الراعي يحمل همّ الجنوبيين.. ويحذّر من الإنزلاق للحرب!
كعادته، وفي كلّ عظّة يحمل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي همّ أهل الجنوب، والتخوّف عليهم خصوصاً وعلى لبنان وشعبه عموماً من وقوع حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
البطريرك الذي يقدّم الحوار على أيّ لغة ثانية، لا ينكر حقّ الفلسطينيين في أرضهم، ولكن في المقابل يصرّ على تحييد لبنان عن صراعات خارجية، فـ”لبنان” ليس ساحة من مجمل الساحات التي تقول إيران إنّها تديرها، ولبنان ليس جزءاً من ولاية الفقيه كما يحاول بعضهم أن يصوّر وأن يرسّخ.
كل الهجوم الذي يتعرّض له البطريرك، والاتهامات “الوقحة”، لم تغيّر موقفه، فـ”لبنان” هو الأساس، ووحدة لبنان واستقراره وسيادته قبل كل شيء.
من هذا المنطلق، يجدّد الراعي، في كل مناسبة، تأكيده على السلام، مشدداً على أنّ أمن الجنوبيين واستقرارهم هو أولوية.
وفي عظته اليوم، تمنى الراعي عدم الانزلاق في لبنان بالحرب، داعياً لحماية أهل الجنوب ومؤكداً على ضرورة الذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
وحمّل الراعي المسؤولين السياسيين في لبنان مسؤولية الشلل في الدولة ومؤسساتها، معتبراً أنّ عليهم الخروج من مصالحهم الشخصية والفئوية للنهوض بالبلاد على الصعد كافة.
وثمّن الراعي، مبادرة تكتل الاعتدال كما عوّل على حراك سفراء الخماسية، قائلاً: “ننظر بكثير من الإيجابية الى مبادرة الاعتدال الوطني ولجنة سفراء الخماسية راجين لهم النجاح”.
ولم تغب فلسطين وما تشهده عن العظة، إذ أكّد الراعي: “نشجب بشدة حرب غزه ونطالب العالم بايقافها، وندين ونرفض صمت العالم لما نشهده خوفاً على مصالحهم المالية، مُضحين بشعب من حقه دولة خاصة به”.
وفي عظّة سابقة، كان البطريرك الراعي قد أعلى من لغة السلام، مشدّداً على أنّه “يجب ألا ينزلق أحد إلى التدمير والتشريد من دون فائدة”، وأنّه “في هذا الجو المحموم في العالم والمنطقة نقول الى حكام الدول وذوي الاسلحة المتطورة لا تظنوا انكم اقوياء باسلحتكم، بل أنتم عديمو الإنسانية”.
عظّات الراعي هي رسائل، ولكن هذه الرسائل تحتاج إلى آذان صاغية وإلى نفوس ترفع مصلحة لبنان قبل كل المصالح.
مواضيع ذات صلة :
 الراعي: لبنان لم ينتهِ ولن ينتهي بوجود قديسيه |  الراعي يعبر عن أسفه لتصاعد الحرب ويؤكد على أهمية القمة الروحية |  الراعي ينقُل خوف البابا على الوجود المسيحي في لبنان |
