المشهد اليوم: مسرحيات برتقالية على جبهة الجنوب.. العم وصهره يبتزّان الحزب بـ”الغطاء المسيحي”
فجأة قرر الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، رفع الغطاء المسيحي عن حزب الله، وفي خطابين متتالين، أكّد الإثنان على رفض مبدأ وحدة الساحات.
فبعد عون الذي قال “لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه”، مشدداً على أنّ “الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده. وترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً والا تكون تضحيات الشهداء ذهبت سدى وتكون أكبر خسارة للبنان”، جاء باسيل ليؤكد أنّ “موقف التيار معروف أنه مع الدفاع عن لبنان، وليس تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهي مسؤولية الفلسطينيين”، مضيفاً :”كذلك، فإن التيار ليس مع وحدة الساحات أي ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديدًا ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزة. كما أنه يرفض استخدام لبنان كمنصة لهجمات على فلسطين المحتلة لأن ليس للبنان أي إمكانية أن يدفع منفرداً ثمن استحصال الفلسطينيين على حقوقهم، بل هو مع الوصول الى سلام عادل وشامل حسب مبادرة بيروت للسلام”.
هذان الخطابان اللذان جاءا في وقت متقارب، لا يمكن وضعهما في خانة العودة إلى المبادئ، فالطرفان لم يلتزما خلال تاريخهما بأي مبدأ إلّا مبدأ المصالح. وهنا لا بد من السؤال: ماذا يريد جبران باسيل من الحزب؟ فما صدر عن عون ما كان ليكون إلّا بدفع من باسيل وكرمى لمصلحة ما يسعى إليها الأخير.
فالنائب الطامح للرئاسة، رفع الغطاء دون أن يقطع شعرة معاوية مع حليف ورقة التفاهم، فدّس السمّ بالعسل، من خلال العبارات التي أثلج بها صدر المقاومة، ورحّب بها بعض الجمهور.
وتحت مبدأ “منكسرها ومنجبرها”، أرضى باسيل قاعدته المسيحية بانتقاد مبدأ وحدة الساحات وربط مصير لبنان بغزة، وأرضى جمهور الممانعة ببعض الكلمات المنمقة، وقال لـ”حزب الله” أنا والرئيس عون حاضران لرفع الغطاء وللوقوف صف مع المعارضة إن لم تمدّ اليد لنا.
ولا يخفى أنّ خلاف باسيل مع حزب الله، متشعب، إن لجهة دعم الحزب لسليمان فرنجية، أو لمؤازرة حكومة ميقاتي أو ما حصل في جلسة التمديد لقائد الجيش.
فهل ينجح باسيل في ابتزاز الحزب كما جرت العادة؟
على ما يبدو فإنّ الحزب لم يعد يأبه بهذا الحلف، فمن يسيطر على قرار السلم والحرب ومن يتحكم بمصير الجنوب ولبنان لن يثمّن ورقة تفاهم قائمة على المصالح، إلى ذلك فإنّ باسيل أحرق كل أوراقه، فلا الحزب سيثق به كحليف، ولا المعارضة ستقبله في صفوفها.
إذاً، باسيل يصعّد وحيداً، وهو لا يغرّد خارج السرب هو فقط يبحث عن “الكعكة” ومن أين تؤكل!
مواضيع ذات صلة :
كتلة تجدد: حملة الممانعة على الجيش مرفوضة… كفى انتحاراً | الدولة عاجزة عن وقف الحرب | “القوات” ترد على اتهامات الممانعة برفض انتخاب رئيس: جاهزون للتجاوب مع برّي |