مصادر “متضاربة”.. هل فشلت مبادرة “الاعتدال” قبل نضوجها؟
مع تلاشي “الإيجابية” التي أحاطت بمبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” المتعلقة بالملف الرئاسي، ومع تزايد العراقيل، سألت صحيفة “الديار” أحد اعضاء الكتلة عما اذا كانت مبادرتها قد فشلت او سقطت، ليؤكد: “لا لم تسقط فنحن ماضون بتحركنا، وعلينا انتظار استكماله، وهناك لقاء مهم مع كتلة الوفاء للمقاومة غدا”.
وأضاف: “نحن لم ندخل ولم نطرح الخيار الثالث، نحن نطرح ان كل الخيارات مفتوحة”.
ولفت الى “إن تكتلي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اكدا خلال اللقاء مع كل منهما ان من حق كل مسيحي (ماروني) الترشح للرئاسة، وانهما مع الذهاب بالاسماء الى جلسة الانتخاب بدورات متتالية”.
وردا على سؤال ما اذا كانت كتلة الاعتدال طرحت فكرة تخلي الاطراف عن مرشحيها، أوضج المصدر أنّ “هذا الامر لم يطرح ابدا، واننا لم نطرح فكرة الفيتو على اي مرشح، وان كل ما يقال ويكتب في هذا المجال يمكن وصفه بانه تشويش على تحركنا ومبادرتنا عن قصد او غير قصد”.
وتابع “الرئيس بري كان ابرز المتعاونين والمتجاوبين مع مسعانا، واكد انه كان وما زال اول الدعين للحوار والتفاهم والى انتخاب رئيس للجمهورية”.
واوضح “ان معظم اللجنة الخماسية اقر بصحة اسلوبنا لجهة عدم طرحنا اسماء او مواصفات، ونعتقد ان حراكنا بموزاة تحرك اللجنة اليوم هو مفيد ويكمل كل تحرك منهما الاخر، ويمكن ان يؤدي الى انتخاب الرئيس”.
في السياق نفسه، وفي تعلليق على هذه المبادرة رأت “النهار” “أن لا حاجة إلى انتظار نتائج اللقاء الأخير لـ”كتلة الاعتدال الوطني” مع “كتلة الوفاء للمقاومة” مطلع الأسبوع الطالع لأن “المكتوب معروف من عنوانه” ولن يكون صعباً التكهن بأن أجوبة الكتلة الممانعة لن نوفر المسلك الذي تبحث عنه “كتلة الاعتدال” لإقلاع مبادرتها نحو جلسة تشاور تتبعها جلسة انتخاب مفتوحة”.
فيما أشارت مصادر”الإعتدال” لـ”نداء الوطن” إنّ “المبادرة ماشية وجيدة والأجواء إيجابية”، إلا أنّ مصادر أخرى وصفتها بمسعى تقطيع الوقت ولن تصل إلى نتيجة، خصوصاً إذا تبيّن أنّ هناك عدداً من الأسماء والمرشحين يتجاوز الثلاثة، وبالتالي تعود الأمور إلى المربّع الأول وتتحوّل “شوربة”.
ووفق “نداء الوطن” فإنّ “بعض المطلعين على اللقاءات التي جرت حتى الآن، تحدّثوا عن لقاءات كانت “عاصفة” مع بعض الكتل، فيما تحدّث البعض الآخر عن حقيقة التعهّد أو الوعد الذي حصل عليه تكتل “الإعتدال” من الرئيس نبيه بري، بينما هناك من قال إنّ أحداً لا يُريد أن يُسجّل عليه إحباط أي مبادرة لها علاقة بملف الإستحقاق الرئاسي. المؤكّد حتى الآن، أنّ مسألة إدارة اللقاء التشاوري لا تزال قيد البحث، وأن الجميع ينتظرون موقف حزب الله خلال اللقاء يوم الإثنين، ومن ثم يبدأ الحديث في المرحلة الثانية وتوقّعاتها”.
يشار إلى هذه المبادرة التي بدأ نواب تكتل “الاعتدال” بالترويج لها منذ أكثر من 10 أيام تقوم على مرحلتين أساسيتين، تلحظ الأولى تداعي ممثلي الكتل النيابية لجلسة تشاورية يتم خلالها محاولة التفاهم على اسم رئيس أو على عدد محدود من الأسماء من ثم الطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة لجلسة انتخاب مع تعهد كل القوى بعدم تعطيل نصابها. بينما تلحظ المرحلة الثانية مشاركة كل من تمثلوا بالجلسة التشاورية بالجلسة الرئاسية فيكون عدد الحاضرين أقله 86 نائباً، بمحاولة لانتخاب رئيس.