جعبة الحركة الرئاسية “خاوية”.. الاتّجاه نحو التأجيل لا التعجيل!
تتكثف الحركة الداخلية والخارجية لإحداث خرق يصل إلى الانفراج في الملف الرئاسي، حيث بدأ الترويج لاعتماد “الخيار الثالث” لفتح أبواب المجلس النيابي الموصدة، ويبدو أن الأمور تميل إلى “تسوية” رئاسية تنتج رئيسا يستطيع إمساك العصا من المنتصف لإدارة الأزمة اللبنانية.
وفيما أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدية ومستقلة ويستطيع أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد صورة، بدا أن مواصفات “المرشح الثالث” تنطبق على قلة من الطامحين إلى كرسي الرئاسة، ما يعني تضييق الهامش بين المتنازعين سياسيا، وصولا إلى جوجلة بين الأسماء القليلة لانتقاء الذي يلقى قبولا من الفرقاء وفاقا لمعادلة: توفير حاضنة مسيحية قوية للرئيس، ونيله القبول من “الثنائي الشيعي”، وفق ما ورد في “الأنباء” الكويتية.
وفي هذا السياق، ورد في أسرار صحيفة “النهار” أنه يتداول في الصالونات السياسية مجدداً اسم السفير جورج خوري كمرشح يمكن أن يكون مقبولاً من أكثر من طرف سياسي في الداخل والخارج ولا يعلم إذا كان الطرح للتداول الجدي أو لاحراق اسم صاحبه ويتردد لدى متابعين أنه سيصار لاحقاً الى طرح اسم نائب سابق بعد تأمين حد أدنى من التوافق عليه.
في المقابل، هناك من يرى أنّ هذه الحركة قد تكون بلا بركة في الوقت الحالي، وأنه بات مؤكّداً أنّ جعبة المفاجآت المرتبطة بالملف الرئاسي خاوية تماماً، وليس فيها ما يمكن ان يُبنى عليه للدفع بهذا الملف الى برّ الإنتخاب.
وبحسب معلومات موثوقة لصحيفة “الجمهورية”، انّ السمة العامة للملف الرئاسي، في ظلّ الحراكات التي تسارعت في الفترة الأخيرة، هي التأجيل لا التعجيل في حسم هذا الملف، ومردّ ذلك الى انعدام المبادرات الجديّة، وخصوصاً من قبل “اللجنة الخماسية”.
وأشارت مصادر المعلومات، الى أنّ احد سفراء “الخماسية” اعترف بأنّ “المساعي التي تقوم بها اللجنة تشهد تقدّماً، انما تقدم بطيء ولكن بجدّية اكبر”، وانّه ابلغ بعض السياسيين قوله انّ الجهود، وتحديداً من قِبل الفرنسيين، منصبّة الآن على محاولة فصل انتخاب رئيس عن الازمات الشرق اوسطية. وانّه حث على الضرورة القصوى لتجاوب اللبنانيين مع المساعي القائمة، وقال ما مفاده: “الوضع كما نعلم خطير جداً في هذه المرحلة، فإن لم يتحمس اللبنانيون لحسم استحقاقهم الرئاسي في هذه المرحلة، ففي أي مرحلة سيتحرّكون ويعون مسؤولياتهم وواجباتهم”.
أما فيما يخص الحركة التي تقوم بها كتلة “الاعتدال الوطني”، يعتبر الصّحافيّ والمحلّل السّياسيّ علي حمادة أنّها تأتي في سياق محاولة تحريك المياه الرّاكدة الرّئاسيّة، لكنّها، لا تقوم على معطيات، سوى على مبادرة من أجل حثّ بقيّة الكتل النّيابيّة والقيادات والقوى السّياسيّة على الوصول إلى تسوية رئاسيّة.
ويقول، في حديث لموقع mtv: “السّؤال المطروح أمام كتلة “الاعتدال” هو “ما موقفها من التّرشيحات الرّئاسيّة؟” فهناك ترشيح رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية والوزير السّابق جهاد أزعور، وترشيح مُحتمل لقائد الجيش العماد جوزيف عون”، مُشيراً إلى أنّه “حتّى الآن، لا يوجد مرشّح مُعلن وصريح لكتلة “الاعتدال الوطنيّ”، وهي إمّا تمتنع عن التّصويت أو تُقدّم أوراقاً بيضاء”.
ويُضيف: “بالتّالي، نقطة الضّعف الأساسيّة لحركة هذه الكتلة هي أنّها لم تفتح أوراقها ولم تضعها بشكل مُعلن على الطّاولة”، لافتاً إلى أنّ “تحريك الرّكود الرّئاسيّ ومحاولة الخروج من الفراغ يحتاجان ليس فقط إلى حركة داخل البرلمان، بل إلى تحرّك خارجيّ إقليميّ عربيّ وازن، وحتّى الآن، لا بوادر على ذلك”.
ويُؤكّد حمادة أنّ “كلّ شيء معلّق الآن بانتظار انتهاء حرب غزّة نهائيّاً، وليس الهدنة”، ورأى أنّه “في ظلّ تفاقم الأوضاع الأمنيّة والعسكريّة بين “حزب الله” وإسرائيل، من الصّعب البحث في قضيّة رئاسيّة”.
ويلفت إلى أنّ “اللّجنة الخماسيّة متوقّفة عن العمل، وهي تتحرّك على صعيد السّفراء وليس على صعيد وزراء الخارجيّة، ولن تتحرّك، إلا إذا تغيّرت المعطيات، وحتّى الآن لا تغيير فيها”.
مواضيع ذات صلة :
الإستحقاق الرئاسي: هل ينجح الاشتراكي حيث فشل الاعتدال؟ | المبادرات الرئاسية مجمّدة.. متى يبدأ الكلام الجدي؟ | سكاف: نعمل للتوافق على اسم مرشح موحّد للمعارضة |