في اليوم العالميّ لحريّة الصحافة.. تراجعٌ هائل للبنان والشرق الأوسط أخطر الأماكن!
يحلّ اليوم العالميّ لحريّة الصحافة في الثالث من شهر أيار من كل عام، وفق ما هو مُحدَّد من قبل الأمم المتحدة، في وقت تعصف الأزمات والحروب ببلدان ومناطق عدّة، لعلّ أبرزها اليوم حرب غزة، والمناوشات المتصاعدة التوتر في جنوب لبنان، إلى جانب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها من النزاعات التي جعلت العالم مرتعًا للعنف والقتل، ممّا يضع حياة المدنيين عمومًا، والصحافيّين خصوصًا، في مهبّ الخطر.
في هذا السياق، أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” المؤشر العالمي السنوي لحرية الصحافة، اليوم الجمعة، وهو يتمحور حول خمسة مؤشرات: السياق السياسي، الإطار القانوني، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي، والسياق الأمني، وذلك بهدف المقارنة بين درجة الحرية التي يتمتع بها الصحافيون ووسائل الإعلام في البلدان الـ 180 التي يشملها التحليل.
وقد كشف التقرير الصادر عن المنظمة، بأنّ المؤشر السياسي كان الأكثر تراجعًا، حيث سجّل متوسط انخفاض عالمي قدره 7.6 نقاط، وهو ما يشير إلى أن “الصحافة وخطوط التحرير التابعة للوسائل الإعلامية تقبع تحت الضغط السياسي بما يفوق السنوات الماضية”، وفق ما يؤكده مسؤول مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، جوناثان داغر، في حديثه لموقع “الحرة”.
كما أشار تقرير “مراسلون بلا حدود” إلى أنّ هناك عددًا متزايدًا من الحكومات التي لا تقوم بدورها لضمان أفضل بيئة ممكنة للصحافة، ولحقّ الجمهور في الحصول على أخبار ومعلومات موثوقة ومستقلة ومتنوعة.
كذلك عبّرت المنظمة عن قلقها من التراجع في دعم استقلالية وسائل الإعلام واحترامها وزيادة في الضغوط التي تمارسها الدولة أو غيرها من الجهات السياسية الفاعلة.
وعلى المستوى الدولي، تكشف “مراسلون بلا حدود” في تقريرها، أنّ هذا العام تميّز “بغياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لفرض مبادئ حماية الصحافيين، وبخاصة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222”.
هذا وقد لحظ الجدول الذي أعدّته المنظمة، أنّ النرويج احتلّت المرتبة الأولى عالميًا رغم تراجعها، وحلت في المرتبة الثانية الدنمارك تليها السويد في المرتبة الثالثة. بينما صنف المؤشر منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط بكونها ذات الوضع الأسوأ، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وكان لافتًا في تصنيف دول الشرق الأوسط لهذا العام، التراجع الهائل بمركز لبنان بـ 21 مرتبة على صعيد العالم، وذلك بعد مقتل ثلاثة صحافيين في جنوب لبنان نتيجة قصف إسرائيلي، ما أثر على تصنيف البلد لناحية سلامة الصحافيين، وفق داغر.
بدوره، رصد مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، انخفاض عدد الانتهاكات بحق الصحافة في لبنان هذا العام.
إلّا أنّه وتعليقًا على هذا التقرير، أشار المسؤول الإعلامي في المركز جاد شحرور لموقع “الحرة”، أنّ “ذلك لا يعني أن الديمقراطية في لبنان بملاذ آمن”، حيث تستمر ظاهرة الإفلات من العقاب، لا سيما في قضية اغتيال لقمان سليم، لافتًا إلى أنّ “واقع الحريات عمومًا في تدهور، حيث شهدنا استدعاءات لصحافيين وناشطين، ودعاوى قضائية بحق صحافيين نتيجة عملهم”.
مواضيع ذات صلة :
عراقجي: عواقب اتساع رقعة الحرب في المنطقة لن تقتصر على الشرق الأوسط | هاريس: سأعمل بجد لوقف الحرب في الشرق الأوسط | “دفاعاً عن إسرائيل”… البنتاغون يعلن نشر قدرات عسكرية جديدة بالشرق الأوسط |