الواقع اللبناني سيطر على عظات “الفصح” من لبنان إلى الفاتيكان.. والكرسي الرسولي قلق!
حضر لبنان في العظة التي ألقاها البابا فرنسيس بعد الانجيل المقدس، خلال ترؤسه قداس أحد الفصح في الفاتيكان.
وقال الحبر الأعظم: “يتوجّه نظري إلى لبنان الذي تأثّر بتعطيل المؤسسات والأزمة الاقتصادية والتي تفاقمت أخيراً جراء الأحداث على الحدود”.
اضاف: “إنّ أفكاري تتوجّه إلى ضحايا الصراعات حول العام بدءاً من فلسطين إلى أوكرانيا وأدعو إلى احترام مبادئ القانون الدولي وأحضّ على وصول المساعدات إلى غزّة وإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق وقف فوري لإطلاق النار في القطاع”.
بدوره، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قدّاس “أحد القيامة” الى أنّ “ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب، دعاة تفاوض لا خلافات”، متسائلاً: “بأيّ حقّ يجتاح حكّام الدول وحاملو الأسلحة بيوتاً فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكّانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في غزّة وساكنيها؟ أليس ما نراه هناك جريمة ضّد الإنسانيّة؟ وفي لبنان يجب بذل كلّ الجهد لئلّا يُستدرج وطننا إلى حرب تطال جنوبه وأماكن أخرى”.
وعلى هامش قداس الفصح، عقد الراعي خلوة قصيرة مع عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال، كما التقى رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي قال إنّه “في ظل الأزمة الوجودية الحالية أقلّ الإيمان أنْ تصدر وثيقة وطنية من بكركي كبداية”، على أن تُستَتبَع “بالسعي لخطة تحقيقها بالأعمال لتكريس وجودنا ورسالتنا”.
أمّا وفد “القوات اللبنانية” فأكد بعد تهنئة البطريرك الراعي بالعيد، “ألا قيامة للبنان قبل تحرير الاستحقاق الرئاسي من براثن من يصادره عنوةً”، واعتبر، من جهة أخرى، أنّ الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب في الجنوب، لأنّ “هذا القرار يجب أن يبقى بيد الدولة اللبنانية ومن غير المقبول أن يستأثر به فريق سياسي واحد من دون العودة الى سائر اللبنانيين”.
من جهته، رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في عظة قدّاس أحد المخلّع، أنّ “الجميع يستغل الدولة ومؤسساتها، ويتخطى قوانينها، ويتجاهل أحكام دستورها، والبعض يستبيح حدودها وإرادة شعبها، ويخدم مصالحه منتقصاً من سلطة الدولة ومن سيادتها، ومعطّلاً انتخاب رئيس لها”.
الفاتيكان “قلق” على لبنان
لا يعدّ حضور لبنان في عظة الحبر الأعظم جديداً، فلطالما كان لبنان من بين الأمور التي تشغل البابا فرنسيس.
وكانت مصادر معنية قد أوضحت لـ”المركزية” في وقت سابق أنّ الحرب، بالنسبة للفاتيكان، سواء في غزة او اي حدث آخر، يجب ألا تكون على حساب لبنان، بل يعتبر ان ملف لبنان مستقل، وأن يكون هناك ثباتاً في التعامل مع الواقع اللبناني.
وأوضحت المصادر أنّ الكرسي الرسولي لديه قلق كبير على الاوضاع أكان في موضوع الفراغ الرئاسي او الملف الاجتماعي الاقتصادي او تداعيات حرب غزة وتأثيرها على الوضع في لبنان.
وبحسب المصادر، فإنّ دوائر الفاتيكان باتصالات مع كل الدول المعنية بالشأن اللبناني، وهذا الامر مستمر.
في المقابل، لا يتدخل الكرسي الرسولي في الاسماء الرئاسية، لا يطرح اسما على حساب آخر ولا يرفض اسماً معينا، لكن الاهتمام موجود والقلق دائم بمعنى ان الفاتيكان لم يعد ينتظر أياً من الدول ليبادر، ويقوم من جهته بما يلزم لمساعدة لبنان.
وتشير المصادر الى ان هناك حرصاً فاتيكانياً على امور اساسية منها الخروج من الازمات التي يعاني منها لبنان المالية والاقتصادية وعدم الانجرار الى حروب قد تكون كارثية على لبنان المسيحي والمسلم وعلى كل اللبنانيين دون تمييز. لكن كيف تتم ترجمته بأي طريقة او وسيلة؟ الامر غير واضح.
مواضيع ذات صلة :
سلام مُعايداً بالفصح: لقيامة لبنان من مآسيه نحو آفاق جديدة | المسيحيون الشرقيون يحتفلون بعيد الفصح.. والسياسيون يتمنّون “ظروفًا أحسن” للبنان | بوشكيان عايد بالفصح: القيامة خروج من الظلام الى النور |