التصعيد هو سيّد الموقف.. اسرائيل تتحضّر لحرب مفتوحة ومواجهة “الحزب” باتت شبه محسومة!
على ما يبدو فإنّ الجبهة الجنوبية تتّجه للمزيد من التصعيد، وهذا ما تكشف التطورات الأخيرة، ولا سيّما المؤشرات الإسرائيلية إذ رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تصريح له يوم أمس أنه “لا يجب استبعاد سيناريو الحرب في لبنان، ويجب أن نستعد لذلك”، معلنا أن “الجيش الإسرائيلي يقوم بتوسيع عملياته ضد حزب الله”.
في السياق، شهد فجر اليوم تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.
كما أطلق القنابل المضيئة ليلا وحتى صباح اليوم الخميس، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط.
ووفق مصادر متابعة فإنّه بات من الواضح أنَّ خيار حكومة بنيامين نتنياهو هو الحرب من غزة جنوباً إلى لبنان وسوريا والعراق شمالاً وشرقاً.
فيما نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين أن الجبهة الداخلية في اسرائيل ستطلق حملة لتهيئة المواطنين لتصعيد كبير في الشمال مع لبنان وسوريا.
من جهتها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن حزب الله غيّر تكتيكات عملياته في الشمال بزيادة إطلاق المسيّرات مقابل خفض الصواريخ المضادة للدروع، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تجنيد قوات احتياط تابعة للدفاعات الجوية، تحسباً لأي تصعيد بعد عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
في السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، أن “الجيش الإسرائيليّ يزيد تدريجياً من الضغط على حزب الله، كما أنه زاد عدد هجماته في عمق لبنان خلال الآونة الأخيرة”، وأضافت: “التوتر أيضاً زاد في مناطق عمق لبنان. ومن اعتبارات عسكريّة بحتة، يبدو أن الجيش الإسرائيلي لن يُعارض الاستمرار في تلك الهجمات”.
من جهته شدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، على أن الجيش الإسرائيلي يلحق الضرر بحزب الله جنوبي لبنان، وأن الهدف يجب أن يكون إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف.
وقال غانتس: “الحاجة الأمنية الأهم هي تغيير الواقع في شمال البلاد، وسوف نقاتل مع حماس لسنوات عديدة. ولا يمكن تحمل ترك سكان الشمال بعيدًا عن منازلهم. إن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمل ممتاز، ويلحق ضررًا جسيمًا بحزب الله. يجب أن نكمل المهمة. يجب أن يكون هدفنا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف. يجب أن نخصص جميع الموارد -العسكرية والسياسية- لهذا الغرض”.
ووسط هذه الأجواء، توقعت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية اشتداد حدّة المواجهات الميدانية بين إسرائيل وحزب الله في الجنوب، خصوصا في ظل غياب المبادرات الدولية لتبريد هذه الجبهة، مشددة على ضرورة الالتزام بتطبيق القرار 1701 والعمل على حلّ الخلافات في النقاط الـ 13 المتبقية استكمالاً لعملية الترسيم البري التي كان يضغط باتجاهها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين.
إلى ذلك إشار الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” في لبنان أندريا تينينتي الى ان “الوضع في جنوب لبنان بات مقلقاً وخطيراً للغاية”، ولفت الى أن تبادل إطلاق النار الذي بدأ قبل أشهر كان ضمن حدود خمسة إلى ستة كيلومترات قرب الخط الأزرق، لكنه توسع إلى مناطق في العمق اللبناني ووصل بعض الاستهدافات إلى بعلبك والهرمل شمال شرقي البلاد بمسافة تبعد 130 كيلومتراً من الخط الأزرق.
وعن تطور الأمور واحتمال ذهابها إلى ما هو أخطر، شدد تينينتي في حديث الى “اندبندنت” عربية على أن لا أحد يستطيع التنبؤ بأخطار تلك الاستهدافات ومستقبل تلك الجبهة، إذ إن أي خطأ في الحساب يمكن أن يشعل نزاعاً أوسع، وقال “نعمل مع الأطراف لمحاولة تهدئة الوضع منذ عدة أشهر والأهم منع انزلاق الجبهة نحو حرب خطيرة”.
وفي رده على سؤال عن تسجيل عدة اعتداءات على قوات “اليونيفيل”، لفت إلى أن أول استهداف كان عام 2007 حين تعرضت الكتيبة الإسبانية لهجوم دموي في منطقة الخيام وقتل حينها خمسة من رجال السلام، وكذلك عام 2022 في منطقة العاقبية حيث قتل جندي من الكتيبة الإيرلندية، إضافة إلى اعتداءات عدة غيرها حصلت، وقال “أعلم أن التحقيق ما زال مستمراً ولم يُنجز بعد، ونتابع مع السلطات اللبنانية التحقيقات في تلك الحوادث المأساوية لمعرفة الأطراف المتورطة والرسائل التي يريدون إيصالها”.
وشدد تينينتي على ضرورة تطبيق القرار 1701 هو بالشراكة مع الجيش اللبناني، وأيضاً من قبل المجتمع الدولي لتعزيز دور الجيش اللبناني، لافتاً إلى أهمية العمل لحصول الجيش على القدرات والإمكانات اللازمة للسيطرة على الجنوب، حتى في ما يتعلق بالأعداد، حيث يطلب القرار 1701 نشر نحو 15 ألف جندي في الجنوب، مؤكداً أهمية مساعدة الجيش لبسط سيطرته على الجنوب.
واكد تينينتي ألا تواصل أبداً مع “حزب الله”، فهم يتواصلون فقط مع السلطات اللبنانية وتلك المحلية في البلدات حيث توجد عناصرهم.
في السياق لا تزال التحقيقات جارية في ملف إصابة 3 عناصر من “المراقبين الدوليين” في جنوب لبنان، ووفق ما أفاد مصدر قضائي لـ”الشرق الأوسط” فإنّ الحادث ناتج عن انفجار لغم أرضي كان مزروعاً في منطقة قريبة من الشريط الحدودي مع إسرائيل.
ووقع الانفجار في منطقة قطمون والتي تبعد عن الحدود مسافة تقل عن كيلومتر واحد، وهي منطقة حرجية غير مأهولة بالسكان.
وأوضح المصدر الأمني إنّ “التحقيق المشترك بين اليونيفيل ومخابرات الجيش اللبناني، أكد أن الإصابات ناتجة عن انفجار لغم أرضي كان مزروعاً في المنطقة، وهو واحد من ثلاثة ألغام مضادة للأفراد وُجدت في البقعة نفسها”.
ورفض المصدر توجيه أي اتهامات لأي جهة بالمسؤولية عن زرع تلك الألغام، قائلاً: “لا يمكن تحديد هوية اللغم، قبل انتهاء التحقيقات ومعرفة طبيعته ونوعه ومن هي الجهات التي تستخدمه”.
مواضيع ذات صلة :
قصف متواصل… إليكم تطورات الجبهة الجنوبية | تصعيد متبادل في الجبهة الجنوبية… ورسالة إلى “مجلس الأمن” و”الأمم المتحدة” | القصف مستمرّ في الجبهة الجنوبية… والمواقف تتوالى! |