السجال مستمرّ بين بري و”القوات”.. جعجع: رئيس المجلس يعرقل “الرئاسة”
لا يزال السجال قائمًا بين حزب “القوات اللبنانية” ورئيس المجلس النيابي نبيه بري حول الملف الرئاسي، فبعد أن نعى بري مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”، وإعلانه تمسّكه بحصرية الدعوة الى الحوار، تراجع عن كلامه هذا بكلام مخالف له، عقب ردٍّ عنيف من “القوات” ضده.
وفي تعليقٍ جديد، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث إلى ” l’orient le jour”: “لقد أيّدنا سريعًا مبادرة الاعتدال الوطني لأنها اقتراح منطقي مبني على مشاورات بين النواب ليوم واحد تليها جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية. أما المبادرة التي طرحها الرئيس بري في آب الماضي (والتي تلحظ حوارًا لمدة أسبوع تعقبه جلسات انتخابية مفتوحة) فتشكل محاولة لتكريس عرف رسمي جديد يسبق الانتخابات الرئاسية، وبالتالي رفضناها لأن نهجًا كهذا سيكون بمثابة الخطوة الأولى على الطريق نحو إنشاء مؤسسة متخصصة تسمى “طاولة الحوار” لتكون المعبر الملزم للاستحقاقات الدستورية على اختلافها، ما يشكل انتهاكا للدستور. فالانتخابات تتم وفقًا للآلية الدستورية، ومواقف الرئيس نبيه بري ما هي إلا استمرار لقرار عرقلة إجراء الانتخابات عبر طروحات غير دستورية تهدف إلى جعل ظهر المعارضة على الحائط. إلا أننا لسنا في موقف حرج، لأننا نجري مشاورات مع حلفائنا، وهذا أمر طبيعي. إنها أفضل طريقة للتوافق على رئيس للجمهورية”.
وعند سؤاله عن كيف يمكن تفسير الانقسام داخل المعارضة على نهج الاعتدال الوطني؟، قال جعجع: “لا أعرف لماذا تختار وسائل الإعلام دائمًا أسلوب التضخيم. المعارضة مكونة من أحزاب وشخصيات، لكل منهم تصوره الخاص للأمور. وليس للاختلاف في وجهات النظر أي تأثير على تماسك هذه المجموعة”.
“القوات”: بري سخّف مفهوم الحوار
وكانت “القوات” قد ردّت في وقت سابق على كلام بري حول تمسّكه بحصرية الدعوة الى الحوار ببيان قالت فيه: “اختلط الأمر على الرئيس بري فاعتبر أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية”.
وأضافت “القوات”: “هذا مخالف للدستور، ويتناقض وميثاق العيش المشترك، ولن يسير به أحد”. وتابعت: “سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات، بل آلاف المرات بمفهوم الحوار.. مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً ويساراً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.
بري: “القوات” لا يريدون انتخاب رئيس
وردًا عن اتهامه باحباط مبادرة “الإعتدال” كان بري قد قال في حديث تلفزيوني:” انا كنت وراء المبادرة وطلبت منهم عدم ذكر اسمي بداية لئلا تفشّل، لكن في الجولة الثانية من لقاءاتهم أبديت استعدادي للمساعدة وترؤس “التشاور” بعدما نصحت بعدم استخدام مصطلح “حوار”.
وأضاف: “الدعوات للتشاور توجهها الأمانة العامة لمجلس النواب الى رؤساء الكتل. واقترحنا إمكان ان يختار كل رئيس كتلة نائباً ليكون موجوداً الى طاولة التشاور، وأبديت استعدادي لجلسات متتالية”.
ورداً على بيان “القوات”، قال: “هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية”.
مواضيع ذات صلة :
حمادة ينسّق زيارة جنبلاط إلى معراب | جعجع: الاستقلال آتٍ وإن تأخر | جعجع: برّي يفاوض عن “الحزب”.. والدولة استردّت 3 بُقع من بينها المطار |