مخاطر النزوح السوري تعصف بالمجتمع اللبنانيّ.. المخيّمات تعجّ بالأوبئة!
تزامنًا مع الحملة الواسعة التي أطلقتها الأجهزة الأمنيّة لقمع مخالفات النازحين السوريّين، إن كان لناحية العمالة غير الشرعيّة أو التواجد على الأراضي اللبنانيّة من دون إقامة، برزت إلى الواجهة اليوم قضيّة الأمن الصحيّ التي لا يمكن التغافل عنها، في ظلّ تفشّي عدد من الأوبئة والأمراض في أروقة المخيّمات.
فقد كشف رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري عن وجود 300 مصاب بالطفح الجلدي والتهاب الكبد الوبائي داخل مخيمات النازحين السوريين في عرسال، معلنًا أن البيئة غير النظيفة داخل المخيمات أدت إلى هذه الإصابات.
الحجيري وردًا على سؤال بشأن فيضان مياه الصرف الصحي في عرسال، لفت في حديث إذاعي، إلى أنّ منظمة اليونيسيف خفّضت من حصة مياه الشفة التي تؤمنها لكل فرد، كما تراجعت الآلية التي كانت تنظم سحب مياه الصرف الصحي بصورة ملحوظة، وبالتالي بتنا أمام أزمة لأن كلفة سحب أو شفط مياه الصرف الصحي مرتفعة جدًا، الأمر الذي ينعكس خللًا يؤدي إلى فيضان المياه الآسنة في المخيمات وعلى بعض الطرقات المجاورة لها في البلدة”.
وعن الخدمات الصحية، أوضح أنّ بعض المستوصفات المجانية المدعومة من المنظمات الدولية تؤمن عمليات الكشف والدواء، وفي حال عدم توفره يجري التعاون مع وزارة الصحة.
في هذا السياق، عقد اجتماع موسع اليوم في وزارة الصحة العامة، متابعة لموضوع الأمن الصحي في مخيمات النازحين السوريين في عرسال، حيث تم استعراض الوضع الراهن في ضوء ما أظهرته نتائج الفحوصات التي تم إجراؤها في مختبرات الوزارة ومختبرات جامعية لعدد من الحالات المصابة بإسهال وطفح جلدي كما لمصادر المياه في المنطقة، وتناول البحث أيضًا جهوزية الوزارة وإمكاناتها من لقاحات وأدوية ومستشفيات ورعاية ومختبرات للمساهمة في احتواء الوضع وعدم تفاقمه.
وبحسب تقرير لبرنامج الترصد الوبائي تبيّن الآتي:
– في حالات الكبد الوبائي أ (الصفيرة)، تم الإبلاغ عن 17 حالة مشتبهًا بها، تأكدت إصابة حالتين منها.
لم يتم تسجيل أي حالة دخول إلى المستشفيات وسيتم تقصي الحالات الأخرى بحثًا عن تلوث في المواد الغذائية أو المياه، ويتم حاليًا جمع عينات مياه وإرسالها إلى المختبرات المرجعية للتأكد من سلامتها ومشاركة نتائجها فور ورودها.
– في حالات الإسهال الحاد والكوليرا، لتاريخه تم الكشف عن حالات محتملة للكوليرا مع إيجابية الفحص السريع. وتم إرسال عينة خروج إلى مختبر الجامعة الأميركية في بيروت وهي قيد الفحص والزرع.
– في حالات الطفح الجلدي، تبيّن وجود أمراض عدة من الجرب وImpetigo بالإضافة إلى طفح جلدي بقعي حطاطي. وقد تم طلب تقديم العلاج لحالات الجرب وImpetigo عبر مراكز الرعاية الأولية. وفيما خص حالات الطفح البقعي الحطاطي، سيقوم الترصد الوبائي بجمع العينات وفحصها لمرض الحصبة.
من جهتهم، أوضح ممثلو منظمة “اليونيسف” أن تقلّص أموال المانحين اضطرها كجهة منفذة، إلى تقليص كمية المياه النظيفة من عشرين ليترًا يوميًا لكل شخص إلى اثني عشر ليترًا، وتقليص عدد مرات سحب المياه المبتذلة.
وخلال الاجتماع قال الوزير الأبيض: “إنّ هذا الاجتماع الذي يضم كافة الأفرقاء المعنيين بسلامة المياه هو صرخة للمانحين والمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياتهم في هكذا ظرف عصيب لا يحتمل أي إهمال أو سوء تقدير”!
أضاف: “من غير المقبول عدم تأمين استمرارية الخدمات الأساسية وفي مقدمها المياه حرصًا على درء المخاطر الصحية التي لن تبقى محصورة في بقعة محددة، بل ستتمدد حكمًا إلى خارج هذه البقعة وتطال المزيد من النازحين مع المجتمع المضيف”.
وأكد أهمية التحرك بسرعة “قبل تفاقم الوضع والحالات”، داعيًا في الوقت نفسه إلى مراجعة الوزارة والاستفسار عمّا لديها من معطيات علمية قبل إطلاق تصريحات قد لا تعكس الواقع بدقة.
من جهة ثانية، أجرى الوزير الأبيض سلسلة اتصالات أبرزها مع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ومحافظ البقاع كمال أبو جودة والنائب ملحم الحجيري وعدد من المسؤولين المحليين في المنطقة، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب لإعطائهم التوجيهات الواجب الالتزام بها لمنع تمدد الأمراض إلى المجتمعات المحيطة، في موازاة الزيارات الميدانية المكثفة التي تواصلها فرق وزارة الصحة العامة والفرق الشريكة في عرسال والمحيط لتقصي الواقع ومراقبة نتائج الإجراءات المتخذة وفاعليتها.
من جانب آخر ولكن في إطار النزوح السوري أيضًا، تتواصل حملات قمع مخالفات النازحين في مناطق لبنانيّة عدّة، فقد نفذت دوريات من شعبة معلومات الجنوب في الأمن العام – الأمن القومي وشعب الاستقصاء والتحقيق في مراكز أمن عام النبطية، حاصبيا، مرجعيون، تبنين وجباع، وبناء لتوجيهات وتعليمات المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، حملات واسعة في مختلف بلدات وقرى الجنوب لقمع المخالفات ومراقبة العمالة السورية، أسفرت عن توقيف 30 سوريًا بسبب مخالفتهم لقانون الإقامة ودخولهم البلاد خلسة، إضافة إلى إقفال 6 مصالح يديرها عمال سوريون في مناطق النبطية وحاصبيا ومرجعيون وتبنين وجباع.
كما قامت دورية من مركز الزهراني الإقليمي بالتنسيق مع دائره الأمن القومي شعبة الجنوب، بجولة في المحلات والمؤسسات التي يديرها سوريون بطريقة غير شرعية، وقد تم إقفال سوبر ماركت في محلة العاقبيه، كما تم توقيف أحد السوريين لدخوله البلاد خلسة.
إلى طرابلس، حيث قامت دوريات من مركز طرابلس الإقليمي في المديرية العامة للأمن العام بالتنسيق مع شعبة الأمن القومي في الأمن العام بختم عدد من المحال التجارية التي يديرها سوريون مخالفون لنظام الإقامة والعمل في مناطق القبة، الميناء، التل، أبي سمراء، المنلا، بالشمع الأحمر، وذلك بناء على إشارة القضاء المختص، فيما العمل جار على إغلاق كل المحلات المخالفة للأنظمة والقوانين.
مواضيع ذات صلة :
كتاب من ميقاتي بشأن النزوح السوري! | بوحبيب: لبنان متمسك بالـ 1701 ولحل أزمة النزوح السوري عبر تفعيل مشاريع التعافي المبكر في سوريا | البيسري: معالجة النزوح السوري من دون داتا هراء وهرطقة |