المشهد اليوم: سعادة الشامي.. “يا ليل طوّل ساعاتك”!
مشروع الحكومة المتعلّق بالقطاع المصرفي وتطيير الودائع، سقط، وسحب من التداول، بعدما أجمع الوزراء في جلستي الجمعة واليوم على “عدم أهليته”.
المشروع الذي هندسه نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي بأسس كيدية هدفها استهداف القطاع المصرفي والقضاء على الودائع، ذهب مع الريح، والجلسات اللادستورية والمخالفة للقانون، لم تنجح في تعويم مشروع “مسخ” خطّطت له جهات هدفها الأوّل والأخير ضرب الاقتصاد.
فعلى الرغم من محاولات عدّة قام بها الرئيس نجيب ميقاتي بتوجيهات من الشامي للتحايل على مجلس شورى الدولة الذي اتخذ قراراً بإبطال مشروع قانون الحكومة المرتبط بالمصارف، من خلال الدعوة لجلسات حكومية على طاولتها البند الذي أبطل خلافاً للقانون، إلا أنّ موقف الوزراء كان صارماً، فهم وإن حضروا إلا أنّ معارضتهم أجهضت كل محاولة لميقاتي ووضعت الشامي في موقف صعب فتراجع وكاد يقول “لو كنت أعلم”.
وعلى الرغم من الضغوطات التي تعرّض لها وزراء الحكومة من رئيسها الذي أراد بفترة تصريف الأعمال تحميل لبنان لسنوات نتائج كارثية، وعلى الرغم من الديكتاتورية التي تحدثت عنها أوساط وزارية متهمة ميقاتي بـ”السلبطة” إلا أنّ الوعي لخطورة المرحلة حال دون الإذعان فكانت انتفاضة حكومية على رئيس تمادى فظنّ نفسه رئيساً للجمهورية.
في هذا الانتصار “المتواضع”، جلّ ما يمكن قوله: “مبارك للمودعين”.
فأصحاب الودائع هم الجهة المنتصرة مع سقوط مشروع الشامي، إذ ما زال الأمل بتعافٍ اقتصادي واستراجع الودائع قائماً، وبين الأمل وبين من يقول لهم لا ودائع قبل 50 عاماً وبشروط تعجيزية، بالطبع يتمسك هؤلاء بالخيار الأوّل.
أما للسيد الشامي، فلا يمكن القول إلّا “صحتين” فمن يريد دق المسمار الأخير في النعش الاقتصادي، لا عزاء له! ومن يريد سرقة المواطنين لأهداف ضيقة، لا تبرير له.
أخيراً، المواطن اللبناني انتصر. وحكومة تصريف الأعمال بمستشاريها وبمشاريعها الخنفشارية “سقطت” مجدداً ومجدداً ومجدداً..
مواضيع ذات صلة :
مجلس شورى الدولة يعيد القطار إلى السكة.. بارقة أمل في عتمة الأزمة | التمديد لقائد الجيش والفراغ الرئاسي يتداخلان مع مشروع الموازنة.. هذا ما قاله النواب لـ”هنا لبنان” | أموال المودعين إلى الواجهة مجدداً.. |