تطوّر خطير ينذر بعملية عسكرية في لبنان.. هذا ما تسعى إليه اسرائيل من خلال استهداف المدنيين؟

لبنان 30 آذار, 2024

لا يزال “التوتر” هو سيد الموقف جنوباً، وسط تصاعد حدّة التهديدات الإسرائيلية.

وفي آخر التطورات، أعلن “حزب الله”، صباح اليوم، ‏استهداف ثكنة راميم ‏بصاروخ “بركان” وإصابته إصابة مباشرة، غداة ليل شهد إطلاق قذيفة من دبابة ميركافا في موقع المطلة على محيط الجدار في بلدة كفركلا، وعدد من قذائف المدفعية الإسرائيلية الثقيلة على أطراف بلدات مروحين وعيتا الشعب ورميش في القطاعين الغربي والأوسط.

وأفادت “النهار” بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارات متتالية على بلدة الطيبة على ثلاث دفعات، وقد سُمِعَت أصداء انفجار الصواريخ في منطقتي مرجعيون والنبطية.

وأفادت “رويترز” عن إصابة 4 عناصر من الهيئة الأممية لمراقبة الهدنة جراء تعرضهم للقصف في محيط بلدة رميش.

وكانت قد استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي، فجر السبت، منطقة العمرة بين الحمامص وبلدة الوزاني وتلة العويضة لجهة بلدتي كفركلا والطيبة وأطراف بلدة عيترون.
كما انطلقت رشقات رشاشة من موقعي المالكية والبياض بإتجاه بلدتي عيترون وبليدا.
وفي المقابل، استهدفت دبابة ميركافا اسرائيلية في موقع المطلة، منطقة الجدار في محيط بوابة فاطمة في بلدة كفركلا بقذيفة مباشرة أعقبها إطلاق رشقات رشاشة بإتجاه المنطقة نفسها.
وأطلقت قوات الجيش الاسرائيلي قذائف ضوئية في أجواء أطراف بلدة عيترون بالتزامن مع إطلاق رشقات رشاشة غزيرة بإتجاه المنطقة نفسها.

في السياق، أعلن حزب الله، أن مقاتليه استهدفوا تحركًا لجنود اسرائيليين وآلياتهم العسكرية داخل موقع المالكية ومحيطه بالأسلحة الصاروخية وأوقعوا إصابات مؤكدة”. ‏

إلى ذلك رأت مصادر أمنية أنَّ التصعيد الأخير الذي يشمل استهداف مدنيين يعتبر مؤشراً خطيراً، معتبرة في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنّ هذا التطوّر ينذر بعملية ما متوقعة في لبنان بعد تفريغ المنطقة الحدودية من سكانها ومنع حزب الله من استهداف المستعمرات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة مستقبلاً.
وفي المواقف، اعتبر النائب السابق شامل روكز في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ المشهد بشكل عام يشي بأن الأمور الميدانية تطورت أكثر من قبل، نتيجة مفهوم جبهة المساندة، إذ إننا لم نعد نعي ما إذا كانت فعلاً تفيد غزة أم لا، مشيراً إلى أنَّه بعد قرار الأمم المتحدة ومحكمة لاهاي أصبحت إسرائيل تعيش حالة عزل دولي غير مسبوق، بالإضافة إلى مشاكلها الداخلية والإنقسامات داخل الحكومة وعدم تحقيق أهدافها في غزة وهو ما دفع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للتوجه نحو الشمال.

روكز شدّد على أنَّ التطورات الميدانية تنبئ بأن العملية ضدّ لبنان باتت جاهزة، لأن من مصلحة نتنياهو توسيع الحرب وقد ينفذ تهديده باجتياح ضد الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أنَّ إزاء هذا التهديد، فإنَّ على لبنان تغيير استراتيجيته وتطبيق القرار 1701 باعتباره المخرج الوحيد وتكليف الجيش اللبناني والقوات الدولية ضبط الأمن على حدود البلدين، خاصةً بعد الدمار الذي لحق بالجنوب.

وإذ كشف روكز أنَّ إيران لا تريد الحرب، لأن هناك مفاوضات بينها وبين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، قد تقودها إلى مكتسبات تمكنها من الحفاظ على دورها في المنطقة، مؤكّداً وجوب توفّر استراتيجية عبر تدعيم القرار 1701، وزيادة عديد الجيش في الجنوب، كما تفعيل دور قوات اليونيفل ليتمكنوا من بسط الامن في المنطقة.

في المقابل،وضمن التعويل على الجهود الدولية لإخراج لبنان من الحرب، توقفت “الأنباء الكويتية” عند ما صدر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الذي طالب باستعادة الهدوء على طول الحدود بين لبنان وفلسطين، معتبرا أنه “أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن وللإدارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضا الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل”.
وربط أفرقاء لبنانيون بين هذه الدعوة ونصائح مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة ومبعوثه الى الشرق الأوسط أموس هوكشتاين، بإفادة لبنان من هدنة قصيرة في غزة، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وقالت مصادر ديبلوماسية إن المراجع اللبنانية تبلغت عن مسعى دولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد الذي تهدف من ورائه إلى توسعة الحرب، في الوقت الذي يتمسك فيه “حزب الله” بعدم تغيير قواعد الاشتباك في ظل عدم تلقيه أي دعم داخلي لبناني أو إقليمي للذهاب أبعد، في انتظار مفاوضات جادة، إذا تم التوصل الى هدنة في غزة.

وتبلغت المراجع اللبنانية تطمينات أميركية، بأن الضغط على إسرائيل لتخفيف التصعيد مع لبنان سيكون على جدول استئناف المحادثات الأميركية – الإسرائيلية.

من جانبها، تسعى القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، من خلال اتصالات تقوم بها إلى إعادة إحياء المحادثات الثلاثية اللبنانية- الإسرائيلية – الدولية في الناقورة.

اسرائيل تتحضّر للحرب
لا تخلو تصريحات الإسرائيليين من لغة التهديد، إذ أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى “أننا سنصل إلى كل مكان يعمل فيه حزب الله في بيروت وفي دمشق وفي أماكن أبعد”.
وأعلن “أننا سنوسع المعركة ونزيد من وتيرة الهجمات في الشمال”، معلّقاً: “أننا نتحول من مدافعين إلى ملاحقين لحزب الله”.
وأمس، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، “أننا قمنا بتمرين لسيناريوهات مختلفة في الشمال”.
وجاء تصريح هاغاري، بعد أن أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ “الجيش الإسرائيلي أجرى اليوم مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة في الشمال مع لبنان”.
بدورها، أكّدت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ “التمرين العسكري تمحور حول السيناريوهات المختلفة وخطط الجيش لحرب شاملة مع لبنان”، موضحة أنّ “التمرين كان مفاجئًا وبأمر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وشارك فيه سلاح الجو ووحدة الاستخبارات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us