلال رفعه سقف الاعتراض على معادلة “وحدة الساحات” التي أعلنها حليفه السابق وشريكه في تفاهم مار مخايل، تبريرًا لإطلاق المواجهات الميدانية مع إسرائيل دعمًا لحركة “حماس” في حرب غزة.
وأضافت “النهار”، أنّه “بعد نحو خمسة أشهر من بدء المواجهات الميدانية بدت “الاستفاقة” المتدرجة لمواقف أطلقها تباعًا على مدى اليومين الأخيرين كل من الرئيس السابق ميشال عون ثم صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بمثابة الرسالة الاعتراضية الأكثر “تحديثًا” وتصليبًا ضد تسبب “حزب الله” بحرب إسرائيلية على لبنان، ولو أن الأسباب الجوهرية الحقيقية لهذا التطور لا تبعد عن تطورات التراجعات في علاقة الفريقين الحليفين سابقًا. ولكن نبرة باسيل وأسلوب تمريره للرسالة جاءا أقل “جفافًا” من نبرة عون الذي مهد لـ “تصليب” الاستدارة على حليفه، الأمر الذي يعزز الظن بأن الفريق العوني يصفي جانبًا من حسابات متراكمة مع “حزب الله” الذي خذله في الكثير من الحسابات الرئاسية والحكومية وسواها. ولذا قرن كل من عون وباسيل الموقف الاعتراضي من “وحدة الساحات” بالاقتراب أيضًا، وبقوة، من نبرة وموقف القوى المعارضة المتمسكة بالمطالبة بجلسات انتخاب مفتوحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية ولو أن “التيار” تمايز عن المعارضة باتخاذ موقف مرن من التشاور أو الحوار مقتربًا بذلك بعض الشيء من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
انعطافة في “التفاهم”
بدورها، أشارت “نداء الوطن” إلى “الخطوة غير المسبوقة، التي تمثلت في انتقاد “التيار الوطني الحر” المواجهات على الحدود الجنوبية التي باشرها “حزب الله” في 8 تشرين الثاني الماضي”.
وكشفت الصحيفة أنّ المراقبين وصفوا هذا التطور في موقف حليف “الحزب” بمثابة انعطافة في “التفاهم” المبرم بين الجانبين في 6 شباط 2006. إذ يمثل موقف “التيار” نقيضًا لموقف “حزب الله” الذي لا يزال يعلن، أنه فتح جبهة الجنوب لمؤازرة حركة “حماس” في حرب غزة. وربط “الحزب” انتهاء المواجهات على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية بانتهاء حرب غزة.
“نيران صديقة” على “وحدة الساحات”
أمّا “اللواء”، فأشارت إلى أنّه مع البرودة النسبية في مواجهات الجنوب والتي تتعرض “لنار صديقة” بين وقت وآخر من قبل التيار الوطني الحر، الذي يعارض استراتيجية ربط الصراع على خلفية ما يجري في غزة، لاحظت أوساط سياسية أن تناغم موقف عون وباسيل بشأن ربط الساحات والاعتراض الواضح على جر لبنان إلى الحرب، يدفع إلى الاستفسار بشأن الغاية من بث الموقف في هذه الفترة، كما الكلام عن جلسات الانتخاب المتتالية، ما يعطي الانطباع أن التيار انتقل إلى الضفة الأخرى، لكن هل أن قرار الانفصال عن “حزب الله” اتخذ، وفق سؤال هذه الأوساط، التي دعت إلى ترقب مواقف الأفرقاء السياسيين من هذا الموقف.
تبقى “الاستدارة العونية” على تفاهم “مار مخايل” إذًا رهن التطورات المتلاحقة، بدءًا من جبهة الجنوب وصولًا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما بينهما من ملفات داخلية تعصف بالعلاقة المتأرجحة بين “التيار” و”الحزب”!
مواضيع ذات صلة :
الخلافات تعصف مجدداً داخل التيار الوطني الحر… هل تُستكمل لائحة الفصل والاستقالات؟ | الخطيئة المميتة | باسيل: لسنا حلفاء “الحزب” في بناء الدولة ولكن! |