رسالة واحدة وعظّة “سلام”.. الراعي: مهلًا يا أمراء الحروب المتعطّشون للدماء!
أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الأحد، إلى أنّ القوّة ليست بالسّلاح.
وقال البطريرك الراعي: “مهلًا، يا أيّها الذين فقدتم صورة الله فيكم بالخطايا والشرور، فالله أحبّكم وجعلكم أصحاب عقل للحقيقة، وإرادة للخير، وقلب للحبّ، وحريّة لإختيار كلّ عمل صالح وجميل. عودوا إلى الجمال الإلهيّ فيكم! تجدّدوا فيه! مهلًا، يا أمراء الحروب المتعطّشون للدماء وتظلّون إليها متعطّشين! من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها. فلا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة! ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكّروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمّرون، وبمنازل من تهدمون! ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء. لا! بل أنتم أقوياء بإنسانكم المخلوق على صورة الله، على المحبّة والرحمة”.
وأضاف: “الزمن الجديد الذي أعلنه المسيح الربّ هو زمن السلام الذي تنشره الكنيسة وكلّ ذوي الإرادة الحسنة. هذا السلام الإلهيّ لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنّه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين. قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل تجنيب أهل الجنوب اللبنانيّ المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزّة. فالله، إله السلام، سميع مجيب! له المجد والشكر إلى الأبد”.
وكان قد شدّد الراعي الأسبوع الماضي في عظة قداس عيد الفصح في بكركي، على أنّ “ثقافتنا أن نكون صناع سلام لا حرب، ودعاة تفاوض لا خلافات”، متسائلاً: “بأيّ حق يجتاح حمال الأسلحة وحكام الدول بيوتاً فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في حرب غزة؟ كيف يمكن أن نقبل بقتل الأطفال والنساء والمرضى؟”.
وقال “علينا في لبنان ألا نقبل باستدراج وطننا إلى حرب تطال اليوم جنوبه، ونخاف أن تطال أماكن أخرى”.
وتابع: “نلتمس من المسيح أن يخاطب قلوب الفقراء والمرضى المحرومين من العيد بسبب إصابتهم من ويلات الحروب والجوع يتآكلهم، وحده يسوع قادر على أن يرسل إليهم رسل خير”، لافتاً إلى “أنّنا بحاجة الى سلام سياسي واقتصادي واجتماعي وغذائي”.
مواضيع ذات صلة :
من يبدأ منتصراً ينتهي مهزوماً | “حياة أم موت”.. حياة اللبناني بين الحرب والسهر | غزَّة… آخر الحروب! |