ما لا تعرفونه عن شبكة الحزب المالية.. هكذا يديرها حسن مقلد ومازن الزين يقدّم خدماته منذ 17 عاماً!
تعليقًا على قرار فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية OFAC، يوم أمس الخميس، عقوبات على 5 أشخاص يساهمون بتسهيل الأنشطة غير المشروعة لدعم حزب الله، ويرتبطون بالصراف حسن مقلّد، قال الصحافي طوني أبي نجم في مقابلة خاصة مع “هنا لبنان” إنّ “حزب الله” منذ سنوات طويلة وضع استراتيجية واضحة لتأمين مداخيل مالية ترتكز على 3 محاور أساسية، وهي دعم محلات ومؤسسات تجارية في لبنان بشرط الحصول على نسب معينة من الأرباح، الشق الثاني من خلال العمل مع أشخاص يعملون في القطاع المالي في لبنان والخارج عبر مدّهم بالأموال من أجل تحقيق العوائد المطلوبة ومنهم حسن مقلّد وغيره، أما الشق الثالث، فهو تجارة المخدرات عبر العالم، من أميركا الجنوبية وأوروبا ومحاولات التصدير إلى الخليج العربي”.
ورأى أن “حزب الله” يعرف أنه يحتاج إلى تمويل وأنه لا يمكنه الاعتماد على إيران بشكل دائم في ظل ما تعانيه ولهذا قاموا بفتح شبكات وأطر مختلفة لا علاقة لها بالمبادئ التي يتحدثون عنها”، مشدّدًا على أنّ “هذه الأنشطة غير المشروعة مضرّة بلبنان”.
ولم يسلم أبناء مقلّد الثلاثة من العقوبات، وفي هذا الإطار، لفت أبي نجم أنّ مقلّد من إطار عامل الثقة استخدم أولاده في عملياته المالية والذين طاولتهم العقوبات أيضًا.
وعن مازن حسن الزين الذي شملته العقوبات، وهو مستشار أعمال لشركة مقلّد، ومقيم في الإمارات، أوضح أبي نجم أنه “يعمل في حلقة الحزب المالية منذ أكثر من 17 عامًا وهو طوّر أعماله في هذا الإطار حتّى أصبح شخصا موثوقاً لدى الحزب، ولذلك كان لديه عدائية على كل من يعارض حزب الله”.
وأضاف: “الزين عمل في الإمارات وأصبح ينوب عن مقلّد في كل العمليات المالية المشبوهة”.
أما عن كيفية كشف العمليات من قِبل الولايات المتحدة، فكشف أنها “تمّت بالتنسيق والتعاون مع السلطة في الإمارات الصديقة لأميركا”.
العقوبات طالت عدنان يوسف أيضًا، “وهو الشخص الذي اتّكل عليه حسن مقلّد للبحث عن مستثمرين وتكبير شبكته لكونه شخص موثوق ولديه قدرة في إقناع المستثمرين”، وفق ما قال أبي نجم، واصفًا “مازن الزين وغيره الذين يعملون في فلك حسن مقلّد، بالخلايا النائمة في موضوع التمويل لأعمال حزب الله”.
ما الرسالة من العقوبات؟
أوضح أبي نجم في حديثه مع الزميلة غيداء جبيلي، أنّ “واشنطن تريد إيصال رسالتين للحزب وإيران، الأولى هي أنها مكملة في ملف فرض العقوبات في ظل الحديث عن الصفقات والتسويات، والرسالة الثانية هي أنها تلاحق كل منابع تمويل الحزب في الخارج وأي مكان والتي لم تعد محصورة في لبنان”.
أما تسويق “الحزب” بأن أميركا تريد حصول تسوية معنا “فالعقوبات كذّبت هذه الأحاديث وأميركا أكدت أن لا تسويات على المبادئ، غير أن خلايا حزب الله كبيرة ومتشعبة ولا يمكن لحزمة عقوبات تجفيف أموال هذا التنظيم، ولكن قرارًا بعد قرار يتم التضييق على مصادر الحزب المالية”، بحسب أبي نجم، الذي أكد أنّ “معركة العقوبات لن تنتهِ خلال سنة أو سنتين فهي معركة مستمرة”.
المشكلة في اقتصاد “الكاش”
وأوضح أبي نجم أنّ “مصرف لبنان أوقف التعاطي مع حسن مقلّد منذ فرض عقوبات عليه ولكن المشكلة أننا في اقتصاد “كاش” ومنذ ضرب القطاع المصرفي وتغيير حاكم مصرف لبنان من قبل فرنسا أتت النتائج عكسية وازدهر “حزب الله” الذي أصبح الأقوى في اقتصاد الكاش”.
وقال إنّ “مقلد أصبح يلعب بأريحية باقتصاد الكاش، ولو أننا ما زلنا نعمل بالنظام المصرفي اللبناني الذي كان يملك رقابة مشددة ما كانت ستكون موجودة كل هذه الألاعيب”.
وشدّد أنّ “المطلوب اليوم هو إعادة الثقة بالقطاع المصرفي من خلال وقف المخططات السابقة التي تهدف لتطيير أموال المودعين ووضع خطة عملية لتأمين إعادة تكوين الودائع وردّها للناس وإعادة انتظام الحياة المالية السابقة كما كنا سابقًا”.
ورأى أبي نجم أنّ ” مصالح الفرنسيين في ضرب القطاع المصرفي تلاقت مع مصالح “حزب الله”، في ظل عدم وجود رقابة في اقتصاد “الكاش”.
وختم: “هناك تناقض في الإدارة الأميركية، فهي جدّية في متابعة كل مصادر “حزب الله” والتحرّي عنها، وفي الوقت ذاته هم كانوا يعملون على عمليات انفتاح مع إيران وردّ أموال بمليارات الدولارات”، مشيرًا إلى أنّ “الحل هنا سيكون بعد الانتخابات الأميركية”.
مواضيع ذات صلة :
غارات صور.. ماذا كشف الجيش الإسرائيلي عن وحدة “عزيز”؟ | في لبنان ما يستحق الحياة | نعيماً يا قاسم! |