ما بين حرب الجنوب و”التقادم”.. أرقام كارثيّة لـ “المباني المترنّحة” في لبنان!

لبنان 24 شباط, 2024
المباني المترنّحة

عادت قضيّة المباني المهدّدة بالسقوط إلى الواجهة على الساحة المحليّة، بعد حوادث الانهيار المتلاحقة التي أثارت الرعب والقلق في نفوس اللبنانيّين، خصوصًا ساكني المنازل القديمة المتهالكة على مرّ الزمن، إضافة إلى الكارثة التي تحلّ بأهالي الجنوب من جرّاء حرب “الأمر الواقع” التي فُرضت عليهم، وما أدّت إليه من أضرار طالت آلاف الوحدات السكنيّة نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي.

فقد كشفت صحيفة “نداء الوطن”، أنّ عدد الوحدات السكنية التي تضررت كليًا أو جزئيًا في جنوب لبنان بلغ 3 آلاف وحدة سكنية، وذلك بحسب آخر الإحصاءات عن الأضرار في ممتلكات الجنوبيين في المناطق التي تشهد المواجهات.

فيما ارتفعت التقديرات حول كلفة إصلاح الأضرار في هذه المباني، والتي كانت سابقًا تقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.

في هذا السياق أيضًا، أظهرت تسجيلات وصور حديثة التقطت لبلدة بليدا الحدودية، أن الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي المتواصل لها، يشبه ذاك الذي لحق بقطاع غزة.

أمّا بعيدًا عن جبهة الحرب الجنوبيّة، يُهدّد الإهمال والتقادم بدوره، آلاف المباني والمنازل التي باتت تحت المجهر، بعد حوادث السقوط المتتالية التي عاشتها بعض المناطق اللبنانية.

فقد كشف رئيس لجنة الأشغال العامة النائب سجيع عطية عن عددٍ هائل للمنازل الآيلة للسقوط، وقال: “هي 5 آلاف منزل، 1200 منها في الشمال، وهذه النتيجة تقدمت بها فقط 40 في المئة من البلديات”.

ووصف عطية، في حديث لـ”صوت كل لبنان”، هذه النتيجة بـ”الكارثية والتي تتطلب ميزانية كبيرة”.

أمّا عن آلية تلافي الكوارث التي تتكرر، فأوضح أن لا إمكانية للبلديات للقيام بالصيانة اللازمة للمباني المتصدعة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصّعبة، معلنًا أنّه بصدد إعداد قانون يلزم إجراء الكشف الفني، وتجديد رخص الأبنية كل 5 سنوات بناء على واقع كل مبنى.

يشار إلى أنّ الأسبوع الماضي شهد سقوط مبنى قديم يعود للمدعو ابراهيم السوقي قرب مبنى البلدية في منطقة الشويفات، وذلك بسبب انهيار جانب من جبل تراب على المبنى، ما أدى إلى مقتل وإصابات عدد من الأشخاص.

هذه الحادثة سبقها، سقوط مبنى في محيط المدينة الرياضية، من دون وقوع ضحايا.

ومنذ حوالي الأسبوعين أيضًا، سقط مبنى مؤلف من 5 طوابق في منطقة الشويفات، وكان المبنى قد انهار بعد إخلائه بـ 10 دقائق، حيث ظن السكان أنّ هزة أرضية تحدث.

فيما أجلت القوى الأمنية سكان مبنيين اثنين في الشرحبيل – صيدا مهددين بالسقوط نتيجة انهيارات في التربة.

وإلى بلدة السفيرة في الضنية، حيث عاشت البلدة خطرًا يُهدّد حياة سكانها وسالكي طريقها العام الذي شهد انهيارات متتالية ما تسبب بانقطاعه بشكل كامل، ولجوء المواطنين في البلدة و5 قرى أخرى مجاورة تسلك الطريق المذكورة، إلى سلوك طرقات فرعية أخرى.

كما تسبب الانهيار في تصدع عدد من الأبنية المجاورة للطريق التي فرغت من سكانها.

في هذا الإطار، كشف رئيس لجنة الأشغال العامة النائب سجيع عطية، في حديث لـ”صوت كل لبنان”، أنّ المبلغ المطلوب لتأهيل الطرقات كافة هو نحو 350 مليون دولار، معتبرًا أن مبلغ المئة مليون الوارد في الموازنة هذا العام لا بأس به، كونه يسمح بالصيانة وليس إعادة التأهيل، بما يعني ترميم معظم الحفر التي تتسبب بحوادث السير المأساوية قبل فصل الصيف المقبل.

ما بين حرب الجنوب و”التقادم” إذًا، يعيش اللبنانيّون على حافّة الموت، خوفًا من سقوط منازلهم على رؤوسهم، بعد أن تحوّلت إلى خطر يُهدّد حياتهم بدلًا من أن تكون المأوى الذي يلجؤون إليه، وسط إهمال وفساد يعصف بمفاصل الدولة، و”سلم وحرب” معلّقين بيد “دويلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us