“الحزب” ينتظر إشارة “حماس”.. واللبنانيون في حالة قلق: حرب أم هدنة؟
تصعيد أم هدنة؟ هو السؤال الذي يطرح حول الجبهة الجنوبية، ففي حين يعمل الوسطاء على ترسيخ “هدنة” في غزة، يشهد جنوب لبنان تصعيداً لافتاً مع خرق مستمرّ لقواعد الاشتباك.
وكان استهداف بعلبك أمس قد أثار القلق من اندلاع الحرب، غير أنّ المعارك لا تزال تحت السيطرة، إلى حينه على الأقل.
في السياق، أشارت “رويترز” إلى أنّ حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا وافقت حماس على هدنة مع إسرائيل ما لم يستمرّ قصف لبنان.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الثلاثاء، أن “حزب الله وإيران يسعيان لتحويل “رمضان” إلى مرحلة ثانية من 7 تشرين الأول وسنوقف ذلك”.
وفي تعليق على هذه المعطيات، أوضح مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر في حديث لـ”المركزية” أنّ “حزب الله سيوقف بالتأكيد إطلاق النار في حال توقف في غزة، لكن اسرائيل قد تقول إن حزب الله لم ينسحب بعد والقرار 1701 لم يُطبّق، وبالتالي قد تسعى الى استفزاز حزب الله، لأن لنتنياهو مصلحة في إطالة أمد الأزمة لأسباب متعلقة بوضعه الداخلي، خاصة وانه يتحدث عن فصل المسارات في حين ان ايران تتحدث عن ربطها”.
وتابع: “أي حلّ يتوصل له مع “حماس” لا يعني أبداً انسحابه على الجبهة اللبنانية. حزب الله سيحاول القول إن إطلاق النار توقف في غزة وهذا كان شرطه، وأنه يقوم بمساندة غزة، وطالما ان وقف النار ساري المفعول لن يستمر في فتح النار على الجبهة الشمالية لاسرائيل. لكنه قد يُستفَزّ من قبل اسرائيل التي ستسعى للقول بأن الجبهتين مختلفتان بالنسبة لها، وان لديها ملفا آخر هو المستوطنون الذين يعيشون في الشمال، أبناء الجليل وبالتالي يجب إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على الحدود”.
إلى ذلك، تفقد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي صباح اليوم الجنود الإسرائيليين على الجبهة الشمالية.
وقال هاليفي إنّ “حزب الله” سيدفع ثمنا باهظا جدا”.
وأضاف أنّ “حزب الله” ليس قريبا من السياج الحدوديّ”، وأشار إلى أنّ “السكان سيعودون إلى مستوطناتهم”.
وفي قراءة لما يحدث جنوباً، استعرضت صخيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأحداث المتتالية الأخيرة بما في ذلك إسقاط طائرة من دون طيار إسرائيلية، واغتيال مسؤول كبير في الحزب، وضربات للجيش الإسرائيلي في بعلبك، بالإضافة إلى القصف غير المعتاد على الجولان، ورأت أن تلك الأحداث قد تتدهور إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” في تقرير تحت عنوان “لعبة شد الحبال قد تؤدي إلى تصعيد على الساحة الشمالية.. معركة المعادلات مستمرة ضد حزب الله”، أن الجبهة الشمالية شهدت تصعيداً كبيراً، أمس الإثنين، بإسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار من طراز “زيك” بواسطة صاروخ أرض جو لحزب الله، واغتيال القيادي حسن سلامي مسؤول القطاع الشرقي في الحزب، والضربة الإسرائيلية على منطقة بعلبك اللبنانية، وإطلاق حزب الله لأكثر من 40 صاروخاً باتجاه المستوطنات في مرتفعات الجولان.
وأضافت أن كل هذه الأحداث مؤشرات كلاسيكية للتدهور إلى تصعيد كبير حتى لو لم يكن مقصوداً، موضحة أن سوء التقدير من قبل أي طرف من الأطراف قد يؤدي إلى حرب في الأجواء المتفجرة حالياً على الساحة الشمالية.
مواضيع ذات صلة :
“الحزب”: إشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في الجبين | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | في تصعيد عسكري جديد… صواريخ الحزب تستهدف عكا و”حدث أمنيّ صعب” في جنوب لبنان |