الرئاسة في “عنق الزجاجة”.. ونقطة ارتكاز جديدة تتمحور حول حلّ “عقدتين”!
لا تزال الأزمة الرئاسيّة تراوح مكانها رغم سلسلة اللقاءات والجولات التي قام بها سفراء دول اللجنة الخماسية، ورغم المبادرة التي يُحاول تكتل “الاعتدال الوطني” إنجاحها، من خلال اجتماعات مكثفة عقدها مع شخصيات بارزة، كان آخرها أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وسبق ذلك محادثات عقدها التكتل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل.
وفي آخر تطورات هذا الملف، كشف مصدر معني لـ”الأنباء” الكويتية عن نقطة الارتكاز الجديدة التي يحاول سفراء الخماسية العربية والدولية إنتاج تقاطع من حولها، وهي تقوم على حل نقطتي الخلاف المتبقيتين وهما: من يدعو إلى الحوار أو التشاور ومن يترأس هذا الحوار؟
والطرح الجديد الذي سيسوقه سفراء الخماسية في جولتهم المرتقبة على القوى النيابية وغير النيابية، يفيد بأن تتولى هي الدعوة إلى الحوار على أن يترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوار لاحقًا، بحيث يكون كل فريق قدم تنازلًا.
في السياق أيضًا، أوضح عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد رستم، أن الخلاف ما زال قائمًا حول بندين من بنود المبادرة هما: مَن يدعو إلى جلسة التشاور أو الحوار النيابية ومن يترأسها، حيث أن موقف “القوات اللبنانية” بعد لقاء الكتلة مع رئيسها سمير جعجع، ما زال يرفض أن تصدر الدعوة عن أمانة سر المجلس النيابي وأن يترأس الرئيس نبيه بري التشاور، أما النائب جبران باسيل وبعد لقاء الكتلة معه، قال: “إننا مع المبادرة شكلًا ومضمونًا على أن يُسفر الحوار على توافق حول اسم مرشح للرئاسة أو أكثر، وبعدها نذهب إلى جلسات انتخابية وليفز من يفز”.
كما كشف رستم لـ”الجمهورية” أن الكتلة ستتواصل مع سفراء اللجنة الخماسية للتعاون معًا من أجل تذليل هاتين العقبتين عبر التواصل مجددًا مع الكتل النيابية، “لأنّ وضع البلد لم يعد يتحمّل أن يبقى بلا رئيس للجمهورية”.
إلى ذلك، لا يزال حزب “الكتائب” على موقفه بعدم الدخول في تسمية مرشح جديد، “طالما أنّ حزب الله لم يسحب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بحسب ما صرح به مصدر في الحزب لـ”الأنباء” الكويتية.
بينما أفاد مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي بأنّ الحزب “انتهج سياسة الانفتاح منذ فترة طويلة، وعلى تواصل مع جميع الأطراف السياسية والحزبية انطلاقًا من تموضعه الوسطي”.
وقال المصدر لـ”الأنباء” الكويتية، إنّ “الحزب لا يتوقف كثيرًا عند الأسماء المطروحة، بقدر تحبيذه إخراج الاستحقاق الرئاسي أولًا من عنق الزجاجة، وإنهاء الفراغ في موقع الرئاسة الأولى، لأنها تشكل المدخل الطبيعي للحلول وإعادة تفعيل عمل المؤسسات”.
المصدر أوضح تأييد الحزب مبدأ “طرح الخيار الثالث، طالما أن التركيبة النيابية الحالية لا تستطيع إنتاج الحلول المطلوبة وتشكيل غالبية انتخابية. وليس في جعبة التقدمي راهنًا أسماء جاهزة، باعتبار أن المطلوب حاليًا تحريك الملف جديًا واقتناص أي فرصة لإنجاز هذا الاستحقاق، في ظل الظروف الصعبة الراهنة سواء في الجنوب أو على صعيد انهيار المؤسسات.. وحيث إن الهيكل يسقط على رؤوس الجميع فلا بد من الذهاب إلى توافق وطني حول القضايا الشائكة، إزاء ما يتخبط فيه الداخل اللبناني من أزمات على المستويات كافة”.
يأتي ذلك في وقت يترقّب لبنان وصول وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في نهاية الأسبوع، حيث تابع ميقاتي مع السفير الفرنسي هيرفي ماغرو الاقتراحات الفرنسية التي تتضمن، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية صحيفة “نداء الوطن”، تنفيذ القرار 1701 ضمن سلة متكاملة، بينها الذهاب إلى “الخيار الثالث” في انتخاب رئيس الجمهورية.