لقاء مصوّر لاستعطاف “الحزب”.. باسيل: “لو كنت أعلم”!
وفد للحزب في “الرابية” ولقاء مع الرئيس ميشال عون ، ومن ثمّ إطلالة للنائب جبران باسيل تبرّر المواقف، هذا هو المشهد العام للحالة العونية.
هذا المشهد الذي حاول إعلام التيار وضعه في سياق سعي الحزب لـ”لملمة” اتفاق “مارمخايل”، وبالتالي وضع كل من عون وباسيل في موضع القوّة وأنّ كلامهما الأخير ترك أثره في نفوس قيادات الحزب، بان على حقيقته مع موعد إطلالة الصهر.
باسيل، الذي لم يتراجع عن موقفه، لا من أجل المبادئ وإنّما تجنباً لخسارة شعبيته في بيئة ضاقت ذرعاً بالدويلة وتفلتها، فاستعاض عن ذلك بالكلام المنمق الذي يحمل الكثير من التبرير و”الاستعطاف”.
ففي بداية الإطلالة، وما إنّ رحب به الإعلامي ماريو عبود، حتى سارع جبران إلى القول “نحن مع لبنان و”الحزب” لحماية لبنان من الهجوم الاسرائيلي”، مردفاً: “أما تحرير القدس من مسؤولية الفلسطينيين”.
وتابع: “الدفاع عن النفس حق مشروع لكن قرار الهجوم ليس أمراً تلقائياً وبالرغم من أنني أتفهم الاستباق لسبب معيّن لكن لماذا ربط كل الامور بغزة؟”.
وأردف: “أنا مع الحرب في حال حصلنا على مزارع شبعا ام ضمانة استخراج النفط والغاز او عودة النازحين السوريين الى سوريا مثلا لكن لبنان البلد الاصغر المنكوب اقتصاديا خسارته كبيرة اليوم بسبب الحرب في الجنوب”.
باسيل ببساطة حاول جاهداً في عباراته هذه استرضاء جمهوره وجمهور “الحزب”، ولكنه سيخرج حتماً خاسراً، فلا البيئة المسيحية ستقتنع بكلامه ولا بيئة “الحزب” ستصدق “التقية” التي يمارسها الطامح لرئاسة الجمهورية.
هذا التلطيف للموقف، من قبل باسيل، يأتي بعد إطلالة سابقة عرضته لهجوم “الحزب”.
وكان قد قال فيها: “من هو حريص على الانتصار بوجه العدو عليه أن يحصّن نفسه في الداخل قبل أن يحصّن جبهته الخارجية. وعليه أن يدرك أن هناك شعباً، ليستطيع التضامن معه، يجب أن يكون حياً وليس مكسوراً ومهدداً كل يوم بلقمة عيشه”.
وأكّد باسيل في الإطلالة نفسها على أنّ “صوتنا أعلى من صوت المدفع، ولا أحد يسكتنا مهما كانت الظروف”
اختلاف النبرة، وتهدئة الصوت، و”اللطافة”، هذه الصفات التي يمكن إسقاطها بسلاسة على الإطلالة الباسيلية.
واللافت أنّ الصهر “المهووس” بقصر بعبدا، تهرّب بعد ما أدلى به في الدقائق الأولى من المقابلة من ملف الحزب إلى ملفات أخرى، هو قال ما يريد قوله، وقدّم للحزب ما يريد سماعه، عسى ولعلّ يكون “الكرسي” الفارغ من نصيبه!
مواضيع ذات صلة :
باسيل: استقلال البلد مهدّد لأننا دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها | باسيل: القرار 1701 والإستراتجية الدفاعية وحدهما ليسا كافيان | باسيل: موقف ترامب يُمثّل فرصة ثمينة للبنان |