لبنان يتأرجح على فوهة الحرب.. هل بات الملف الرئاسيّ “ميؤوسًا منه”؟!
فيما يتأرجح لبنان على فوهة الحرب الموسّعة، في ظلّ التصعيد الميداني الذي تشهده جبهة الجنوب، والذي امتدّ ليطال ليل أمس مدينة بعلبك بغارات عنيفة، تُراوح الأزمة الرئاسيّة مكانها على الرغم من الأجواء الإيجابية التي لاحت مع الحراك الذي أطلقه تكتل “الاعتدال الوطني” خلال الأيام الأخيرة، في محاولة للوصول إلى حلول تُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
في هذا الإطار، تتحدث مصادر نيابية بارزة لـ “نداء الوطن” عن “دفع في اتجاه معين ستقوم به قطر الأقدر على التحرك بالملف الرئاسي حاليًا”. فيما لم تستبعد مصادر سياسية زيارة عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات السياسية الفاعلة في الملف الرئاسي، قطر في وقت قريب.
بدورها، كشفت مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية”، عن أنّ سفراء “اللجنة الخماسية” سيواصلون تحرّكهم وأنّ ثمة تحضيرات لتحرّك جديد، مرجحة أن يكون هذا التحرّك في اتجاه اللقاء من جديد بينهم وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الوسيط الفرنسي جان إيف لودريان بالرئيس بري، تقول مصادر لـ “الجمهورية” إنّ لودريان سبق له أن تعرّض لمداخلات من داخل “اللجنة الخماسية” تناولت دوره، وهو أمر لا يريح الفرنسيين، ومغزى الاتصال، وإن كان يكمل أو يتناغم مع حراك “الخماسية”، فإنّه في جانبه الأساسي أيضاً قد يبدو رسالة فرنسية تعكس إصرار باريس على تأكيد حضورها وفعالية دورها في كلّ الملفات الداخلية.
إلى ذلك، رأت مصادر في “كتلة التنمية والتحرير” لصحيفة “الجمهورية”، “أنّ بلوغ انتخابات رئاسة الجمهورية يوجب سلوك خط مستقيم يبدأ بالحوار والنقاش وينتهي بالتوافق. هذا هو المعبر الإلزامي للحل الرئاسي. وضمن هذا المسار فقط يمكن القول إنّ في الإمكان انتخاب الرئيس، ودون ذلك سنبقى ندور في الدوامة ذاتها”.
في المقابل، أشارت مصادر معارضة لـ”الجمهورية” إلى أن “الحوار الذي يريدونه مضيعة للوقت، ولو أنّهم جدّيون في حسم الملف الرئاسي، لكانوا دعوا إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية لننتهي من هذا الأمر”.
ووفق ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية”، الملف الرئاسي “صار ميؤوسًا منه، هناك في الداخل من لا يريد رئيسًا للجمهورية، ويصرّ على ترشيحات خلافية، وفي المقابل، فإنّ أصدقاء لبنان في الخارج يرفضون ممارسة أيّ ضغوط على أصدقائهم في لبنان لكي يتوافقوا”.
من جانبها، اعتبرت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، أنه “يجب التمييز بين من هو متجاوب مع مبادرة (الاعتدال) ووافق عليها، وبين من يعطل هذه المبادرة التي تتضمن بشكل واضح آلية تقوم على تداعي النواب للتداول ليوم واحد، وفي نهاية التداول، وبمعزل عن نتيجته، يتم توجيه نداء إلى رئيس المجلس للدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية. وكل من يشارك في التداول ملزم بعدم المقاطعة. وبالتالي، جاء إعلان الرئيس بري بدعواه وإصراره على ترؤس الحوار ليسقط هذه المبادرة”.
ولفتت أيوب إلى أنه “بمجرد قول الرئيس بري إنه سوف يترأس الحوار، فهو بنفسه أسقط المبادرة كي لا يقول إنهم لا يريدون تغيير موقفهم في موضوع الرئاسة فيما يتعلق بالوزير السابق سليمان فرنجية، مع التذكير بأنه أكد قبل عدة أشهر أنه لا يستطيع ترؤس طاولة الحوار؛ لأنه طرف ولديه مرشح ثابت”.
وأضافت: “من الواضح أن من يريد تكريس الحوار كمعبر أساسي لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن يريد تكريس أعراف جديدة على حساب تطبيق الدستور، هو فريق الممانعة الذي لا يريد انتخابات رئاسية؛ إما لأنه يراهن على استسلام أخصامه، وإما لأنه ينتظر مقايضة ما بعد انتهاء حرب غزة”.
بدوره، تطرق عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم، في حديث لجريدة “الأنباء الالكترونية”، إلى لقاء وفد الكتلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه بالجيد جدًا في ظل الحديث عن نسف المبادرة التي تقوم بها الكتلة. وقال: “طالما لبنان بحالة حرب يجب أن يكون لدينا رئيس جمهورية ليرعى كل الأمور في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان”.
فيما دعا عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب أكرم شهيب في حديث لـ”الأنباء الكويتية”، الفرقاء في الداخل إلى التلاقي وبنفس الوقت التنازل، من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة بين الجميع، عله ينتج اتفاقًا يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتكوين السلطة، واستعادة الحد الأدنى من الثقة المطلوبة على المستويين الداخلي والخارجي، لإنقاذ ما تبقى من البلد.