غالانت لن يتراجع واسرائيل تستعدّ للحرب الواسعة.. وتقرير يتحدّث عن النصيحة الإيرانية لـ”الحزب”!
استهداف سيارة ومبانٍ سكنية، وقتيل وجرحى، هذا هو المشهد لذي سيطر على جنوب لبنان يوم أمس.
فيماا استهدف الجيش الإسرائيلي مساء بالأسلحة الرشاشة الثقيلة اطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب.
إلى ذلك حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة الليل الفائت وحتى فجر اليوم الإثنين فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل وبكثافة، واطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.
هذه التطوّرات إن كان تدلّ على شيء، فعلى أنّ سيناريو الحرب بات وشيكاً، وفي هذا السياق أشارت مصادر متابعة للحرب الدائرة في الجنوب لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن “إسرائيل اتخذت قراراً بالتصعيد ضد “حزب الله”، وهذا تمثّل بتكثيف عمليات القصف ضد “حزب الله” واغتيال قياداته واستهداف مخازن الأسلحة والبنى التحتية، في حين أن الحزب لم يرفع سقف استهدافاته، ولا زال يقصف المواقع نفسها كل يوم، وهذا الأمر بمثابة رسالة من الحزب، وخلفه إيران، مفادها عدم الرغبة بالتصعيد”.
وتلفت المصادر إلى أن “الجنوب يبدو أنّه على موعد مع حرب استنزاف طويل الأمد”، وتستشهد بما نقلتْه صحيفة “هآرتس” عن “إبلاغ رؤساء سلطات الشمال أنّ العام الدراسي المقبل قد لا يبدأ في مناطقهم وطُلب منهم كتمان الأمر”، وهذا يعتبر مؤشراً إلى استعداد اسرائيلي للتكيف مع مرحلة من الصراع المستدام.
إلى ذلك، أوضحت مصادر متابعة لـ”الراي” أنّه “لم يَعُدْ مستبعَداً تَدَحْرُجُ كرة النار إلى حربٍ أكثر اتساعاً، بعدما أيقن حزب الله، الذي لن يسكت، ان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت العائد من محادثات في الولايات المتحدة، قرر استخدام العصا الغليظة عبر أوامره لجيشه بالتصعيد وعلى نحو غير معهود ضد الحزب ومراكزه في لبنان وسورية، وكل مَن له علاقة من كوادره في الميدان”.
وفي تقدير المصادر أنّ “غالانت عاد من الولايات المتحدة ببطاقتين، واحدة حمراء مرفوعة أمامه إزاء أي مغامرةٍ بشن حربٍ على لبنان، وثانية خضراء لا تمانع إطلاق يده في المواجهة مع حزب الله حصراً، وهو ما باشره عبر توسيع دائرة بنك أهداف جيشه (بعلبك، الهرمل وحلب) وإعلانه على نحو نافر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وعزمه على استهداف حزب الله في لبنان وسوريا وفي بيروت وأي مكان آخَر إذا اقتضى الأمر”.
وتوضح المصادر أنّ “الحزب فهم الرسالة وقرّر الرد، فهو استهدف في الأيام الأخيرة نقاطاً في إسرائيل تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية، وتالياً فإنه سيرد على التمادي الإسرائيلي حتى لو تدحرجت الأمور إلى ما هو أسوأ”.
في المقابل، اعتبرَ تقريرٌ جديد نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن “حزب الله لن يستطيع وقف حرب الإستنزاف التي يشنها ضد إسرائيل حتى لو توقفت الحرب في قطاع غزة”.
ووفق التقرير فإنّ “حزب الله سيقوم بتصعيد الوضع بإعتدال في حال بادرت إسرائيل إلى الأمر نفسه، كما أنه في الوقت نفسه سيذهب نحو حرب واسهة النطاق في حال اتخذت إسرائيل تلك الخطوة”.
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل و “حزب الله” يتجنبان حرباً شاملة، معتبراً أن الحزب يتجنب الدخول في المواجهة الكبرى وذلك استناداً إلى “النصيحة الإيرانية”، الأمر الذي يُعتبر ميزة إستراتيجية بدأت إسرائيل بالاستفادة منها مؤخراً، ويضيف: “صحيح أن الطرفين ما زالا متمسكين بإطار التفاهمات المتبادلة التي تحد من الصراع، لكن إسرائيل هي التي تخفف من حدة التصعيد، وحزب الله هو الذي يكتفي برد الفعل”.
ولفت التقرير إلى أنّ “الهجمات الأخيرة على منشآت حزب الله العسكرية في البقاع وبعلبك، على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود، هي تعبير عن التصعيد الإسرائيلي. حرب الاستنزاف صعبة جداً على إسرائيل، لكنها الآن مفروضة علينا، ولذلك ليس أمامنا خيار سوى أن نحاول استغلالها لصالحنا قدر الإمكان، وهذا ممكن”.
وتابع: “على الرغم من التكلفة الباهظة للإصابات والدمار على الحدود وإجلاء السكان، فإن إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري واضح على حزب الله. وحتى بدون غزو بري، فالقوات الجوية والمدرعات والمدفعية لديها القدرة على دفع مقاتلي حزب الله شمالاً وتدمير كل مواقعهم أو معظمها حتى نهر الليطاني وما وراءه، وهكذا يجب أن تنتهي حرب الاستنزاف”.
مواضيع ذات صلة :
الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته | هل اقترب إعلان وقف إطلاق النار؟ | مسؤول لبناني يكشف لـ”رويترز” أبرز تعديلات لبنان على الورقة الأميركية |